كشفت الإعلامية الكويتية فجر السعيد، مقتطفات من مقابلتها مع الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، التي ستنشر على صفحات جريدة "الأنباء" الكويتية اليوم الأحد. ويتحدث مبارك في المقابلة، وهي الأولى من نوعها منذ تنحيه عن السلطة في فبراير 2011، عن علاقته بالقيادة الكويتية، وأسرار غزو الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين للدولة الخليجية. وقال مبارك، إن الكويت وشعبها لهم معزة خاصة لديه، وإنه يملك علاقات ممتدة مع الكثيرين من أهلها، مشيرًا إلى أنه على تواصل مع الشيخ صباح الأحمد الصباح أمير الكويت، لافتًا إلى أن "الكويت اليوم لها دور فعال ومتوازن في العالم العربي والخليج". وأضاف أنه أبلغ الشيخ جابر الأحمد الصباح أمير الكويت الراحل بغزو الجيش العراقي للكويت فجر يوم 2 أغسطس، وكان الأمر بمثابة صدمة، متابعً: "كان عندي الشيخ زايد (رئيس دولة الإمارات آنذاك) وعاد إلى أبو ظبي بطائرة الرئاسة المصرية، تخوفًا من ضرب صدام لطائرته"". وأشار مبارك إلى أنه قال لأمير الكويت أن صدام أبلغه أنه لاينوي الاعتداء عسكريًا، "لكن يجب على الكويت أن تأخذ احتياطاتها، وأنه على استعداد لإرسال أي مساعدات دفاعية تطلبها". وإلى جانب أسرار وخفايا الغزو العراقي للكويت، يتحدث مبارك وفق مقتطفات سابقة من الحوار عن عواقب صفقة القرن، ومعلومات عن حرب أكتوبر، واستعادة سيناء وتأثير الدور الأمريكي والروسي في الشرق الأوسط. وكشف مبارك، تفاصيل عملية السلام التي كانت على وشك أن تتم بين سوريا وإسرائيل في عهد رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، إسحاق رابين. وقال مبارك - وفق ما نقلت السعيد عبر صفحتها الرسمية على موقع "تويتر"- : "شجعت رابين على التفاوض مع السوريين وكان السوريون متحفظين في إطلاعنا على المفاوضات، وأبلغني رابين بالاتفاق مع سوريا بأنها ستأخذ أرضها، لكن نقطة الخلاف كانت في رفض السوريين إقامة علاقات وفتح سفارات". وتابع الرئيس الأسبق حديثه عن القضية نفسها قائلاً: "عقب اغتيال رابين أراد السوريون تنفيذ الاتفاق لكن بعد مجيء نتنياهو كانت الفرصة ضاعت وانتهت". وكشف مبارك عن رغبة إسرائيل بالانضمام لجامعة الدول العربية، وقال إنه أبلغ الرئيس الإسرائيلي حينها شمعون بيريز: "انتوا عايزين تخشوا الجامعة العربية؟.. ابعد عن الكلام ده.. الجامعة العربية دي بيت العرب". وأكد مبارك، خلال المقابلة، تمسكه بمدينة القدس العربية كجزء من دولة فلسطين، مشيرًا إلى أنه أبلغ الرئيس الأمريكي الأسبق، بيل كلينتون، بأنه لن يستطيع أي رئيس عربي التنازل عن القدس. وقال: "قلت لكلينتون بكل وضوح مفيش زعيم عربي يقدر يتنازل عن القدس، ومحاولة فرض حلول غير عادلة في قضية الشرق الأوسط بسبب اختلال موازين القوي لن تجعل أي سلام أو تعاون دائم بل قد تنفجر الأوضاع في أي وقت". وبرأ مبارك، أشرف مروان، سكرتير الرئيس الراحل أنور السادات من تهمة التجسس لصالح إسرائيل، مشيرًا إلى أنه تأكد من ذلك من الرئيس السادات نفسه. وقال: "للتاريخ أشرف مروان ليس جاسوسًا لإسرائيل، والسادات هو من أبرأه أمامي عندنا أكد بأنه يرسل من خلاله معلومات مضللة لمن تصوروا أنهم جندوه لصالحهم". وعن رأيه فى الإدارة الأمريكية والروسية الحالية، قال مبارك: "أعرف بوتين (الرئيس الروسى فلاديمير بوتين) وأقول بأنه استطاع استعادة الدور الروسي في العالم والشرق الأوسط بشكل فعّال ومؤثر". وأكد أن "الإدارة الأمريكية الحالية إدارة غير تقليدية على المستوى الداخلي أو الدولي.. لذلك انتخبها الشعب الأمريكي". ولم يسبق لمبارك أن أجرى حوارًا صحفيا مصورًا منذ الإطاحة به من الحكم وما أعقب من سنوات في السجون والمحاكم، فيما سبق للإعلامية الكويتية أن نشرت حوارًا مكتوبًا معه في العام 2015 قالت إنها أجرته عبر الهاتف.