أبدت القوى الإسلامية والثورية ترحيبها الكبير بخطاب الدكتور محمد مرسى -رئيس الجمهورية- أمام الأممالمتحدة واصفين إياه بأنه خطاب تاريخى أبهر العالم ووجه رسالة تحذيرية لإسرائيل ونظام بشار الأسد بضرورة رحيله، ما جعله الخطاب الأكثر تأثيرًا فى الرأى العام العربى والعالمى من أول رئيس مصرى منتخب بعد الثورة. وقال المهندس على عبد الفتاح، عضو مجلس الشعب السابق عن حزب "الحرية والعدالة": إن الرئيس محمد مرسى بخطابه الرائع هذا حمل عدة رسائل مهمة أولها رسالة السلام التى أكدها وظهرت فى تأكيده على أنه لا معنى لاتفاقية كامب ديفيد فى ظل انتهاك السلام، وأن الشعب السورى هو صاحب الحق فى اختيار رئيسه ولذلك وجب رحيل النظام القمعى. واعتبر طارق الزمر -المتحدث باسم حزب "البناء والتنمية"- أن خطاب الرئيس رسم خريطة سياسية جديدة تعيد لمصر مكانتها الدولية التى فقدتها فى عهد النظام السابق، مشيدًا بالطريقة التى عرض بها قضية الإساءة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، من حيث ضرورة وقف الإساءة للمعتقدات الدينية والثقافات من باب حرية الرأى والتعبير وضرورة تدارس كيفية حماية العالم من زعزعته واستقراره، وهى اللغة التى يفهمها الغرب. وأضاف الزمر أنه بالرغم من إجادة الرئيس عرض قضية الإساءة للرسول إلا أنه كان من الأفضل أن يعرض الرئيس على الأممالمتحدة مشروع قانون دولى يجرم ازدراء الأديان، كبداية للسعى فى إصدار تشريع دولى بذلك. وعلق "الزمر"على حديث الرئيس حول ضرورة نزع السلاح النووى من الشرق الأوسط ككل أن تلك هى الصيغة الطبيعية والخطاب المنطقى فى ضوء اختلال ميزان العدالة الدولية بشكل واضح لصالح إسرائيل، ووصفها "بالطفل المدلل للولايات المتحدةالأمريكية"، وأن الولاياتالمتحدة وإسرائيل يجب أن تدركا أن الوضع قد تغير فى مصر بعد الثورة. ووصف الدكتور خالد سعيد -المتحدث باسم الجبهة السلفية- خطاب مرسى بالمتوازن والجيد الذى يهتم بالعمق العربى فى القضايا العربية التى طرحها، فضلاً عن إلقاء الضوء على العمق الإفريقى، وقال: شعرنا أنه وضع مصر فى موضع متميز أمام العالم أجمع". وأشاد الدكتور هشام كمال، عضو الجبهة السلفية، بتركيز الخطاب على القضية الفلسطينية لكونها قضية لم يتم الاهتمام بها إلا من خلال الكلام الإنشائى، مؤكدًا أن مرسى أوصل رسالة هامة للعالم أجمع ووجه لومًا شديد اللهجة للقوى العالمية لتدليلها الزائد لليهود، وألقى باللائمة على الذين يصرون على التعاون من جانب أحادى وعدم الاهتمام بالجانب الفلسطينى. وانتقد هشام كمال، حديث الرئيس عن القضية السورية، مؤكدًا أنها لم تكن بالشكل المطلوب، خاصة أن الحديث عنها كان عامًا، علاوة على أنه لم يقدم خطابًا عن الشأن الداخلى واكتفى بإظهار صورة للعالم كله بأنه رئيس منتخب جاء بعد ثورة كبيرة، متمنيًا لو أنه تحدث عن الداخل بشكل أعمق كما هو الحال بالقضايا الخارجية. ووصف سامح المصرى، عضو مجلس أمناء الثورة، كل ما قاله مرسى بأنه "لا يتعدى كونه شعارات"، وقال: كان على مرسى أن يقدم خطابه بعيدًا عن الشعارات ويعتمد على تقديم خطة مصرية لكيفية المساعدة فى حل الأزمة السورية ودعم القضية الفلسطينية وتخفيف المعاناة عن أهالى غزة، مضيفًا أن العالم كان سيحترم مصر إذا تطرق الخطاب إلى ما حققته مصر فى سبيل وقف زحف اللاجئين السوريين أو وقف اعتداء إسرائيل على الأراضى الفلسطينية بدلاً من الحديث عن دعوات للعالم للوقوف بجانب القضيتين، مشيدًا بتركيزه على هوية مصر الإسلامية والإفريقية، خاصة أننا افتقدنا إظهار ذلك خلال حكم النظام السابق. بدوره، وصف حسام الخولى -المتحدث الرسمى لحزب "الوفد"- خطاب الرئيس بالواضح على عكس خطابات رؤساء الدول الأخرى والتى وجهت به خطابين أحداهما للمجتمع الدولى والآخر للمحلى كما فعل الرئيس الأمريكى بتوجه جزء من الحديث بطريقة غير مباشرة إلى الناخب الأمريكى. وقال: الرئيس محمد مرسى تحدث فى أمور واضحة يتفق عليها الجميع وهى رفض الإساءة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، وإن كان من الأفضل أن يتقدم الرئيس بمشروع قانون للأمم المتحدة لمنع النيل من الأديان بصورة عامة وليس الإسلام فقط، والضغط من أجل إصدار ذلك وعدم الاكتفاء بالإشارة إلى أهمية تلك القضية بالنسبة للعرب والمسلمين وخطورة الأفعال غير المسئولة بالإساءة للأنبياء على المجتمع الدولى ككل. وأشاد "الخولى" بالأسلوب الذى تحدث به الرئيس والذى يعكس قوة مصر ونديتها لباقى الدول، خاصة أثناء حديثه عن منع انتشار السلاح النووى، وقال: الرئيس بعث برسالة واضحة ورسخ لمبدأ نسانده فيه جميعاً وهو أن "ما يسرى علينا يسرى على باقى دول العالم" بمعنى أن إسرائيل إذا لم توقع على اتفاقية منع انتشار السلاح النووى فسيكون من حق مصر وإيران وباقى دول المنطقة امتلاك سلاح نووى سلمى لحماية نفسها.