تتجدد من وقت لآخر المعارك الكلامية بين حلفاء "الإخوان المسلمين" في الخارج، ممن هم خارج الإطار التنظيمي للجماعة، الذين يخوضون صراعات تشغل حيزًا واسعًا من الجدل الإعلامي. ويقول مراقبون، إن هذا الأمر يؤكد أن حلفاء الإخوان في الخارج لا يخضعون لسيطرة الجماعة، ويرفضون مبادئها الأساسية التي تقوم على فكرة السمع والطاعة، وهو ما ظهر مرارًا في انتقادات إلى الجماعة وسياستها. كانت أحدث المعارك في معسكر "الإخوان" في الخارج بين الإعلامية آيات عرابي والإعلامي سليم عزوز، حول ولاء كلا منهما للبلد الذي يقيم على أراضيه. واتهم عزوز، عرابى، بأنها تعمل لصالح الجيش الأمريكي، قائلاً في رده على الاتهامات التي وجهتها عبر صفحته الرسمية على "فيس بوك" إلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان: "ما رأيك في من قام بغزو العراق؟، ما رأيك فيما فعله الجيش الأمريكي في العراق، واستباحته لأعراض الرجال؟". وطالب عزوز، عرابي بأن تعلن موقفها من الجيش الأمريكي، متوجهًا لها بالقول: "أعلني موقفك من الجيش الأمريكي الفاعل الأصلي للجريمة إن كنت ضد غزو العراق فعلا؟!". كما اتهم عزوز، عرابى، بفبركة معلوماتها التي ترددها عبر صفحاتها، وأنها تسعى لتضليل أنصار الإخوان بتلك المعلومات التي وصفها بالكاذبة، وطالبها بأن تعلن عن مصادر معلوماتها التي تنشرها عبر صحفتها الرسمية. في المقابل ردت عرابي، على اتهامات عزز لها، قائلة عبر صفحتها الرسمية على "فيس بوك": آيات عرابى عميلة للمخابرات جهزوها لهذا الدور لإسقاط أردوغان، بعضهم يضيف أننى عميلة للمخابرات الأمريكية ما هذه العبقرية؟ ما هذه المواهب التحليلية النادرة؟". وأكدت عرابى، أن "الإعلام الإخوانى صنع من أردوغان صنما يتعبدون له"، ساخرة من الاتهامات التى يوجهها لها حلفاء الجماعة بأنها عميلة للولايات المتحدة، قائلة: "لكل مستاء من حديثي عن أردوغان أنا لن أعبد الصنم الذي صنعه لك الإعلام الإخواني لن أبرر لشخص سلم رقاب المسلمين، ولن ألتمس له أعذارًا، فأردوغان عدو للإسلام، ودور أردوغان هو قتل المسلمين، حتى تقدمه الاقتصادي هو فقاعة غير حقيقية، فأنا لا أعبد أصنامًا ولن أرفع قلمى عن أصنامكم ربما يفضحه الله في حياتكم وتدركوا إنكم مخدوعون في أردوغان". واعتبرت عرابي، أن محاولة الانقلاب التى شهدتها تركيا فى يوليو 2016 ضد أردوغان كانت "مجرد تمثيلية"، الأمر الذي كانت الإخوان تسعى لتكذيبه. وقال سامح عيد، الباحث في الحركات الإسلامية، إن "معظم الخلافات التي تشتعل في الخارج تكون بين الإخوان وحلفائها فقط ولم تسجل حالة خلاف واحدة داخل التنظيم الإخواني في الخارج نفسه، بل كلها خلافات خارج الإطار التنظيمي للجماعة، وهذا يعود إلى أن حلفاء الإخوان بالخارج هم بالفعل خارج سيطرة الجماعة ولا يخضعون لفكر السمع والطاعة داخل الإطار التنظيمي للجماعة". وأضاف ل"المصريون"، أن "كل الأعضاء التنظيميين داخل إخوان الخارج يدينون بمبدأ السمع والطاعة ولا يجرؤ أحد منهم على الإعلان عن خلافه مع الجماعة أو يعلن رأيًا مخالف للجماعة لأي عضو إخواني تربي على السمع والطاعة، كما أن الجماعة في الخارج ترعى أعضاءها التنظيمين فقط وتوفر لهم فرص عمل ومسكن وأموالاً مقابل ولائهم للجماعة، وعدم خروج عليها وتوجيه أي انتقاد للجماعة". وأشار عيد إلى أن "حلفاء الإخوان في الخارج مثل آيات عرابي وسليم عزوز وصابر مشهور وسيف عبد الفتاح ومعتز مطر ومحمد ناصر لا يدينون بمبدأ السمع والطاعة للجماعة، لأنهم خارج الإطار التنظيمي للجماعة وكل المعارك التي يخوضها حلفاء الجماعة هي من أجل كسب المال والشو الإعلامي والحصول على نصيبهم من الغنائم التي توزع على إخوان الخارج". واعتبر عيد، أن "معظم حلفاء الإخوان في الخارج يهدفون إلى البحث عن المال، ولاؤهم لمن يقدم لهم المزايا والحوافز المادية والمعنوية التي تساعده على العيش حياة رغدة في الخارج". ِ وتابع: "ومن هنا يتحدد موقف حلفاء الإخوان في الخارج حسب مصالحهم الاقتصادية والمالية، وهذا يختلف عن التنظيميين داخل الجماعة الذين يضعون مبدأ السمع والطاعة للجماعة فوق أي خلاف نظرًا للمزايا التي توفرها لهم الجماعة في الخارج".