تشهد مدينة الطابية بحى الطلمبات التابع لمحافظة الإسكندرية، حالة من الرعب والفزع بعد سيناريو التهجير القسرى على يد البلطجية المدججين بالأسلحة الألية الثقيلة، الذين فرضوا على الأهالى إتاوات كبيرة وأرغموهم على دفعها، المواطنون المهجرون قسريًا من قرية "الطابية" الذين رفضوا دفع الإتاوات للبلطجية أكدوا ل"المصريون" أن القرية التابعة لقسم المنتزة ثان، تحولت إلى غابة ولا يحكمها إلا قانون الغاب والبقاء للأقوى وتجار الدم والرصاص. وأكد المواطنون أنهم فوجئوا بقيام عدد من البلطجية بهجوم مسلح على أهالى عزبة عبد الوهاب التابعة للقرية وتعدوا على المواطنين بالضرب والسرقة مستخدمين البنادق الآلية والبنادق الخرطوش الميرى المسروقة أثناء أحداث ثورة 25 يناير، وقاموا بإرهاب المواطنين وتمكنوا من طرد مئات الأسر خارج القرية، مطالبين بإتاوات تقدر بآلاف الجنيهات شريطة عودة المهجرين إلى بيوتهم. ورغم شكوى الأهالى لجهات الأمن فى المحافظة وعلى رأسهم اللواء خالد غرابة مدير أمن الإسكندرية، ورئيس المباحث عبد الواحد الصافى، إلا أن الجهات المعنية لم تتحرك. وقد عايشت "المصريون" آلام الأسر المهجرة من القرية بعد سيطرة عائلة أبو ليلة عليها وعلى بيوت المهجرين، حيث نصب عدد منهم خياما بعيدًا عن قريتهم، فيما يسكن البعض الآخر منهم فى غرفة واحدة مع أسرته فى أحد الأحياء المجاورة، فيما لم يجد الآخرون مأوى سوى الشارع. تقول الحاجة سنيات عبد الله، 55 سنة: أشعر بالحسرة والألم على فقدان منزلى، المأوى الوحيد لى ولبناتى، وذلك بعد أن رفضنا أعمال أبو ليلة الإجرامية، بسبب ترويج المخدرات، فقاموا بضربنا وأطلقوا علينا النار ونهبوا منزلى وسرقوا "جهاز" بناتى الاثنتين اللتين كنت أتمنى أن أحضر عرسهن قبل أن أموت, مشيرة إلى أنها قامت بعمل محضر 3864 لسنة 2011 إدارى مركز كفر الدوار، لإثبات الواقعة، وتم إرسال جهة للمعاينة، ولكن رفضت اللجنة التى حضرت القيام بالمعاينة بدون ذكر أسباب، وتم حفظ المحضر، وقيدت الجريمة ضد مجهول. وأضافت رانيا حمدى، إحدى بنات الحاجة سنيات، أنها تقدمت بعشرات الشكاوى لرئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ووزير الداخلية لحمايتها وأسرتها ووالدتها المسنة المريضة ولكن دون جدوى. وقالت ماجدة فتحى، إن البلطجية المجرمين سرقوا سيارتها الميكروباص التى كانت المصدر الوحيد لدخل أسرتها ورزق أبنائها بعد وفاة زوجها، وتم تحرير محضر برقم 8749 س ع ل بقسم المنتزة ثان، وتم حفظ المحضر، مع العلم بأن ضابط المباحث عبد الواحد الصافى على علم بمكان السيارة وقمت بالاستغاثة بالضابط والمعاون حازم بيه، وطلبت منه النزول معى ولكنه رفض بحجة أنه ليس على استعداد أن يقتل أو يقتل من أجل سيارة، مشيرة إلى أنه تمت مساومتها بمبلغ 30 ألف جنيه أو إيصال أمانة على بياض لعبد الحميد أبو ليلة، أو إلى الشيخ عادل عبد العليم، الذى كان دائمًا "واسطة" بيننا وبين هؤلاء البلطجية، والذى يتقاضى المال هو الآخر ليوهم الناس بأن هذا هو الخير لهم ويرعبهم من بطش أبو ليلة. ويقول يوسف أحمد علام، إنه تمت إصابته بعيار نارى بعينه اليسرى فى إحدى "الغارات" التى تشنها عائلة وبلطجية أبو ليلة، وقال: إن الكثير من الشباب قد فاض بهم الكيل، وكثيرا منهم اتجه إلى طرق غير شرعية للحصول على الأسلحة لعمل تفجيرات بالقرية حتى يلتفت الإعلام والمسئولين لمأساتنا وإيجاد حلول جذرية لها. وناشد عصام شحاتة حسن، أحد أفراد الأسر المهجرة، الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية ووزير الداخلية اللواء أحمد جمال الدين، بضرورة التدخل وإقالة رئيس مباحث الإسكندرية واللواء خالد غرابة مدير الأمن، واللواء محمد فوزى مساعد الفرقة الثانية بالإسكندرية، مؤكدًا أن شكواهم لم تلق أى استجابة. وتابع عصام، أن اللواء محمد فوزى قام بالاتصال بالمقدم عبد الواحد الصافى للتأكد من شكوانا واعترف له بامتلاك عائلة أبو ليلة الأسلحة وبنادق الخرطوش والميرى وأخذ إتاوات قدرت بآلاف الجنيهات من الأسر التى باعت ما تمتلكه فى ظل ضعف الأمن، كاشفًا عن بلاغات مقدمة بهذا الشأن منها 3710 محاضر إدارى كفر الدوار بسرقة منازل وذهب وسيارات ومحال تجارية لأكثر من سبع أسر، ومحاضر لسرقات برقم 13981 ح ح 28\6\2012و 25764 جنح المنتزة 5\7\2012 و48 أحوال كفر الدوار و 8805 إدارى المنتزة وشكوى مقدمة إلى مدير أمن قسم المنتزة برقم 1181 تاريخ 5\7\2012 بشأن ما نعانيه من قمع وبلطجة ولا زالت المحاضر قيد التحقيق ولكننا جميعا نعلم أنه لا جدوى من ذلك. مضيفًا أن أهالى القرية تقدموا بشكوى سابقة لوزير الداخلية السابق ضد اللواء خالد غرابة مدير أمن الإسكندرية بتهمة التقصير فى أداء واجبه والإهمال فى البلاغات والشكاوى المقدمة إليه برقم 1050 و 1034 ومضمونها بلاغات من بعض المستشفيات بالإسكندرية حالة وفاة وإصابات بطلاقات نارية "آلى وخرطوش" وكذلك حالات خطف وتعذيب وفرض إتاوات تحت تهديد السلاح الآلى. ورغم ذلك لم نجد أى إجراء فعلى ضد هذه العائلة المجرمة.