لقد ذكرتنى قرارات الرئيس مرسى بإقالة المجلس العسكرى بنفس قرارات الرئيس السادات فى بداية عهده أيضاً عندما تخلص من مراكز القوى، كما تعرض لضغوط مشابهة من رجال عبد الناصر ومحاولة لإفشاله إلا أنه صمد وتصدى لهم بذكاء وقوة.. وفى هذه الأيام وبخصوص تعالى أصوات منتقدى مرسى حول زيارته المرتقبة للمشاركة فى قمة طهران فقد تذكرت أيضاً منتقدى السادات عندنا قرر زيارة القدس بعد نصر أكتوبر المجيد. رغم أن المواطن المصرى لم يلمس شيئاً من وعود الرئيس حتى الآن، وإن كان الرئيس ورجاله وحكومته يبذلون جهداً كبيراً للوفاء بهذه التعهدات، إلا أننى أعتبر أن قرار مشاركة الرئيس فى قمة طهران هو أكبر انتصار خارجى للدبلوماسية المصرية والعلاقات الخارجية ويستحق أن يوضع فى ميزان حسنات مرسى.. كما يدل على أننا فى بداية عهد مستنير وحكيم يسعى لمصلحة مصر ولا يأبه لدعوات العداء وتصفية الحسابات بين قوى المنطقة.. رغم أننى من منتقدى الرئيس فى أمور كثيرة ليس إلا حباً فى مصر، إلا أنك حينما تراه يتم استقباله بكل حفاوة فى السعودية ثم يقرر المشاركة فى قمة طهران وتجد الإيرانيين سعداء بذلك رغم الصراع التاريخى الفكرى بين إيران والسعودية ودول الخليج أيضاً، فهذا يدل على أن مرسى يعمل بكفاءة فى العلاقات الخارجية. لقد أوجع رؤوسنا النظام السابق إعلامه بعقدة المد الشيعى الإيرانى فى المنطقة التى اتضح فيما بعد أنها وهم... على الأقل فيما يخص مصر بالذات.. فالشعب المصرى له طابع وسطى خاص معروف فى العالم أجمع، ولكن علينا ألا نقحم أنفسنا فى صراعات نحن لسنا طرفاً فيها. وبهذه المناسبة أدعو الرئيس أن يولى الدولة من الداخل المزيد من الاهتمام لأن النجاح الخارجى وحده لا يكفي، فالدولة مهلهلة من الداخل، والمواطن البسيط ربما لا يعى نجاحكم الخارجى بقدر ما يعنيه توفير الأمن والتعليم والخدمات الصحية والطرق النظيفة. فعليكم الموازنة بين الداخل والخارج. جامعة جنوب الوادى [email protected]