صرح مرشد الجمهورية الإسلامية الإيرانية، آية الله علي خامنئي، لضيفه رئيس الحكومة اليابانية، شينزو آبي، إنه "لا ينوي مراسلة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لأن الأخير "غير جدير بالمراسلة". جاء ذلك في لقاء أبي بخامنئي في طهران اليوم الخميس، وقال المرشد الإيراني "لا اعتبر ترامب شخصا يستحق أن يتبادل المرء الرسائل معه. ليس لدي جواب له، ولن أرد عليه"، ووصف خامنئي نوايا رئيس الحكومة اليابانية بأنها حسنة، بحسب ما ذكرته اذاعة ال"بي بي سي" بالعربية. وأضاف بأن إيران لا تريد أن تكرر "تجربتها المرة" في التفاوض مع الولاياتالمتحدة، واصفا وعد ترامب بأنه لا يسعى إلى قلب نظام الحكم في إيران بأنه "كذب" قائلا إنه لا يصدق عرض واشنطن اجراء "مفاوضات صادقة" مع طهران. وقال إنه ليس بوسع الولاياتالمتحدة قلب نظام الحكم في بلاده، مضيفا "مشكلتنا مع الأمريكيين ليست مسألة تغيير نظام الحكم في بلدنا، لأنهم حتى لو كانوا يبيتون هذه النية لن يكون بمقدورهم أن ينفذوها تماما كما فشل كل الرؤساء الأمريكيين في ذلك في السنوات ال 40 الماضية". وكان آبي قد وصل إلى طهران في ال 12 من الشهر الحالي في زيارة ينظر إليها على أنها محاولة للتوسط بين واشنطنوطهران بهدف نزع فتيل الأزمة بين الجانبين. وأكد خامنئي بأن بلاده "ليست لها أي نية في انتاج أو امتلاك أسلحة نووية"، معبرا عن أمله في أن يعم السلام المنطقة، حسبما قال آبي بعد اللقاء. من جانبه، قال رئيس الحكومة اليابانية إن الطريق المؤدية إلى خفض حدة التوتر في منطقة الشرق الأوسط وعرة ولكن اليابان ستواصل تصعيد جهودها الهادفة لتحقيق السلم والاستقرار. ومضى آبي للقول "التقيت بالمرشد الإيراني خامنئي وجها لوجه، وسمعت منه إيمانه بالسلام، وهذه خطوة مهمة إلى الأمام نحو تحقيق السلم والاستقرار في هذه المنطقة". يذكر أن آبي هو أول رئيس حكومة ياباني يلتقي بالمرشد الإيراني، رغم العلاقات الطيبة التي تربط البلدين، وهو أول زعيم ياباني يزور إيران منذ الثورة الاسلامية في عام 1979. وفي محادثات أجراها آبي مع الرئيس الإيراني حسن روحاني، أكد الأخير أن بلاده لا تريد تصعيدا في التوتر في منطقة الشرق الأوسط ولا ترغب في خوض حرب مع الولاياتالمتحدة. ولكنه ألقى باللائمة على واشنطن في التصعيد بالمنطقة، وانتقد "الحرب الاقتصادية" التي اعلنتها على إيران. ودعا روحاني إلى رفع العقوبات النفطية الأمريكية، وطلب من آبي احاطة ترامب علما بهذا المطلب الإيراني حسبما نُقل عن مصدر رسمي إيراني. وكانت إيران قررت في مايو تعليق بعض التزاماتها بموجب الاتفاق النووي الذي أبرمته مع ست قوى دولية في عام 2015، وهو الاتفاق الذي انسحبت الولاياتالمتحدة منه بشكل مفاجئ في العام الماضي بقرار من ترامب. وأعلنت طهران عن مهلة أمدها 60 يوما للتفاوض حول شروط جديدة للاتفاق، وقالت إنها ستحتفظ بكميات أكبر من اليورانيوم المخصب من المسموح بها في الاتفاق الذي أبرمته مع الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين.