أتعجب على حال سيناء الآن وقد مضى على استردادها عقود مضت حتى تركت مرتعاً للخارجين على القانون، وأرضاً خصبة للإرهابيين وتجار المخدرات على السواء.. كل ذلك على الرغم أننا نتغنى بسيناء ونشيد بمميزاتها التاريخية والجغرافية فى الكتب المدرسية والجامعية أيضاً.. وقد اختزل الرئيس السابق الاهتمام بسيناء فى جعلها مقراً للقاءاته ومؤتمراته السياسية والشخصية أيضاً.. إلا أن ذلك ساهم بشكل مباشر فى عزلة سيناء وأهلها نظراً للقيود الأمنية الرئاسية، التى فرضت من أجل تأمين مقر إقامة وتنقلات الرئيس السابق، والتى لم تمنع من وقوع هجمات إرهابية فى ذروة عهده وفى ظل سيطرة والقبضة الأمنية كأحداث طابا وشرم الشيخ. وبعد قرارات الرئيس مرسى بفتح المعابر تعالت الأصوات، التى تندد بذلك خوفاً من تهجير الفلسطينيين إليها وسيطرتهم عليها.. وقد أكد أصحاب هذا الرأى على رأيهم خاصةً بعد حدوث عملية رفح التى راح ضحيتها 16 جنديًا من الجيش المصرى، وعزوا ذلك إلى قرار فتح المعابر ودخول الفلسطينيينلسيناء دون تأشيرات أو متابعات أمنية من السلطات المصرية المختصة. وبعيداً عن تقييم الرأى السابق، إلا أن هذا الرأى يؤخذ عليه أنه اختزل أمن سيناء وهويتها والسيادة المصرية عليها فى المعابر والفلسطينيين فقط وهذا إما قصورا فى الرؤية أو يراد به شىء آخر. فحتى تثبت سيادتك على أى بقعة من الأرض عليك بتعميرها أولاً. وأتعجب من الدولة، التى تعقد اجتماعات ولقاءات من أجل حل المشكلة السكانية ومشاكل البطالة وتوفير إسكان للشباب وأراض زراعية للخريجين وغضت الطرف عن كنز اسمه سيناء.. إن سيناء لن تعمر إلا بسواعد وعقول وعرق شباب مصر. ماذا يمنعنا من إنشاء جامعة حكومية على أرض سيناء بها امتيازات حقيقية وقوية للطلاب وأعضاء هيئة التدريس.. أيضاً الراغبون فى العمل بها؟ وتوفر هذه الجامعة فرص عمل لخريجيها على أرض سيناء.. وما المانع أن يأتى لهذه الجامعة الطلاب الوافدون من الدول العربية ومن فلسطين أيضاً؟ وبالتالى تكون مصر قد ساهمت فى دعم الشعب الفلسطينى علمياً أكثر من دعمها بالسولار والكهرباء. إننى أؤمن أن الجامعة المصرية هى خير وسيلة لإثبات الهوية والسيادة، وهى أيضاً خير وسيلة للإشعاع الحضارى المصرى.. وأن قوتها فى الإثبات تفوق بمراحل قوة غلق المعابر وتأمين الحدود.. كما أن وجود شباب عاقل مستنير متفتح على أرض سيناء يرهب العدو الصهيونى أكثر من وجود العناصر الجهادية المتطرفة التى يصطادها من الجو فى أى وقت.. لماذا نخشى من احتلال سيناء من الإسرائيليين أو الفلسطينيين ونحن أمة 85 مليون نسمة ونعانى من تكدس سكانى وازدحام مرورى وتكدس تعليمى أيضاً بالجامعات والمدارس؟ لماذا لا يحتل المصريون سيناء؟ جامعة جنوب الوادى