جمال سلطان حمل لي البريد نسخة من مجلة باسم "لوتس" مكتوب عليها أنها مجلة عالمية !! تصدرها منظمة الكتاب الأفريقيين والأسيويين ، وهي منظمة وهمية لا أعلم لها نشاطا ولا تاريخا ، وكانت المجلة تحمل في غلافها عنوانا وحيدا وهو "اللؤلؤتان الحضاريتان : مصر وإيران " بيد أن صفحات المجلة بالكامل عن إيران وتاريخها وثقافتها ودينها وحضارتها ولا يوجد شيئ على الإطلاق عن مصر ، وقد تعجبت أن المجلة أتتني من السفارة الإيرانية أو ما يسمى "مكتب رعاية مصالح الجمهورية الإسلامية الإيرانية" ولم تأتني من مصدرها المكتوب على غلافها ، ويبدو أن عمليات التمويل الإيراني لجهات مصرية أصبحت لا تتحسس من إحراج أصحابها ، المجلة مكتوب عليها أن رئيس التحرير هو المستشار محمد مجدي مرجان ، ولا أدري كيف أجاز لنفسه مثل هذه الصفة وكيف سمحت الجهات الرسمية بذلك ، لأن المدعو مجدي مرجان لا ينتمي إلى نقابة الصحافيين المصريين وبالتالي فهو لا يحق له انتحال هذه الصفة في أي مطبوعة ، ثم إن هيئة التحرير تتضمن اسم الدكتور أحمد يوسف القرعي ، وهو مشرف صفحات الرأي في صحيفة الأهرام ، أي أنه هو الذي ينشر مقالات مجدي مرجان في الأهرام ، ثم هو هنا يعمل تحت رئاسته في "سبوبة" مشبوهة ترتزق من أموال السفارات الأجنبية في القاهرة ، والمجلة مطبوعة بورق فاخر للغاية ومصقول بجميع صفحاته الداخلية إضافة للغلاف وهي جميعا بالألوان الكاملة ، أي أنه تم الإنفاق عليها ببذخ ظاهر ، هذا في تكاليف الطباعة أما "حقوق " رئيس التحرير وهيئة التحرير فهذه في علم السفارة ومن قبض وحده ، بعيدا عن هذه التفاصيل "الشكلية" فقد كان العدد كله دعاية سياحية ومذهبية لإيران ، ومع ذلك لم يخل من مقال متوازن موقع باسم " حجة الله جودكي " تحدث فيه عن المذهب الشيعي حديثا عقلانيا وبين أنه حدثت فيه مراجعات وتصحيح لتراث مملوء بالغرائب والانحرافات الفكرية وأحاديث مكذوبة ، كما تحدث عن احترام الشيعة للمذاهب الأخرى ، وهو كلام جميل غير أنه مخالف للواقع الذي يحدث مع الأسف ، حيث ترعى المؤسسات الدينية الإيرانية أشخاصا مصريين قالوا أنهم تحولوا إلى المذهب الشيعي ، وتستضيفهم في منابرها الدينية في إيران ليكيلوا السباب والشتائم المحضة لأهل السنة ، ثم يعودون من هناك لينشروا الكتب والمقالات المترعة بالبذاءات والإسفاف والعدوانية ضد كل ما ينتمي إلى مذهب أهل السنة ، ويعتبرون أن فتح الإسلام لمصر كان غزوا بدويا صحراويا تماما مثلما يقول المتطرفون الأقباط كما يعتبرون أنه من أوليات جهادهم الكبير في مصر أن ينتزعوا حقوق وميراث الدولة الفاطمية الذي اغتصبه أهل السنة في مهاترات أشبه بالكوميديا السخيفة ، والسفارة الإيرانية في القاهرة ترعاهم بصورة شبه كاملة وكأنهم مواطنون إيرانيون وليسوا مصريين ، وتعرفهم بالاسم لأنهم ملازمون لأبوابها ، ثم يخرجون من عندها ليقوموا بالتحريض العلني على سب شخصيات دينية لها هيبتها في ضمير الناس بما في ذلك الصحابة ، وبين يدي شرائط بالصوت والصورة لخطب لبعضهم يسب فيها بعض الخلفاء الراشدين بالألفاظ الجنسية السوقية الفاجرة ، وعلى السفارة أن تبرأ من أمثال هؤلاء إن كانت تريد أن تقنع أحدا في مصر بأنها تبحث عن علاقات إنسانية وحضارية مع المجتمع المصري . [email protected]