تصدرت أيقونة الثورة التحريرية، جملية بوحيرد، التظاهرات الحاشدة بالجزائر؛ احتجاجا على ترشح الرئيس الحالي، عبد العزيز بوتفليقة، لولاية خامسة. وانطلقت ظهر اليوم الجمعة مسيرات حاشدة في شوارع العاصمة الجزائرية، حيث التحقت "بوحريد" بالمتظاهرين وسط ترحيب كبير من المشاركين. وأعلنت أحزاب معارضة، بينها جبهة القوى الاشتراكية، وطلائع الحريات، انضمامها إلى المسيرات الشعبية، بعد أن خرج عشرات الآلاف من المتظاهرين الجمعة الماضي، احتجاجا على ترشح بوتفليقة لولاية خامسة، وسط أنباء عن قطع السلطات حركة القطارات المتجهة إلى العاصمة لمنع توافد المزيد من المتظاهرين بحسب إعلام محلي. وتشهد الشوارع الرئيسية للجزائر العاصمة منذ ساعات الصباح الباكر، انتشارا أمنيا مكثفا بشكل كبير، في كل ما ساحة البريد المركزي، وأول ماي بالإضافة إلى ساحة الأمير عبد القادر، وساحة موريس أودان المحاذية لقصر الحكومة، بشارع زيغود يوسف. وفي المقابل، ينتشر عناصر الشرطة بالزي المدني في الشوارع، وبالقرب من المساجد، والأحياء الشعبية التي تشهد حركة مكتظة، كباب الوادي، بلكور وغيرها من الأحياء، تطبيقا لتعليمات أصدرتها مديرية الأمن الوطني، وفقا للصحف المحلية. كما تشهد المرادية، حيث قصر رئاسة الجمهورية، انتشارا أمنيا كبيرا، حيث انتشرت عناصر من مجموعة العمليات الخاصة للشرطة (GOSP )، وهي من النخبة في وقت مبكر من صباح اليوم الجمعة، تحسبا للمسيرات، كما تنتشر سيارات مكافحة الشغب أيضا أمام ثانوية ديكارت، بالقرب من مقر الرئاسة. وفي بقية الشوارع الرئيسية للجزائر العاصمة، تتواجد وحدات حفظ النظام في المواقع الاستراتيجية، وخاصة بالقرب من وزارة الدفاع الوطني، ومقر سونلغاز، على بعد أمتار من قصر الحكومة، وأيضا بساحة أديس أبابا حيث منعت قوات الشرطة المتظاهرين الجمعة الماضي من الوصول إلى مقر رئاسة الجمهورية. ووضع بوتفليقة الموجود في الحكم منذ عام 1999، حدا لأشهر طويلة من التكهنات مع إعلانه في 10 فبراير قراره السعي لولاية خامسة. وأثار القرار موجة احتجاجات لم تشهد مثلها الجزائر منذ سنوات، لا سيما بالنسبة إلى انتشارها وشعاراتها التي تستهدف مباشرة الرئيس ومحيطه. وأعيد انتخاب بوتفليقة منذ عام 1999 بشكل متواصل، لكن الأخير لم يعد يظهر إلى العلن إلا نادرا منذ أن تعرض لجلطة دماغية عام 2013.