في ظل التردد الأمريكي في التوجه نحو حظر جماعة "الإخوان المسلمين"، ما بين التلويح والتراجع عن تصنيفها على قائمة "الجماعات الإرهابية"، أعطى فوز الحزب الديمقراطي في انتخابات التجديد النصفي للكونجرس الأمريكي، بعد هيمنته على مجلس النواب– بحسب مراقبين - طوق النجاة للجماعة، التي تنتشر في الولاياتالمتحدة والدول الغربية، وترتبط فيها بصلات مع قوى الضغط فيها، ومراكز صنع القرار. وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، المنتمي للحزب الجمهوري قد لوح إبان حملته لانتخابات الرئاسة باعتزامه حظر "الإخوان"، إلا أنه تراجع عن الخطوة، بتوصية من مستشارين له، ومسؤولين مخضرمين بالأمن القومي، ودبلوماسيين، ومسؤولين بوكالات إنفاذ القانون والمخابرات. ويشعر هؤلاء المسؤولون بالقلق من أن يؤدي أي إجراء أمريكي لتصنيف جماعة "الإخوان" بالكامل كمنظمة إرهابية إلى تعقيد العلاقات مع تركيا، وهي حليف رئيسي للولايات المتحدة في الحرب على تنظيم الدولة "داعش". ويقول مراقبون، إن فوز الديمقراطيين بالأغلبية داخل مجلس النواب الأمريكي من شأنه أن يعطي قوة دعم للاتجاه الرافض لتصنيف "الإخوان" على قائمة الإرهاب. وقال خالد الزعفراني، القيادي السابق بجماعة "الإخوان"، والباحث في الحركات الإسلامية، إن فوز الحزب الديمقراطي بالأغلبية داخل مجلس النواب الأمريكي من شأنه أن يعطل قرار الإدارة الأمريكية بتصنيف الإخوان ك "جماعة إرهابية". وأضاف الزعفراني ل "المصريون"، أن "قادة الحزب الديمقراطي في الولاياتالمتحدة، سواء الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، أو مرشحة الرئاسة الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون كانوا يعولون ويعتمدون كثيرًا على دور قوى الإسلام السياسي، خاصة جماعة "الإخوان" في صنع السلام بالشرق الأوسط والاحتفاظ بعلاقات دافئة مع إسرائيل والحفاظ على المصالح الأمريكية بالشرق الأوسط". واستدرك قائلاً: "لكن مع انهيار حكم تيار الإسلام السياسي في الشرق الأوسط، خاصة سقوط حكم الإخوان المسلمين بمصر دفع الحزب الديمقراطي إلى التراجع قليلاً عن دعم "الإخوان" بدول الشرق الأوسط". وكانت لجنة الأمن في الكونجرس الأمريكي عقدت جلسة استماع في وقت سابق من هذا العام بشأن إمكانية حظر نشاط "الإخوان" في الولاياتالمتحدة، إذ اتهم أعضاء في اللجنة الجماعة بأنها منظمة إرهابية تسعى إلى توسيع فروعها في الغرب. وأكد الزعفراني أن "الحزب الجمهوري أكثر عنفًا في التعامل مع ملف الإخوان، وكان له دور كبير في دعم إدارة الرئيس الحالي دونالد ترامب للإعلان بصفة أولية عن وجود اتجاهات لديها لحظر الإخوان". وشدد الزعفراني على أن "عدم انتقاد الإعلام الإخواني للولايات المتحدة وعدم تعرض الإخوان أيضًا لمصالح واشنطن في الشرق الأوسط، ومحاولة الجماعة عدم إثارة الغضب الأمريكي من خلال توجيه النقد لها في المؤتمرات الدولية التي يشاركون بها، والزيارات التي قام بها عدد من قادة الإخوان في السابق لبعض قيادات الكونجرس الأمريكي، كل هذا كان السبب وراء تأخر الإدارة الأمريكية في تصنيف الإخوان كجماعة إرهابية حتى الآن".