حالة من الهدوء الحذر سادت أمام قصر الاتحادية بمصر الجديدة، بعد أن أعادت وزارة الداخلية فتح الطريق أمام قصر الرئاسة وأزالت الأسلاك الشائكة، وذلك في أعقاب اعتصام العشرات بشارع الميرغني بالقرب من نفق العروبة على بعد أمتار من القصر منذ يوم الجمعة الماضى. وعادت حركة المرور إلى طبيعتها بشارع صلاح سالم وشارع الميرغني حتى نفق العروبة. وقاد اللواء أسامة الصغير مدير أمن القاهرة، برفقته عدد من القيادات الأمنية ورجال الشرطة بإزالة الخيام، التى نصبها المعتصمون من أتباع محمد أبو حامد عضو مجلس الشعب المنحل منذ يوم الجمعة، فى الطريق، وتم إعادة حركة المرور إلى طبيعتها، وأزال الأمن اللافتات بالشوارع المؤدية إلى القصر، والتى تحمل السباب والعبارات البذيئة للرئيس محمد مرسى وجماعة "الإخوان المسلمين"، وتم طلاء الجدران المحيطة بالقصر بدهانات لإخفاء ما كتب عليها من شعارات ضد الرئيس، وقامت سيارات نظافة تابعة للبلدية بتنظيف مكان الاعتصام من آثار القمامة التى تركها المتظاهرون. وأثناء ذلك، اندلعت مشادة كلامية بين الأمن والمتظاهرين، بعد أن اتهم المعتصمون مدير أمن القاهرة والقيادات الأمنية بأنهم موالون لنظام الرئيس محمد مرسى، الذى وصفوه بغير الشرعى، وقامت قوات الأمن بتعزيز تواجدها بشكل كبير بعد تهديد المتظاهرين باقتحام القصر. في الوقت الذي أكد فيه اللواء أسامة الصغير للمتظاهرين أن الاعتصام السلمى حق يكفله القانون للجميع لكن دون إعاقة الطريق أو التعدى على المنشآت العامة أو الخاصة، لافتًا إلى أن قوات الأمن تعمل فقط على إعادة حركة المرور بالطريق. وسادت حالة من الإحباط وسط المتظاهرين بعد إزالة خيامهم، وقام أحدهم بترديد هتافات معادية للرئيس لكن لم يستجب له أحد معربين عن حزنهم وخيبة أملهم لما حدث وغياب المتشدقين بالدعوات إلى التظاهر والاعتصام. وأعرب محمد أبو حمادة، وأحد المعتصمين عن غضبه من فتح الطريق وإزالة خيامهم، وقال: "قمنا بالاتصال بمحمد أبو حامد الذى أعلن عن حشده لمتظاهرين آخرين لاقتحام القصر الرئاسى"، قائلا: "سوف يندمون على ما فعلوه". وقال الناشط جرجس مسيرى: "إننا لا نلوم على هؤلاء الجنود على ما فعلوه بل نتهم الرئيس بمحاولة فض اعتصامنا خوفا من إسقاطه"، مشيرًا إلى أنه بذلك ينتهج سياسة المخلوع حسنى مبارك فى تكبيل الحريات والتعدى على المتظاهرين. وكان بعض المعتصمين قد قاموا بإلقاء القبض على أحد المعتصمين الذى يتعاطى مخدرات داخل إحدى الخيام، لكنهم رفضوا تسليمه إلى الشرطة، معللين ذلك أن الشرطة سوف تقول إن أحد المعتصمين كان يتعاطى مخدرات وقاموا بتهريبه فى تاكسى إلى خارج الاعتصام. ويذكر أن العشرات أعلنوا مواصلة اعتصامهم أمس لليوم الثالث على التوالي للمطالبة بحل جماعة الإخوان المسلمين واستبعاد المنتمين لها عن كافة المواقع التنفيذية، ودائرة صنع القرار في الدولة، وحل الجمعية التأسيسية للدستور وإعادة تشكيلها بشكل يضمن تمثيل كافة القوى السياسية.