بدأ برنامج "مباشر من مصر" فى إرسال بثه على الفضائية منذ عام حقق خلاله ما لم يتوقعه أحد فجسد الوجه الذى نتمناه فى الإعلام الرسمى المصرى، وجعل المواطن هدفه، والمعايير المهنية دليله، والضمير هو الرقيب الأول والأخير، فكسروا التابوهات المحرمة فى الإعلام داخل أنفسهم لينعكس ذلك على الشاشة، ونصبح أمام برنامج يسعى للحياد فى ظل سمعة سيئة لإعلام رسمى يحسب عليه، وإمكانيات ضعيفة تقلل ما يمكن أن يقدمه، وسيل من البرامج ذات الإمكانيات الهائلة يصعب عليه منافستهم. ورأت منة الشرقاوى، مقدمة برنامج "مباشر من مصر"، أن أهم ما يميز برنامجها عن غيره من برامج التليفزيون المصرى أنه كوَّن طاقمًا غير مسيس بمعنى إيمانهم الكامل بضرورة التحدث بصوت الناس بغض النظر عن الفصيل الموجود فى الحكم. وأكدت الشرقاوى أن تحقيق ذلك لم يكن سهلاً، وذلك لحاجتنا إلى كسر التابوهات التى بداخلنا والتى توجد داخل أى مذيع بالتليفزيون المصرى وتجعله مصدر رقابة على ما يقدم، مضيفة أنه كان السبق للبرنامج فى استضافة ضيوف طالما تم منعهم من دخول التليفزيون المصرى مثل الناشط السياسى أحمد دومة، والدكتور سعد الدين إبراهيم، أستاذ علم الاجتماع السياسى بجامعة القاهرة، وخالد البلشى، رئيس تحرير جريدة البديل، علاوة على استضافة منظمى عرض "كاذبون" عندما كان المجلس العسكرى يتولى زمام السلطة فى البلاد. وأكدت الشرقاوى أنه لم يحدث أن تم منع بث البرنامج، مشيرة إلى أن الأمر لم يتعدَّ بعض الضغوط والتى لم يرضخ لها فريق العمل وواجهه بالاستمرار على النهج نفسه، مشيدة بالتعاون بين فريق العمل من إعداد وإخراج ومذيعين وإيمانهم بأهدافهم. وعبرت الشرقاوى عن عدم استبشارها ببقاء وزارة الإعلام التى طالبت بإلغائها، كاشفة عن تخوفها من انتماء الوزير لإحدى القوى السياسية رغم عدم تدخلها فى عملها حتى الآن، متوقعة أن يؤثر انتماؤه الحزبى على تغطية الانتخابات البرلمانية القادمة. وقالت مقدمة "مباشر من مصر": إن البرنامج ظلم باتباعه التليفزيون المصرى، ولقد أخذنا بذنبه ما أثر على نسبة مشاهدة القناة، مضيفة أنه رغم انقطاع بث الفضائية المصرية طول فترة الثورة إلا أن الصورة السلبية لدى المشاهد عن أداء التليفزيون بوجه عام خاصة أثناء الثورة أثر على البرنامج، لدرجة أن العديد من الضيوف كانوا يرفضون الظهور فى البرنامج ولا يقتنعون بأننا مختلفون، إلا بعد سؤال ضيوفنا السابقين. وأكدت الشرقاوى أن أهم المشاكل التى تواجه البرنامج هو ضعف الإمكانيات ما يجعله غير قادر على منافسة البرامج الحوارية الأخرى، علاوة على افتقارهم للتسويق، خاصة أن البرنامج غير متعاقد مع أى وكالة إعلانية تروج له. ورأت أن جزءًا من حل مشكلة السمعة السيئة للإعلام الرسمى المصرى، يتمثل فى التنويه من خلال شريط يوضع على القناة أن مادة الفضائية المصرية ليس لها علاقة بقطاع الأخبار وأن طاقم الفضائية هو المسئول عما ينتج. وقال خالد حجازى، من مخرجى برنامج "مباشر من مصر": تمت المحاربة حتى يكون هذا البرنامج على الفضائية المصرية نموذجًا ل"التوك شو"، الذى يتبنى كل وجهات النظر فى الشارع المصرى دون أية اتجاهات، ولم يحكمنا سوى الضوابط المهنية، ولذلك فإننا هاجمنا السلطة بكل أشكالها خلال الفترة الماضية مثل المجلس العسكرى ووجهات النظر المضادة للإخوان. وأكد حجازى أن البرنامج سيستمر ليتم العمل على تطويره ليكون البرنامج فى شكل أفضل خلال الفترة القادمة، مرجعًا عدم نجاح البرنامج إعلانيًا إلى أن ماسبيرو يتم فيه توريث عدم المصداقية ولعدم وجود إمكانيات مادية بالإضافة إلى ضعف حجم التقديم، مضيفًا أنه سيتم تطوير البرنامج من خلال الاستعانة بنجوم المجتمع الاقتصادى والسياسى والفن