قال الدكتور محمود عزب مستشار شيخ الازهر للحوار أن القناة الفضائية الفرنسية فرانس 24 (فرنسا 24 ساعة)نقلت توجُّه رئيس وزراء فرنسا أمس إلى رؤساء ومحرِّري الصحف التي قرَّرت نشر الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للإسلام ولرسوله ورسول الإنسانية سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - في جريدة شارلي أيدو. وطالبهم بالتراجُع؛ لأنَّ هذا سيُثير الكراهية بين الشعوب ممَّا لا تقبله الحكومة الفرنسية، ولكنَّ هذه الصحيفة أصرَّت وتمادت في نشر هذه الأعمال العبثيَّة، وكأنها تريد أنْ تصبَّ مزيدا من الزيت على النار التي أشعَلَها الفيلم الغبي والهابط والحقير في الولاياتالمتحدة. وشدد عزب علي أن الازهر يرفض كلَّ الرفض هذه الإهانات، وكان الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف قد شدَّد على موقف الأزهر والمسلمين من هذه التفاهات الحاقدة التي تدعو إلى الكراهية باسم الحرية المرفوضة تمامًا. وكرَّر ضرورة توقُّف الحرية عند حُدود حرية الآخَرين، وإلا فهو حريَّة العبث والسخرية والهبوط وسوء الأخلاق، والجهل بالحضارات والأديان، والجهل والجحود لما أدَّاه الإسلام وحضارته من دور كبير بعلومه التي تُرجِمت في القرن الثالث عشر إلى لغات أوروبا، وشكَّلت أهم أسس عصر النهضة لأوروبا الخارجة من عصر الظلمات. وكان وزير الخارجية الفرنسي (في لقائه مع شيخ الأزهر أمس) قد أبدى تفهُّمًا كاملاً لموقف الأزهر وغضبه ورأيه.. وأكَّد فضيلة الإمام الأكبر على ضرورة أنْ يظل التعبير عن الرفض والغضب بأساليب سلمية؛ حفظًا لسنة النبي - صلى الله عليه وسلم - ومواقفه في دفعه للعداء، بما يليق به كخاتم رسل الله إلى الإنسانية كلها. وأكَّد فضيلته على ضرورة مساندة نداء الأزهر إلى أمين عام الأممالمتحدة لاستصدار قرار بتجريم الاعتداء على الأديان والإساءة إليها وإلى رموزها، ومعاملة مَن يرتكب هذه الجرائم معاملة جرائم العداء للسامية.*