المهندس هشام ياسين عاتب علي بشدة بسبب مقال أمس. يعتقد أنني جافيت الحقيقة عندما انتقدت مرتضى منصور لاتهامه جمهور الأهلي بمهاجمة منزله في شارع أحمد عرابي بالمهندسين. استند المهندس هشام على تقرير كتبه زميلنا أحمد الشامي محرر الحوادث في الجمهورية في عددها أمس، بعد زيارته لمنزل مرتضى واستماعه إلى تكرار لما قاله في بلاغه وفي تصريحاته للقنوات الفضائية، وما قاله مدير أمن الجيزة بأنهم قبضوا على 20 مشاغبا كانوا يحملون الأعلام الحمراء. يا سيدي أنا لم أخطئ أو أجافي الحقيقة. لو تصفحت نفس الجريدة وفي صفحة الرياضة وليس الحوادث لوجدت كتابات مناقضة تماما لرواية الشامي التي أخذها من طرف واحد، وكلها تصف ما حدث بأنه ثورة غضب من جمهور الزمالك، ولو تصفحت الأهرام والأخبار والمساء لوجدت نفس الرواية التي تؤكد أن الجمهور الزملكاوي الغاضب بعد أن فشل في مهاجمة ناديه بسبب الحراسة الأمنية عليه توجه إلى "فيلا" مرتضى معبرا عن انفجار ثورة غضب غير مسبوقة نتيجة الهزائم المتكررة والانتكاستين المتتاليتين على يد الأهلي، بل إن بعض هذه التقارير الصحفية أطلقت على هذا الغضب تعبير "انتفاضة الحجارة"! بلاغ مرتضى منصور يتهم ثلاثة أشخاص من أعدائه المفترضين بتحريك الجماهير، أحدهم منافس له على عضوية مجلس الشعب من محافظة الدقهلية، أسقطه الحزب الوطني من قائمته لصالح مرتضى، الذي اتهمه بأنه توعد بالانتقام منه، والاثنان الآخران هما غريماه التقليديان، د.كمال درويش رئيس نادي الزمالك السابق، ود. كمال سليم نائب رئيس النادي. وأسألك يا مهندس هشام أين المنطق في ذلك؟.. هل من المعقول أن ينجح منافس من الدقهلية وقيادتان من الزمالك في تحريض 5 آلاف من جمهور الأهلي وتحريكهم من استاد الكلية الحربية في مصر الجديدة إلى شارع أحمد عرابي بالمهندسين للانتقام من أسرة مرتضى منصور ولها منا كل التقدير والأسف على ما حدث لها؟! بالطبع استبعد الأمن هذا الاتهام عن الثلاثة لاستحالته تماما.. حتى إذا افترضنا صحة أن مجموعة من جمهور الأهلي عبرت عن فرحتها بهذا الاسلوب، فهل من المقبول وصف كل جماهير هذا النادي بأنها حقيرة؟.. كيف يمكن إذن أن نجادل الغير في حضارة مصر ورقي شعبها؟! دعني أحيلك إلى مقال للزميل ماجد نوار وهو كاتب صحفي مشهود له بالحيدة والموضوعية فقد كتب في "الجمهورية" ينتقد ما حصل من جمهور الزمالك ويأسف لأن الفئة التي حركتها ثورة الغضب اتخذت سلوك الجمهور الانجليزي المشاغب "الهوليجانز"! نأتي إلى موضوع القبض على نحو عشرين مشجعا كانوا يحملون الأعلام الحمراء واعترافاتهم بأنهم أهلوية. يا أخي هؤلاء من مشجعي الأهلي فعلا، ولكن أين قبض عليهم؟! في الحقيقة لم يتم القبض على أي من المشاغبين الذين هاجموا منزل مرتضى منصور فقد ولوا فرارا بعد أن فعلوا فعلتهم المشينة، لأن قوات الأمن وصلت بعد نحو نصف ساعة من استغاثة أميرة مرتضى منصور بوالدها الذي كان مجتمعا في ذلك الوقت مع بعض أعضاء نادي الزمالك يبشرهم بقراراه الذي تراجع عنه فيما بعد وهو الخاص باقالة فاروق جعفر وجهازه الفني. ومعروف أن جمهور الأهلي كما هي عادة جمهور الناديين بعد الانتصارات الكروية يعبر عن فرحته بالفوز في كل شارع وحارة وحي، ليس في القاهرة فقط بل في كل أنحاء الجمهورية.. ويكون ذلك أما سيرا على الأقدام حاملا أعلام الأهلي، أو فوق السيارات.. وبالفعل باتت القاهرة في هذه الليلة مكتسية باللون الأحمر. وعندما فرت القلة الباقية من المشاغبين التي كانت لا تزال تقذف منزل مرتضى منصور، اختلطت في الشوارع الخلفية لشارع أحمد عرابي بجمهور الأهلي الذي كان يعبر عن فرحته. هنا طبعا ليس مطلوبا من رجال الأمن أن يفرقوا بين مشجع زملكاوي وآخر أهلاوي يحمل العلم الأحمر فيترك ذاك ويقبض على هذا.. عساكر الأمن المركزي التي كانت تجري وراءهم ربما لا تكون عندهم فكرة عن من هؤلاء.. وهل هم مشجعو كرة أم أنصار ثورة شيوعية تجتاح مصر! هذه هي كل الحكاية يا أخي التي حصلت عليها من مصادر قريبة تماما من محاضر التحقيق في موضوع الهجوم على منزل المستشار رئيس الزمالك. نأتي إلى القول بأنني أقود أو أحرك حملة رهيبة تغزي التعصب والفتنة بين عناصر الكرة المصرية. الواضح هنا أن كثيرين منا منزعجون من الصراحة المطلقة في هذا المقال التي لا تفرق بين أهلاوي وزملكاوي.. فاذا انتقدت الأهلي فأنا في نظر بعض المتعصبين من أنصاره زملكاوي متعصب يستحق الشنق، ناهيك عن أحط الألفاظ والشتائم التي اتعرض لها، وأهونها على الاطلاق من يتهمني بأنني أقبض من مرتضى منصور، وطبيعي أن هؤلاء يقرأون انتقاداتي للأهلي فقط ويتجاهلون انتقاداتي المريرة لاسلوب ادارة مرتضى للزمالك! وإذا انتقدت الزمالك وجدت متعصبين زملكاوية يتهمونني بمهاجمة رئيس النادي لحساب آخرين، وأنني فاشي هتلري يكره الديمقراطية وصندوق الانتخابات الذي جاء بالمستشار لقيادة البيت الأبيض! وبين كل هؤلاء لي أصدقاء كثر من الطرفين، زملكاوية يطالبونني بالاستمرار في هذه الصراحة الموضوعية من أجل صالح النادي، وأهلاوية ينتقدونني بعنف اليوم ويداعبونني بلطف غدا.. لكنني أحبهم جميعا أهلاوية وزملكاوية حتى الذين يبالغون في سبابهم لشخصي، فأنا عاشق لمصر جدا والأهلي والزمالك مثل الأهرامات والأزهر هما عنوانان لمصر لا يمكن أبدا شطبهما. جمهور الناديين هو جمهور بلدي، هم شعبي وأهلي، الذين اذوب فيهم عندما يلاعب منتخبنا الوطني منتخبات أخرى، وعندما انتقد الناديين بشدة لا أريد سوى الخير، فأنا أكره الكلام المجامل المنمق الملون، أكتب على سجيتي لايماني بأنني إذا اتيح لي أن اكتب فلابد أن تحكمني مصلحة بلدي أولا وأخيرا.. والكرة المصرية لن تستقيم وتدخل دائرة المنافسة القارية والاقليمية إلا بصلاح الكرة في الأهلي والزمالك والتخلص من العيوب الكثيرة القائمة على النظرة الضيقة التي تضع مصلحة النادي فوق مصلحة منتخب الوطن. يا اخواني أنا زمهلاوي حتى النخاع لأن الناديين هما مصر.. ورمضان كريم. [email protected]