تصاعدت الاحتجاجات أمام السفارة الأمريكية بالقاهرة، على الفيلم المسيء للرسول (صلى الله عليه وسلم)، مع توجه المئات من جماعة "الإخوان المسلمين" وألتراس أهلاوى وبعض الأئمة الموقوفين عن العمل بالأوقاف صباح أمس إلى مبنى السفارة للاعتراض على الفيلم الذى أنتجه بعض أقباط المهجر بالولاياتالمتحدة. وحمل المشاركون لافتات جماعة "الإخوان" وحزب "الحرية والعدالة" وأعلام التوحيد وعددا من صور الرئيس محمد مرسى ولافتات مكتوب عليها "لا تشكيك فى وطنية جماعة الإخوان"، و"الجماعة تشارك فى الدفاع عن النبى"، و"إلا رسول الله"، و"لا للمسيئين فى المهجر الذين باعوا الوطن". ونظم عدد من المتواجدين لجانا شعبية لتنظيم الدخول والخروج كما نظموا سلاسل بشرية لحماية السفارة الأمريكية. وقال بعض المشاركين المنتمين لجماعة "الإخوان" إنهم أجلوا مشاركتهم فى التظاهرات التى خرجت للاعتراض على الفيلم، خوفا من حدوث أى أزمات سياسية أمام السفارة. وجاء ذلك وسط دعوات من جماعة "الإخوان المسلمين" إلى وقفات احتجاجية سلمية فى جميع الميادين الرئيسية بمحافظات الجمهورية لاستنكار الإساءة للمعتقدات الدينية والإساءة للرسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك بعد صلاة الجمعة غدًا أمام المساجد الرئيسية فى جميع محافظات مصر. ودعت الجماعة فى بيان أصدره أمينها العام الدكتور محمود حسين، كل القوى الوطنية إلى المشاركة في هذه الوقفات تعبيرًا عن رفضها لهذا المسلك، وهو ما اعتبر ردًا من الجماعة على منتقديها لرد فعلها المتباطئ على حملة الإساءة للرسول صلى الله عليه وسلم. وطرح "الإخوان" قضية الإساءة للرسول (صلى الله عليه وسلم) وسبل وقفها خلال اللقاء الذى جمع وفد أمريكى رفيع المستوى ومسئولين بارزين بالجماعة بمكتب الإرشاد بالمقطم. وحثت الجماعة الحكومة الأمريكية على تبنى مواقف قوية تتبرأ من هذا العمل وترفع الحماية عن المتورطين خلفه إذا كانت جادة فى الحد من الغضب الإسلامى على هذا الفيلم. من جهتها، طالبت "الدعوة السلفية" الرئيس محمد مرسي بتعليق العلاقات مع الولاياتالمتحدة حتى تقوم بإجراءات عملية ضد منتجي الفيلم "المسيء" للرسول. وقالت في بيان أصدرته أمس، إن على الرئيس مرسى أن "يحتج صراحة لدى الإدارة الأمريكية"، معتبرة أن "سب النبي أمر يمس هوية الأمة، والحفاظ على الهوية جزء من واجبات الرئيس في الدستور". وأضافت "إن الأمر لا يقتصر على الرئيس، بل يشمل الحكومة التي ألا عليها يشغلها تدبير معيشة الناس عن حراسة الهوية، فواجب وزير الخارجية أن يحتج رسميًّا لدى الخارجية الأمريكية، ووزير الداخلية أن يحرك دعاوى إسقاط الجنسية المصرية عن كل من يثبت تورطه في هذا العمل". بينما توعدت قيادات تنظيمى "الجهاد" و"الجماعة الإسلامية" بأنهم سينفذون شرع الله فى أقباط المهجر على خلفية الفيلم المسىء للرسول. وقال المهندس عاصم عبد الماجد القيادى فى الجماعة الإسلامية إن هؤلاء "المجرمين" من أقباط المهجر "يرتكبون جريمة سنعاقبهم عليها بالقتل والإعدام أينما وجدوا وفى أى مكان على الأرض". وأكد عبد الماجد أن كل مسلم مطالب بتنفيذ حكم الإعدام فى الأقباط الذين تورطوا فى هذه الجريمة فى حق الرسول عليه الصلاة والسلام وعلى رأسهم موريس صادق وعصمت زقلمة, على غرار الفتوى التى أصدرها الإمام الخمينى بقتل سلمان رشدى عندما أصدر كتابه المسيء للإسلام باسم "آيات شيطانية". وفى السياق ذاته، تبنى المهندس محمد الظواهرى القيادى فى تنظيم الجهاد، وشقيق الدكتور أيمن الظواهرى زعيم تنظيم القاعدة نفس الموقف بالتأكيد أن شيخ الإسلام ابن تيميه له فتوى شهيرة فى حق الذين يتجرأون على الرسول (صلى الله عليه وسلم)، حيث أفتى بقتل من يرتكب هذه الجريمة, وأنه لا تقبل توبته فى حالة تراجعه عن جريمته. وأكد الدكتور طارق الزمر المتحدث باسم "الجماعة الإسلامية" أن الجماعة ستعقد مؤتمرات وفعاليات للتصدى لجريمة أقباط المهجر, ودعا الأقباط فى مصر إلى إعلان تبرؤهم الواضح والصريح من المجرمين من أقباط المهجر. وقال نادر بكار، المتحدث باسم حزب "النور" السلفى، إن الأمر لن يمر مرور الكرام دون أن يكون هناك رد مناسب, وقال جمال صابر، مدير حملة "لازم حازم" لأقباط المهجر: "البادي أظلم" وللمسلمين غضبة ينبغي أن تحذروا منها وأنتم الذين تعتدون علينا فلا تلومونّ إلا أنفسكم. وشاطرهم الرأى نبيل نعيم القيادى الجهادى البارز قائلا إنه كان يتمنى لو أبدى الرئيس محمد مرسى غضبة شديدة على الرسول محمد صلى الله عليه وسلم توازى غضبه على استياء أهل الفن من الانتقادات الموجهة إليهم مطالبًا الرئيس مرسى بموقف شخصى إزاء الإساءات المجرمة للرسول.