صاحب سنتر: يتركون الكباريهات مفتوحة ويغلقون المراكز التعليمية مدرس: التجربة صعبة فى البداية لكنها ستنجح.. طلاب: نحن من سيدفع ثمن قرار الوزارة تعليم "أون لاين" فكرة طارئة ابتدعها بعض المدرسين للتحايل على القرار الحكومي بحظر الدروس الخصوصية، وإغلاق "السناتر" التعليمية، بعد قرار الدكتور طارق شوقي، وزير التعليم بإغلاقها بأكملها خلال شهرين. وبدأت الحملة بإغلاق عدد من مراكز الدروس الخصوصية بمنطقتى مصر الجديدة والنزهة. وقال أحمد صابر، المستشار الإعلامى لوزير التربية والتعليم، إن "الوزارة ليست هي المسئولة عن الدروس الخصوصية، خاصة أن طلاب المدارس الخاصة والدولية يلجأون إليها أيضًا، إذ المشكلة تكمن في أن هناك أزمة ضمير لدى بعض المعلمين الذين لا يتقنون الشرح داخل الفصول". وأضاف، أن "الوزارة تعد حاليًا قانونًا لتجريم الدروس الخصوصية، وتطرح بديلاً لها من خلال تجميع أفضل المعلمين، عبر قناة رسمية مرخصة من قبل الوزارة خلال 10 أيام". في الوقت الذي أشار فيه إلى أن عدد المراكز في حي مصر الجديدة بلغ 45 وحي النزهة 86 مركزًا، مؤكدا أن وزارة التربية والتعليم لم تمنح أى تراخيص لمثل هذه المراكز. "أحمد.م"، الذي يمتلك أحد السناتر بحى المعادي، بدا متعجبًا من القرار الحكومي بغلق مراكز الدروس الخصوصية، قائلاً: "أتعجب من الحملات المتتالية التى يتم الترويج لها كل عام عن غلق السناتر التعليمية، بأن ذلك سيخلق فراغًا تعليميًا لدى الطلاب، وعلى جميع المستويات التعليمية". وأضاف فى تصريحات إلى "المصريون": "الوزارة تتعامل مع السناتر التعليمية كأنها كباريهات، وليست مراكز تعليمية، يتركون كل شيء فى الوطن ويلاحقون المؤسسات التعليمية، حتى إن كانت لا تهدف للربح". وتوجه صاحب "سنتر النهضة" إلى وزير التربية والتعليم متسائلاً عن البديل المطروح للمراكز التعليمية: "أين البديل المطروح لدى الوزارة فى خطتها الجديدة للتعلم، هل "التابلت" هو البديل أم المدارس التى لا يحضر إليها أحد من الطلاب؟". وقال إن "تلك التضييقات لم تؤثر على السناتر فى المقام الأول، بل ستؤثر على المنظومة التعليمية فى المقام الأول وعلى رأسها الطالب". وتابع متسائلاً: "كيف لطالب ثانوى لا ينتظم في الحضور بالمدرسة أن يأتى بالمعلومة، ومن سيشرحها له"، مطالبًا الوزارة بإجراء استفتاء على القرار "حفاظًا على المنظومة بأكملها". وعن البدائل المتاحة فى حال تفعيل القرار وجعله نافذًا على جميع السناتر بمصر، تواصلت "المصريون" مع مدرسين يعملان بأحد السناتر التعليمية بمنطقة حدائق المعادي. وقال "أحمد.د"، مدرس التاريخ، وهو يشتهر بالكفاءة: "أعمل فى التدريس منذ 8 سنوات، وحققت نجاحات كبيرة نظرًا للتطوير الذى طرأ على المنظومة التعليمية وأصبح الطالب له فكرًا مختلفًا فى فهمه للمنهج". وتابع: "منذ فترة ليست ببعيدة بدأ بعض من المدرسين فى تطبيق فكرة التعليم بطريقة "أون لاين"، فالكثير من المدرسين يسعون إلى تقديم الأفضل والأسرع، والذى يجعل الطلاب يشعرون بالاختلاف فى تطبيق المنهج العلمي". وأضاف: "بدأت بالتعامل مع المتغيرات، خاصة بعد نشر أخبار عن إغلاق السناتر التعليمية، فقررت التعامل مع الموقف بطريقة أشجع مع الطلاب، وبدأت بالفعل فى تجربة ال"أون لاين" معهم، ولكن من خلال وجودي معهم في الحصة داخل السنتر حتى يتعودوا عليها لتكون أكثر سهولة إذا اضطررنا لها". وعن المميزات والعيوب التى تواجه الطلاب فى تطبيق هذه الفكرة، قال المدرس ل"المصريون": "هذا يرجع إلى استيعاب الطلاب لها، فمثلًا يوجد طلاب يتعاملون بأريحية كبيرة مع وسائل التكنولوجيا وغيرهم لا، وهذا يعود للتفاوت الفكرى بينهم، لكن التجربة فى البداية ستكون صعبة وستؤثر على مستوى الطلاب، خاصة مع وجود طلاب لا يستوعبون إلا من خلال التعامل المباشر مع المدرس، ولكن التجربة ستنجح على المستوى البعيد". فى السياق نفسه، علق بعض أولياء الأمور على قرار إغلاق السناتر التعليمية. وقال نادية عبدالعزيز ل"المصريون": "القرار خاطئ ويفتح مجال التشتت لدى جيل كامل من الطلاب"، متسائلة أين البديل؟ هل البديل كتاب المدرسة الذى أصبح للتجارب، أم للتابليت الذى لم يأتِ بعد، أم للدروس ال"أون لاين" التى ليس لها تفاعل مع الطالب مما يؤثر على مستواه؟!". وأضافت: "الوزير الجديد لم يأتِ بشيء سوى الكلام، فهو يقود جيلاً كاملاً ليس من أجل الإصلاح بل من أجل التجارب، وسيدفع الجميع الثمن". وعلّقت منى فؤاد، والدة طالب بالمرحلة الإعدادية، قائلة: "إن قرار الإغلاق لم يأتِ بجديد فهو سيكرس لفكرة الفشل التعليمى بمصر". وعن رأيها فيما يعرف بالتعليم ال"أون لاين" قالت: "إذا تحول المدرس السنتر إلى هذه المرحلة، فبالطبع سيؤثر على الكثير من الطلاب، خاصة أن العقول متفاوتة، نظرًا لأن العقلية التعليمية ستكون بعيدة عن التعامل المباشر مع الطلاب وهذا سيؤثر بالطبع على المستوي". وتساءلت عن البدائل المتاحة: "هل الوزارة ستتركنا ما بين السنتر التعليمى وال"أون لاين" فأين دور المدارس والمنظومة إذن؟! وأين الكتاب الدراسي؟ وأين المدرس؟ وأين دور المدرسة؟". وأضافت: "الكتاب المدرسى لا يوجد اعتماد عليه من الأساس، فالجميع يسرع كل عام لشراء الكتاب الخارجية! فالسؤال لماذا لم تنتج الوزارة كتبًا مثل الكتب الخارجية، وننهى الجدل والمصاريف على أولياء الأمور إذا كانوا جادين بالفعل فيما يقولون من تطوير". فى الوقت الذى شكت فيه طالبة من مستوى التعليم في "السنتر"، قائلة: "أنا طالبة فى الصف الثالث الثانوي، ولا أذهب إلى المدرسة فى العام إلا قليلًا نظرًا لسوء حالة التعليم الثانوى بالمدرسة، وأعتمد كليًا على السنتر التعليمى فى فهمى للمنهج". وتابعت: "الوزارة قررت إغلاق السناتر دون النظر للبديل، وأنا كطالبة سأتأثر بالسلب بذلك، فالمدرس لا يحضر بالمدرسة إلا للاتفاق على الدروس الخصوصية". وعن البديل المتاح لدى الطلاب إذا أغلقت السناتر التعليمية، حذرت الطالبة من أن "المشكلة ستكون كبيرة للغاية، لكن بعض المدرسين قالوا إنهم المناهج إلى أون لاين، لكن هذا سيؤثر على بشكل شخصى، نظرًا لأننى لا أتعامل بشكل جيد مع التكنولوجيا وبالطبع سيؤثر ذلك على عامى الدراسى الحالى، الذى سأحسم فيه مستقبلي".