تناقلنا أبا عن جد أن ما يحتاجه البيت يحرم على الجامع.. لكن المسئولين عندنا لا يقدمون أموالا للعمل الخيري أو للجوامع، وإنما يبعزقونها على الكرة وصفقات النجوم دون أي عائد يذكر! وزارة البترول مثلا ترفض تعيين الخريجين من أقسام وكليات هندسة البترول، فلا يجدون عملا رغم الاكتشافات البترولية الكثيرة. آلاف منهم يعانون البطالة منذ سنوات طويلة، بعضهم رضي بالبكاء على عمره الذي أضاعه في التعليم بلا طائل، وآخرون اختاروا مشروعات وهمية لتشغيل الخريجين! في المقابل فان فريق انبي يستولى على كل اهتمامات الوزير سامح فهمي وعلى ملايين الوزارة التي تذهب لصفقات النجوم وللصرف على كرة القدم دون عائد على شباب مصر المسكين المدفون في القرى والنجوع! لا نمانع أن تكون الكرة نشاطا حيويا في مؤسساتنا المختلفة ولكن ليس إلى حد هذا الترف الذي نراه في ناد بلا جمهور، لم يكن يسمع عنه أحد قبل صعوده للممتاز! الملايين التي يتقاضاها عمرو زكي على سبيل المثال تكفي لتشغيل مئات الخريجين، كذلك الصفقات الأخرى التي لا يكف مسئولو وزارة البترول عن ابرامها لصالح هذا الفريق الكروي! إنها أموال الحكومة يا سادة وليست أموالا بمؤسسة أو شركة خاصة، فهل تحتاج الحكومة إلى الدعاية لها باستغلال اسم فريق انبي.. الحكومة تملك أقوى أجهزة الدعاية وببلاش فلماذا تبعزق فلوسها بهذه الاسراف؟! لسنا ضد الأنشطة الرياضية أو كرة القدم خصوصا، لكن يجب أن يكون ذلك في اطار ترشيدي يعتمد على تنمية مواهب الشباب العاملين فعلا في هذه الشركات والمؤسسات، وليس دفع الملايين لشراء النجوم ومنافسة الأندية الرياضية مثل الأهلي والزمالك والاسماعيلي والاتحاد. تذكروا معي فريق غزل المحلة في عهده الذهبي الذي حصل فيه على بطولة الدوري العام وقدم أفضل العروض.. لم يشتر نجوما أو لاعبين من الخارج، بل كانوا من الموظفين في الشركة لا يتقاضون سوى مرتباتهم العادية، ومع هذا بزغت نجوميتهم كما لم نر من قبل في تاريخ مصر الكروي. هل ننسى عماشة والسياجي وعبدالدايم والنحريري وعمر عبدالله وعبدالرحيم خليل؟! هل يتوافر مثل هؤلاء النجوم في زمن المحترفين الحالي، حيث يتجاوز سعر أنصاف اللاعبين الملايين. لا اعتقد ان راتب عماشة الذي كان هداف مصر، ولا عمر عبدالله أسرع جناح عرفته الملاعب المصرية، تجاوز بضع مئات من الجنيهات. لماذا لا تترك الحكومة الكرة للأندية التي من المفروض أن تصرف على نفسها بنفسها.. ما هي الاضافة التي ستكسبها الكرة المصرية من الأندية الحكومية مثل انبي والمقاولون العرب وطلائع الجيش وحرس الحدود؟! في المباريات التي يلعبها المقاولون العرب مثلا، يتم صرف عشرة جنيهات لكل موظف في الشركة مقابل أن يذهب للملعب ويشجع الفريق.. واحسبوا معي كم عشرة جنيهات تدفع لخمسة آلاف موظف!.. أليس أولى بذلك الجوعى والفقراء الذين هدتهم الحياة الصعبة في زمن أحمد نظيف الذي لم يجد شيئا يفعله سوى خطة وصول الدعم لمستحقيه وهي خطة هزلية كاذبة الغرض منها الغاء الدعم نهائيا وليشرب 70 مليون مصري فقير من مياه المجاري وليس من البحر! آلاف العساكر الغلابة يتم جمعهم للذهاب وراء حرس الحدود وطلائع الجيش.. هؤلاء طبعا ببلاش لأنهم يؤدون خدمة "الجهادية"! كل هذه الملايين والمليارات تصرف بقلب ميت مثلما يسرق رجال الأعمال الفاسدون من لحم الحي بعد أن شطبوا علينا وهربوا بأموال الوطن. أجلسهم السيد جمال مبارك – أعزه الله – فوق رؤوس الجميع لينهبوا مقدراتنا جهارا نهارا ويتركوا شبابنا ضائعا لا حول له ولا قوة! ** الاستاذ أحمد عبدالوهاب: شكرا لكلماتك التي أقدرها تماما. ولولا أنني على ثقة بأن الأغلبية العظمى من جماهير الأهلي الكبيرة مثلك، ما عبرت عن رأيي بكل هذه القسوة والصراحة التي لا أريد بها إلا الاصلاح والحق. ثق يا أخي أنني لا اتراجع عن موقفي ولا أخشى في الحق لومة لائم.. رأيي كما هو لم يتغير بخصوص مرتضى منصور. لا أؤيد أسلوبه ولا تعجبني عنترياته التي سريعا ما يتراجع عنها ويقدم الاعتذار بعد أن يكون الزمالك قد خسر الجلد والسقط. تعليقي على مقال حجازي لم يكن دفاعا عن مرتضى ولكن دفاعا عن الضعفاء الذين لا يملكون السلطة أو النفوذ مثل الضابط الصغير ضحية عماد متعب الذي لم يرق إلى مستوى قلم حجازي ليدافع عنه! مرتضى منصور كما ترى يحمل الزمالك وزر أخطائه الكثيرة، وهو لا يريد أن يتعلم ولا يزال يتخذ قرارات ديكتاتورية لم يجرؤ عليها صدام حسين في عز مجده وسلطانه، وآخرها منع رمزين من رموز النادي من الدخول لأنهما وجهها انتقادات صحفية لسيادة المستشار.. بالله هل هذا كلام؟! ** مصري في الكويت: لا أدري هل من الاسلام أن تجردني من ديني بهذه الطريقة لمجرد أراء اجتهد فيها قد أخطئ وقد أصيب.. هل تريدني بعد ذلك أن أدخل في نقاش معك وقد افتيت بأني لست من المؤمنين وبالتالي لا استحق تحية الاسلام! ** قارئ مؤدب: كان يمكنني أن لا أرد عليك وأن اهمل رسالتك تماما فهي لا تستحق مجرد النظر فيها.. عندي من هذا القاموس الذي تستعمله الكثير جدا، ولكنني أربأ بنفسي عنه.. أقول لك ولغيرك من نفس الشاكلة.. هذه الرسائل مصيرها سلة المهملات وفي القائمة السوداء التي لن أنظر فيها أبدا! ** عدلي القيعي: مبروك عليك عبدالواحد السيد وطارق السيد.. وعقبال البكاري من النجوم الجدد في الاسماعيلي والمصري وكل "ابن...." يرفع عينه في العلالي.. ولا عزاء للكرة المصرية! [email protected]