كشفت مصادر سياسية مطلعة أن الحرس القديم في الحزب الحاكم يقف وراء المرونة التي تتبعها بعض سلطات الدولة مع جماعة الإخوان المسلمين والتي كان أخرها إطلاق سراح القطب الإخواني عصام العريان قبل أيام من بدء الحملة الانتخابية لمجس الشعب رغم مخالفة ذلك للأعراف التي كانت تحتجز ناشطي جماعة الإخوان المسلمين قبل أي انتخابات وكذلك الإيعاز إلي الصحف القومية لإجراء حوارات صحفية موسعة مع المرشد العام للإخوان المسلمين محمد مهدي عاكف ونائبه محمد حبيب في خطوة تستهدف توصيل رسالة إلي القيادة السياسية بعدم قدرة لجنة السياسات علي مواجهة جماعة الإخوان وتهدف بذلك إلي تأكيد مخاوف السلطة من أن إبعاد الحرس القديم سيشكل خطورة علي النظام وسيسمح ببروز جماعة الإخوان التي لن تحد من تنافسها في الشارع السياسي بسبب افتقاد أعضاء لجنة السياسات للخبرة والكفاءة السياسية . المصادر أكدت أن الحرس القديم كان وراء تسريب خبر وجود نوع من التنسيق بين الحزب الوطني وجماعة الإخوان المسلمين لتحقيق أهداف الطرفين والتحالف لإسقاط المرشحين الموالين لتيار لجنة السياسات في الانتخابات القادمة . وتستهدف الرسالة أيضاً إقناع الرئاسة بضعف البرامج والخطط التي تتبناها أمانة السياسات مقارنة بالدينامكية والفاعلية التي تمر بها حركات الإخوان ، إضافة إلي خطورة انفراد تيار أمانة السياسات باتخاذ القرارات الحاسمة خصوصاً مع افتقاد القدرة علي مواجهة الإخوان وهي المسألة التي يجيدها الحرس القديم . وأشارت المصادر أن الرسالة تستهدف أيضا إثبات عدم صحة الفرضية التي يطرحها بعض منظري لجنة السياسات بأنها تضم وجوها أكثر شعبية من الحرس القديم ، في ظل فشل أعضاء مجموعة السياسات في تحقيق أي تواجد أو شعبية جماهيرية ليثبت في النهاية أن جناحي الحزب متساوون في الشعبية. المصادر بينت أن تشجيع الحرس القديم لجماعة الإخوان يقف وراء إعلان مرشحي الجماعة بصورة صريحة لأسمائهم وبرامجهم علي اللوحات الانتخابية لأول مرة في تاريخ الجماعة ، كخطوة في سبيل تشجيع الجماعة علي تحقيق نتائج جيدة في الانتخابات ، لإحداث نوع من التوازن في الساحة السياسية ويقطع الطريق أمام مجموعة أمانة السياسات للإطاحة بالحرس القديم وتوجه رسالة للقيادة السياسة بأن استمرار الحرس القديم هو السبيل الوحيد لمواجهة نفوذ جماعة الإخوان . الدكتور السيد عوض عثمان الخبير الاستراتيجي رأى في استخدام ورقة الإخوان المسلمين من قبل أطراف في السلطة أمرا مفهوما في ظل الصراع داخل أروقة السلطة بين مجموعة لجنة السياسات والحرس القديم . وأشار إلى مهاجمة كتاب محسوبين علي لجنة السياسات لبعض الصحف القومية التي استضافت شخصيات من الجماعة ، الأمر الذي يثبت أن هذا الموضوع يؤرق أمانة السياسات ، ويشعر أن استخدام ورقة الإخوان ومرونة السلطات معها ما هو إلا مسعى لسحب البساط من تحت أقدام تيار لجنة السياسات .