أبرزت الصحف السودانية الصادرة اليوم "الخميس" عددا من الموضوعات المهمة ، خاصة كلمة الرئيس محمد مرسي أمس أمام الجمعية العامة للامم المتحدة ، كما تصدرت محادثات أديس أبابا بين البشير وسلفاكير في أديس أبابا اهتمام وسائل الاعلام المختلفة . وأشارت صحيفة "سودان تربيون" إلى قول الرئيس مرسي إن السودان قدم تضحياتٍ كبيرة بحثا عن السلام والاستقرار ، والتزم بتنفيذ اتفاق السلام الشامل ، وكان أول من اعترف بدولة جنوب السودان . كما نقلت قوله إن السودان لم يتلق الدعم الذى يستحق" ، وذلك في اشارة إلى عدم التزام المجتمع الدولي بتقديم المساعدات الاقتصادية التي وعد بها في الماضي حال استقلال جنوب السودان طبقا لاتفاقية السلام الشامل الموقعه في يناير 2005 . وأبرزت الصحيفة مطالبة الرئيس مرسي دول العالم بالعمل على تقريب وجهات النظر بين السودان وبين دولة جنوب السودان لحل القضايا العالقة بينهما . ومن جهتها ، أشارت صحيفة "الصحافة" الى إعلان الرئيس مرسي معارضة مصر التدخل العسكري الخارجي لوقف الحرب الأهلية في سوريا وأن من الافضل تسوية شاملة للجميع من خلال المفاوضات . ونوهت الى أن تلك كانت أول كلمة للدكتور مرسي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة ، وأبرزت قوله "إن مصر ملتزمة بمواصلة ما بدأته من جهد صادق لإنهاء هذه الماساة الدائرة على أرض سوريا في إطار عربي وإقليمي ودولي ، إطار يحافظ على وحدة تراب هذا البلد الشقيق ويضم جميع أطياف الشعب السوري دون تفرقة على أساس عرقي أو ديني أو طائفي ويجنب سوريا خطر التدخل العسكري الأجنبي . " كما تصدرت كلمة الرئيس مرسي نشرات الاخبار في الاذاعة والتليفزيون القومي والقنوات الفضائية السودانية ، ونقلت الاذاعة السودانية عن الرئيس مرسى أن السودان يحتاج إلى الدعم وهو يسعى لتحقيق الاستقرار وبناء علاقات نموذجية مع دولة جنوب السودان ، وأشارت إلى قول الرئيس إن السودان لم ينل حظه من الدعم الدولي لحل قضاياه العالقة . ومن جهتها نوهت فضائية "الشروق" بمطالبة مرسي الأممالمتحدة بمساعدة دولتي السودان والصومال ، وقوله إن الأشقاء في السودان يحتاجون للدعم أكثر من أي وقت مضي ، ذلك البلد الذي سعى لإقامة علاقات صحية مع دولة جنوب السودان ، وقدم تضحيات كبيرة بحثا عن السلام ، والتزم بتطبيق السلام الشامل وكان أول من اعترف بدولة جنوب السودان" . وحول المحادثات الجارية في أديس أبابا بين دولتي السودان ، أشارت الصحف الى عقد ست جولات من المحادثات في العاصمة الأثيوبية بين الرئيسين عمر البشير وسلفاكير ميارديت منذ يوم الأحد الماضي ، وكان آخرها أمس ، حيث اتفق على توقيع اتفاق تعاون بين البلدين اليوم "الخميس" ترافقه ثماني وثائق ترتبط بفك الارتباط بين السودان وجنوب السودان ، بعدما تجاوزا عقبة (الميل 14) . وأشارت الصحف في ذات الوقت الى أن مواقف الجانبين تباعدت حول معالجة الوضع في منطقة "أبيي" وبات مصير المنطقة غامضا. وأوضحت صحيفة "الصحافة" أن الخلاف على تفاصيل الوضع في "أبيي" عرقل التوقيع أمس على اتفاق اطاري بجانب وثائق الاتفاقيات الاخرى على الرغم من إعداد الوساطة الافريقية قاعة لمراسم الحفل ودعوة الصحفيين للمناسبة . وكشفت الصحيفة أن سلفاكير طرح اصدار قانون استفتاء مشترك من السودان وجنوب السودان حول أبيي يصادق عليه برلمانا الدولتين ، لكن البشير رفض ذلك بشدة باعتبار أن أبيي لا تزال سودانية ، وأن قانون الاستفتاء لتحديد مستقبلها سيكون سودانيا وأقر الوسطاء ذلك . وفي المقابل تمسك المفاوض الجنوبي دينق ألور بمقترح الوسيط الافريقي ثابو مبيكي بأن يكون رئيس مفوضية استفتاء ابيي من الإتحاد الافريقي وطالب بتحديد موعد الاستفتاء غير أن البشير أبدى غضبه رافضا المقترح ، موضحا أن اتفاق أبيي حدد أن تكون المفوضية من الطرفين ، وأن تحديد موعد الاستفتاء من مسئوليتها . وذكرت الصحيفة أن وثائق الاتفاقيات التي صارت جاهزة للتوقيع تشمل الترتيبات الامنية وترسيم الحدود ، والشئون الاقتصادية والنفط والتجارة ،والحريات الاربع ، وستنفذ الاتفاقيات بعد المصادقة عليها من برلماني الدولتين . وكشفت مصادر مطلعة للصحيفة أن البشير وسلفاكير تجاوزا في نهاية اللقاء الخامس بينهما الذي استمر حتى وقت متقدم مساء الثلاثاء العقبة الرئيسية في اتفاق التريبات الامنية المتصلة بالمنطقة العازلة بينهما ، بجعل كل منطقة الميل 14 ، وعمقها نحو 23 كيلومترا منطقة منزوعة السلاح ، بخلاف الشريط العازل في بقية الحدود الذي يبلغ عمقه 10 كيلومترات على جانبي حدود الدولتين . وحسب الاتفاق سينسحب الجيش الجنوبي من ست مناطق يسيطر عليها ، وكذلك سينسحب الجيش السوداني خارج المنطقة ، التي ستدار عبر النظام القبلي الذي ظل سائدا منذ عام 1924 بين قبيلتي الرزيقات ودينكا ملوال . وعن ترسيم الحدود قالت المصادر إن الطرفين اتفقا على ترسيم حدودهما المتفق عليها (80 في المئة) منها بوضع أعمدة خرسانية لتحديدها ، وأقرا مرجعية يستند عليها فريق من خبراء الإتحاد الافريقي لمساعدة الجانبين في تسوية الخلاف على خمس مناطق متنازع عليها هي حفرة النحاس ، والميل 14 ، وكاكا التجارية ،والمقينص ، وجودة ، وتمثل هذه المناطق 20 في المئة من الحدود التي تمتد أكثر من ألفي كيلومتر . ومن جهتها ، نقلت صحيفة "أخبار اليوم" عن سامية أحمد محمد نائب رئيس البرلمان أن وفدي السودان وجنوب السودان اللذين يتفاوضان لانهاء القضايا العالقة بأديس ابابا ، سوف يصدران بيانا مشتركا أو يتفقان على أجندة لمرحلة جديدة من المفاوضات في حال لم يتوصل الجانبان لاتفاق نهائي ينهي الازمة الحالية . وأكدت سامية في تصريحاتها للصحفيين على حرص الحكومة التوصل لاتفاق ينهي الازمة ، وأوضحت أن وجود الرئيس البشير بأديس حتى الآن أمر ايجابي . وأضافت أن هناك حرصا على الوصول لاتفاق وأشارت الى أن ما تتحدث عنه الفضائيات عن المفاوضات يأتي من باب التصعيد الاعلامي المقصود من ورائه الضغط . وأكدت أن الوصول للسلام رغبة أصيلة بالنسبة للدولة وهي مسئولة مباشرة للوصول إليه . وأشارت الى ان المقترح القاضي بتقسيم ابيي يفضي لتحقيق الاستقرار ويحفظ التعايش الاجتماعي لاهلها بصورة تؤدي لتعزيز السلام ، واعتبرت الامر أفضل من الخيارات الاخرى . وأوضحت أن الدافع لاستمرار التفاوض لا يأتي خوفا من العقوبات التي هدد المجتمع الدولي بفرضها على الجانبين في حال عدم التوصل لحل للقضايا العالقة ، ولكن من أجل التوصل لاتفاق والالتفات لاولويات الشعوب المتعلقة بتأمين الخدمات والتنمية ، قائلة إن العقوبات ليست أمرا جديدا على السودان .