تجمع مئات آلاف السودانيين، الخميس، بساحة الاعتصام أمام مقر قيادة الجيش بالعاصمة الخرطوم، في "مليونية" أطلق عليها اسم "السلطة المدنية". وأفادت وكالة "الأناضول"، أن آلاف المواطنين لا يزالون يتوافدون على مقر الاعتصام حتى الساعة السابعة مساء بالتوقيت المحلي، لمطالبة المجلس العسكري الانتقالي بتسليم السلطة للمدنيين. ومطلع الأسبوع الجاري، دعا "تجمع المهنيين السودانيين" وتحالفات المعارضة، المواطنين للخروج الخميس في مليونية، للضغط على المجلس العسكري الانتقالي لتسليم السلطة. كما خرجت مواكب حاشدة أخرى، الخميس، ضمت عشرات الآلاف في عدة مدن، منها الفاشر (غرب) والقضارف (شرق)، حسبما أفاد بيان صادر عن تجمع المهنيين. وتعقيبا على "المليونية"، قال التجمع إن "ما يحدث أمام قيادة الجيش وفي اعتصامات المدن ليس ثورة فقط، بل ميلاد سودان كنا نحلم به". وأضاف في بيان: "بسبب وعينا وتجاربنا وحرصنا على مكتسابتنا، نحن أسياد هذه الثورة وحراسها". وشهدت شوارع الخرطوم ازدحما مروريا كبيرا بسبب المواكب الجماهيرية المتوجهة لمقر الاعتصام من فئات مختلفة، في مقدمتها قضاة وصحفيين وأطباء ومهندسين وطلاب ورياضيين. وشاركت حشود في الاعتصام من مدن شندي (شمال)، ومدني، ورفاعة، والمناقل (وسط)، وكوستي (جنوب)، وفق وكالة الأناضول. وفي 11 أبريل الجاري، عزل الجيش السوداني الرئيس عمر البشير، على وقع مظاهرات شعبية متواصلة احتجاجا على تدني الأوضاع الاقتصادية والغلاء منذ نهاية العام الماضي. وبينما شكل قادة الجيش مجلس انتقاليا من 10 عسكريين - رئيس ونائب و8 أعضاء - لقيادة مرحلة انتقالية حدد مدتها بعامين كحد أقصى طارحا على القوى السياسية إمكانية ضم بعد المدنيين له، مع الاحتفاظ بالحصة الغالبة، تدفع الأخيرة باتجاه ما تسميه مجلسا مدنيا رئاسيا تكون فيه الغلبة للمدنيين، ويضم بعض العسكريين. ومنذ 6 أبريل الجاري، يعتصم آلاف المحتجين، أمام مقر قيادة الجيش، للمطالبة بتسليم السلطة إلى حكومة مدنية، وتفكيك مؤسسات النظام السابق، وعلى رأسها جهاز الأمن والمخابرات.