تحدثت الكثير من الآيات عن عقاب الله لأناس كفروا بما جاء به الرسل واتخاذهم أصنامًا آلهة وفعل البعض منهم الفواحش، وقالت آية كريمة "وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون". وتنطبق هذه الآية الكريمة على قرية "بومبي الإيطالية" والتي لها رواية غريبة تدل على قدرة الله في هلاك الفاسدين. وعرف عن تلك القرية ممارستها الفاحشة بأنواعها المختلفة والتي لم يتورع أهلها فيها عن استخدام الحيوانات في ملذاتهم المحرمة، ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل زاد ليوثقوه على جدرانهم من خلال رسومات، يندي لها الجبين. والآن بعد أن أصبحت المدينة مزارًا سياحيًا للسياح، بعض المناطق بها يحظر على الأطفال والأقل من 18 عامًا دخولها بسبب الرسومات الإباحية، وخاصة على بعض المباني والحمامات التي كانت تعرض المتعة لزبائنها. بومبي ومدينة " بومبي" هي مدينة ايطالية دفنت تحت الحمم البركانية في سنة 79 ميلادية بسبب (بركان فيزوف) وحسب أسطورة قديمة أن البركان قد طهر المدينة من آثامها،الغريب أنه بعد مرور تلك السنين تم إزالة الحمم المتراكمة ليتم التنقيب عن أثار وليتم اكتشاف أشخاص تم تجمدهم بفعل الحمم ،تدخل المدينة لتجد امرأة في مطبخها أو كلب يسير في الشارع، مدينة خيالية كباقي المدن الايطالية تخضع الآن لعمليات ترميم مذهلة لتكتشف فنون عمارية وأسرار إنسانية. وتقع المدينة على البحر الأبيض المتوسط ،بالقرب من موقع مدينة نيبلس الايطالية كما هو واضح في الخريطة كانت مدينة عامرة أيام حكم الإمبراطور الروماني نيرون. كان بالمدينة البالغ عدد سكانها 200,000 نسمة الكثير من الأثرياء يعيشون عيشة رغدة فرحين بما لديهم فكان بالمدينة شبكة مياه داخل البيوت وحمامات عامة وشوارع مرصوفة بالحجارة وكان بها ميناء بحري متطور وكان بها مسارح وأسواق أظهرت آثارهم اهتمامهم بالفنون والنقوش . وكان مجتمعهم مجتمع روماني تقليدي بكل طبقاته بما فيهم العبيد . قبل دمار المدينة أهمل السكان العلامات الدالة على قرب الانفجار فلم يعبئوا بالهزات الخفيفة وكذلك القوية ولا ببعض السحب البيضاء التي تتكون فوق فوهة البركان . ولم يتعظ السكان من الزلزال الذي خرب مدينتهم قبل ذلك ب 17 سنة ولم يستجيبوا لدعاء الإمبراطور الروماني نيرون لهم بترك المدينة ولعل ذلك يرجع إلى أنهم رأوا من ذلك البركان خيرا كثيرا . فالتربة الغنية بالمعادن التي جعلت زراعتهم مثمرة مصدرها ذلك البركان ومياه الأمطار التي كانت ترويهم وتسقى زرعهم كانت بسبب وجود ذلك الجبل البركاني. بركان يمحو الفواحش ويخلدها ثار البركان ثوراناً هائلاً مدمراً عام 79 م ودمر مدينتي بومبي وهركولانيوم، وطمر البركانالمدينة بالرماد لمدة 1,600 سنة حتى تم أكتشافها في القرن الثامن عشر. بدأ البركان بالثوران في ظهيرة 24 أغسطس عام 79 محدثاً سحباً متصاعدة من الدخان كشجرة الصنوبر غطت الشمس وحولت النهار إلى ظلام دامس. حاول سكان المدينة الفرار بعضهم عن طريق البحر ولجأ بعضهم إلى بيوتهم طلباً للحماية. ذلك اليوم كان معداً لعيد إله النار عند الرومان، شاهد العيان الوحيد كان " بليني الصغير" الذي وصف سحب متصاعدة والبركان يقذف نيران هائلة وتساقط رماد سميك وهزات مصاحبة وارتفاع لمستوى سطح البحر أو ما يعرف اليوم بتسونامي، وتحول النهار إلى ليل معتم في المدينة، وقد قام عمه "بليني الأكبر“ بالتوجه إلى البحر لرصد الظاهرة، ولكنه توفي من أثر الغازات المتصاعدة. فقدت المدينة حتى عام 1738 حين اكتشفت هركولانيوم وتلتها مدينة بومبي عام 1748. واكتشف فيها الضحايا موتى في أوضاعهم التي كانوا عليها، واكتشف طابع المدينة الغني والترف وفترة الإمبراطورية الرومانية والعمارة والحياة الاجتماعية وغيرها. وكانت هناك عدة علامات على ثوران البركان قبل الانفجار بأيام حدثت عدة هزات أرضية جفت بعدها الآبار وتوقفت العيون المائية وصارت الكلاب تنبح نباحا حزينا فيما صمتت الطيور . ولكن السكان تجاهلوها حتى أتاهم حتفهم ضحى وهم منشغلون بالتجارة واللهو. فعند منتصف النهار سمع السكان تلك الضجة الكبيرة وانفلقت الصخور واللهب والدخان والرماد والغبار والأتربة فى عمود متجهة صوب السماء لتسقط بعدها بنصف ساعة على رؤوس السكان . تمكن بعض منهم من النجاة هربا إلى الميناء اختبأ آخرون في المنازل والمباني فتحولوا بعدها إلى جثث متحجرة عثر منها على حوالي 2,000 جثة وكثير منهم سحق تحت الصخور المتساقطة التي أسقطت أسقف المباني . وبعدها بساعات وصلت الحمم الملتهبة الزاحفة على الأرض إلى المدينة فأنهت كل أشكال ومظاهر الحياة فيها،ودفنت المدينة تحت ثلاثة أمتار من الحمم والأتربة والغبار، هكذا رآها الناجون عندما عادوا إليها. ويذكر أن "بومبي" لفتت نظر العديد من الشخصيات على مدار التاريخ وخاصة من محبي الفنون، ولكن زارها الملك فرانسيس الأول من نابولي لحضور معرض بومبي في المتحف الوطني مع زوجته وابنته عام 1819، صدم بما رآه من رسومات وأمر بجمع هذه المقتنيات ووضعها في غرفة مغلقة عن العامة بسبب خدشها للحياء العام، ولم تفتح هذه الغرفة الا في عام 2006.