منذ حوالى شهرين أو أكثر وأنا أبتهج وأجرى يمينًا ويسارًا من الفرحة التى تغمرنى ولم يكن هذا من قبيل العادة عندى حقيقة هذا فرح دائم بقرارات الرئيس محمد مرسى منذ توليه حكم البلاد، ولكن حتى لا أكون منافقًا له فتلك المرة سأقول له عذرًا سيدى الرئيس لقد جانبك الصواب حين وافقت على الاقتراض من الخارج، ولم أكن أتصور يومًا بالنظر إلى التزامك بشرع الله عز وجل وتنفيذ عهودك التى تنفذها دائمًا على أرض الواقع أن توافق وتمد يدك لهذا القرض، وأنا أعلم جيدًا أنك تعلم حرمة الربا فى دين الله عز وجل والأدلة على ذلك ومنها من باب التذكرة "الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذى يتخبطه الشيطان من المسِّ ذلك بأنهم قالوا إنما البيع مثل الربا وأحل الله البيع وحرم الربا فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف وأمره إلى الله ومن عاد فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون"، وهو ما يؤكد حال الربا وماذا تصنع تلك الأموال بأصحابها والمتعاملين فيها فهى تجر الخراب والدمار للبلاد والعباد ولم تكن تلك الآية الوحيدة التى أمرت المسلم بالبعد عن الربا بل كانت هناك أخرى مثل "يمحق الله الربا ويربى الصدقات والله لا يحب كل كفّار أثيم"، وهذا إنذار شديد من رب العباد لكل المتعاملين بالربا والمنتفعين منه وآية أخرى "يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقى من الربا إن كنتم مؤمنين فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله وإن تبتم فلكم رؤوس أموالكم لا تَظْلمون ولا تُظْلمون" وفى تلك الآية وعيد لمن يقع فى الربا بأنه يحارب الله فى حياته وأيضًا تأتى رحمة الله عز وجل بعباده بأنه سيتوب ويقبل الرجوع عن تلك الأعمال الفاسدة بل وأيضًا سيطهر الإنسان من كل ما سلف على أن يلقى بتلك الأموال الفاسدة والتى اكتسبها من الحرام وأن يستفيد من رءوس أمواله التى بدأ منها، ويبدو من خلال ما استعرضناه من النصوص القرآنية مدى غضب الله عز وجل من الربا والتعامل فيها، وأيضًا سوء ذلك على النفس البشرية وخطورته على المجتمع الإسلامى ولذلك أطالبك سيدى الرئيس أن تراجع نفسك وتمنع حدوث تلك الجريمة الشنعاء لخطورتها على رعيتك ووطنك وكفانا الخروج عن نصوص الشرع وكفانا توكلاً واعتمادًا على غيرنا من خلال الاستدانة لأنها بالتأكيد من ورائها أغراض ظاهرة وأخرى خفية وعلينا أن نعتمد على الله عز وجل ثم على أنفسنا وشبابنا وإمكانيتنا لنهضة بلادنا. سيدى الرئيس.. لا تخرج عن دائرة المعية التى أدخلك الله عز وجل فيها بفعل ما حرمه الله وإن كنت ترى أنه الأصلح للبلاد والعباد. فالربا حرام حرام حرام واتقى الله فى مصير الأمة وأقترح عليم يا سيادة الرئيس أن تفتح حسابًا لصالح هذه المشاريع التى ستقترض من أجلها وأن يسمح لجموع الشعب المصرى أن يضعوا فيها أمولهم على سبيل القرض الحسن بلا فائدة حتى يجتمع لديك مقابل هذه الأموال وأنا فرد من أبناء الشعب المصرى سأكون أول من يضع على قدر وسعى 100000 جنيه كقرض حسن لنفس المدة التى ستقترض منها وستجد الملايين من أبناء مصر على قلب رجل واحد ورب دينار صدقة خير من مائة ألف وفقك الله وثبت خطاك.