مد فترة تسجيل الطلاب الوافدين بجامعة الأزهر حتى مساء الأربعاء    محافظ الإسماعيلية يوافق على تشغيل خدمة إصدار شهادات القيد الإلكتروني    حماس ترفض زيارة الصليب الأحمر للأسرى في غزة    وسائل إعلام أمريكية تكشف تفاصيل الاتفاق بين واشنطن وتل أبيب على اجتياح لبنان    ناصر منسي: هدفي في السوبر الإفريقي أفضل من قاضية أفشة مع الأهلي    ضبط نسناس الشيخ زايد وتسليمه لحديقة الحيوان    انخفاض الحرارة واضطراب الملاحة.. الأرصاد تعلن تفاصيل طقس الثلاثاء    أحمد عزمي يكشف السر وراء مناشدته الشركة المتحدة    صحة دمياط: بدء تشغيل جهاز رسم القلب بالمجهود بالمستشفى العام    للمرة الأولى.. مجلس عائلات عاصمة محافظة كفر الشيخ يجتمع مع المحافظ    "مستقبل وطن" يستعرض ملامح مشروع قانون الإجراءات الجنائية    فعاليات الاحتفال بمرور عشر سنوات على تأسيس أندية السكان بالعريش    بيسكوف: قوات كييف تستهدف المراسلين الحربيين الروس    بعد 19 عامًا من عرض «عيال حبيبة».. غادة عادل تعود مع حمادة هلال في «المداح 5» (خاص)    «إيران رفعت الغطاء».. أستاذ دراسات سياسية يكشف سر توقيت اغتيال حسن نصر الله    كيفية التحقق من صحة القلب    موعد مباراة الهلال والشرطة العراقي والقنوات الناقلة في دوري أبطال آسيا للنخبة    الأربعاء.. مجلس الشيوخ يفتتح دور انعقاده الخامس من الفصل التشريعي الأول    للمرة الخامسة.. جامعة سوهاج تستعد للمشاركة في تصنيف «جرين ميتركس» الدولي    ضبط نصف طن سكر ناقص الوزن ومياه غازية منتهية الصلاحية بالإسماعيلية    مؤمن زكريا يتهم أصحاب واقعة السحر المفبرك بالتشهير ونشر أخبار كاذبة لابتزازه    تفاصيل اتهام شاب ل أحمد فتحي وزوجته بالتعدي عليه.. شاهد    الرئيس السيسي: دراسة علوم الحاسبات والتكنولوجيا توفر وظائف أكثر ربحا للشباب    الأمن القومي ركيزة الحوار الوطني في مواجهة التحديات الإقليمية    القاهرة الإخبارية: 4 شهداء في قصف للاحتلال على شقة سكنية شرق غزة    أمين الفتوى يوضح حكم التجسس على الزوج الخائن    قبول طلاب الثانوية الأزهرية في جامعة العريش    كيف استعدت سيدات الزمالك لمواجهة الأهلي في الدوري؟ (صور وفيديو)    محافظ المنوفية: تنظيم قافلة طبية مجانية بقرية كفر الحلواصى فى أشمون    مؤشرات انفراجة جديدة في أزمة الأدوية في السوق المحلي .. «هيئة الدواء» توضح    حدث في 8ساعات| الرئيس السيسى يلتقى طلاب الأكاديمية العسكرية.. وحقيقة إجراء تعديلات جديدة في هيكلة الثانوية    "طعنونا بالسنج وموتوا بنتي".. أسرة الطفلة "هنا" تكشف مقتلها في بولاق الدكرور (فيديو وصور)    رمضان عبدالمعز ينتقد شراء محمول جديد كل سنة: دى مش أخلاق أمة محمد    التحقيق مع خفير تحرش بطالبة جامعية في الشروق    "رفضت تبيع أرضها".. مدمن شابو يهشم رأس والدته المسنة بفأس في قنا -القصة الكاملة    تأسيس وتجديد 160 ملعبًا بمراكز الشباب    إنريكى يوجه رسالة قاسية إلى ديمبيلى قبل قمة أرسنال ضد باريس سان جيرمان    هازارد: صلاح أفضل مني.. وشعرنا بالدهشة في تشيلسي عندما لعبنا ضده    وكيل تعليم الفيوم تستقبل رئيس الإدارة المركزية للمعلمين بالوزارة    5 نصائح بسيطة للوقاية من الشخير    هل الإسراف يضيع النعم؟.. عضو بالأزهر العالمي للفتوى تجيب (فيديو)    20 مليار جنيه دعمًا لمصانع البناء.. وتوفير المازوت الإثنين.. الوزير: لجنة لدراسة توطين صناعة خلايا الطاقة الشمسية    المتحف المصرى الكبير أيقونة السياحة المصرية للعالم    تم إدراجهم بالثالثة.. أندية بالدرجة الرابعة تقاضي اتحاد الكرة لحسم موقفهم    «حماة الوطن»: إعادة الإقرارات الضريبية تعزز الثقة بين الضرائب والممولين    طرح 1760 وحدة سكنية للمصريين العاملين بالخارج في 7 مدن    تواصل فعاليات «بداية جديدة» بقصور ثقافة العريش في شمال سيناء    اللجنة الدولية للصليب الأحمر بلبنان: نعيش أوضاعا صعبة.. والعائلات النازحة تعاني    نائب محافظ الدقهلية يبحث إنشاء قاعدة بيانات موحدة للجمعيات الأهلية    فرنسا: مارين لوبان تؤكد عدم ارتكاب أي مخالفة مع بدء محاكمتها بتهمة الاختلاس    أفلام السينما تحقق 833 ألف جنيه أخر ليلة عرض فى السينمات    5 ملفات.. تفاصيل اجتماع نائب وزير الصحة مع نقابة "العلوم الصحية"    برغم القانون 12.. ياسر يوافق على بيع ليلى لصالح أكرم مقابل المال    إنفوجراف.. آراء أئمة المذاهب فى جزاء الساحر ما بين الكفر والقتل    مدير متحف كهف روميل: المتحف يضم مقتنيات تعود للحرب العالمية الثانية    «بيت الزكاة والصدقات» يبدأ صرف إعانة شهر أكتوبر للمستحقين غدًا    التحقيق مع المتهمين باختلاق واقعة العثور على أعمال سحر خاصة ب"مؤمن زكريا"    الأهلي يُعلن إصابة محمد هاني بجزع في الرباط الصليبي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خبير أمني:حادث رفح دبرته أجهزة إسرائيلية للإطاحة بمرسى
نشر في المصريون يوم 17 - 08 - 2012

اللواء أركان حرب الدكتور عبد الحميد عمران الخبير الأمنى والمحلل الإستراتيجى فى حوار خاص ل"المصريون"
- إسرائيل نفذت حادث رفح بالاستعانة بعملاء من سيناء وغزة وقامت بالتخلص منهم بمجرد دخولهم الحدود بالمدرعة للقضاء على الأدلة.
- حركة حماس فى غزة لن تغلق باب الرحمة عليها بتكدير أمن سيناء وإلا ستكون حمقاء.. ووسائل الرد المصرى لن تطول أبدًا المجرمين الحقيقيين لعدم وجود دليل واحد.
- العناصر الجهادية، التى أفرج عنها الدكتور مرسى بريئة من حوادث سيناء التكفيرية.. وبعضهم ظل فى السجون دون جريمة وبأمر من النظام لأن أفكارهم لا تعجبه.
- شروط كامب ديفيد المجحفة كانت السبب فى ابتعاد مصر عن أرض الفيروز.. وعلينا أن نلجأ إلى الأمم المتحدة وأمريكا لتعديل الاتفاقية وإلا سنخسر سيناء للأبد.
- مصر أجبرت للتوقيع على اتفاقية السلام كمرحلة لإخراج الصهاينة من سيناء وكانت تخطط فى تعديلها لاستعادة السيادة المنقوصة.. وإسرائيل ستوافق على تعديل كامب ديفيد فى حالة التوازن العسكرى على الأرض بين الدولتين.
- قصف سيناء بشكل عشوائى يهدد سلامة أهل سيناء ويخلق توتراً وعداء إضافيًا بين الجيش والبدو.. والنظام السابق ألصق تهمة الخيانة والعمالة بأبناء سيناء، وعلى النظام الجديد أن يعتذر لهم رسميًا.
- أرض سيناء بأكملها تمثل أهدافًا سهلة لمن يريد أن ينفذ عملية عسكرية أو إرهابية وتحتاج إلى قوات مدربة وأسلحة حديثة.. وتدمير الأنفاق لن يحقق الاستقرار لأن أغلب الأسلحة تأتى من المعابر الليبية.
- سنظل تحت السيطرة العسكرية الإسرائيلية نتيجة اختلال ميزان القوى الإستراتيجية لصالح إسرائيل.. والوضع لن يتغير إلا بامتلاك قوة ساحقة يخشاها الجميع ويعملون لها ألف حساب.
أكد اللواء أركان حرب الدكتور عبد الحميد عمران، الخبير الأمنى والمحلل الإستراتيجى، أن حادث رفح الذى أودى بحياة 16 من جنود وضباط القوات المسلحة دبرته أجهزة الأمن الإسرائيلية للإطاحة بالدكتور محمد مرسى، لأنه وصل إلى عرش مصر رغمًا عن أنفهم، موضحا أن إسرائيل نفذت حادث رفح بالاستعانة بعملاء من سيناء وغزة وقامت بالتخلص منهم بمجرد دخولهم الحدود بالمدرعة للقضاء على الأدلة التى تثبت تورطها.
وقال اللواء عمران، فى حواره مع "المصريون"، إن حكومة حركة حماس فى غزة لن تغلق باب الرحمة عليها بتكدير أمن سيناء بحادث جبان وإلا ستكون حمقاء، مبينًا أن وسائل الرد المصرى فى سيناء لن تطول أبدًا المجرمين الحقيقيين لعدم وجود دليل واحد، مشيرًا فى الوقت نفسه إلى أن العناصر الجهادية، التى أفرج عنها الدكتور مرسى بريئة من حوادث سيناء التكفيرية، خاصة أن بعضهم ظل فى السجون دون جريمة وبأمر من النظام لأن أفكارهم لا تعجبه.
وأوضح عمران أن شروط كامب ديفيد المجحفة كانت السبب فى ابتعاد مصر عن أرض الفيروز، وإنه آن الأوان للجوء إلى الأمم المتحدة وأمريكا لتعديل الاتفاقية وإلا سنخسر سيناء للأبد، مؤكدا أن أرض سيناء بأكملها تمثل أهدافًا سهلة لمن يريد أن ينفذ عملية عسكرية أو إرهابية، وإنها تحتاج إلى قوات مدربة وأسلحة حديثة، مبينًا أن تدمير الأنفاق لن يحقق الاستقرار لأن أغلب الأسلحة تأتى من المعابر الليبية.
وإلى نص الحوار:
** فى البداية.. كيف تصف حادث رفح؟
حادث حدودى كثيرًا ما يتكرر على الحدود المشتركة بين الدول ذات العلاقات المتوترة، والتى يدور بينها صراعات مستمرة.
** هل تعتقد أن ما حدث هو مجرد حادث إرهابى؟
أنا لا أظن أنه حادث إرهابى على الإطلاق، لعدم وجود مستفيد منه، سواء فى العرب الموجودين فى سيناء أو الفلسطينيين الموجودين فى قطاع غزة، إنما هو حادث مدبر بعناية بواسطة أجهزة الأمن الإسرائيلية، ولا يخدم سوى مصالح إسرائيل فى النهاية، وإن كان هذا لا يمنع أن تكون إسرائيل قد استعانت فى التنفيذ ببعض العملاء سواء من سيناء أو غزة، ثم قامت بالتخلص منهم بعد إتمام العملية بقصف العربة المدرعة بواسطة الطائرة أباتشر بغرض القضاء على جميع أدلة الجريمة.
** البعض يقول إن الحادث مجرد مؤامرة لإحراج موقف رئيس الجمهورية؟
هو كذلك طبعًا.. فعندما فشل الإسرائيليون فى إجهاض الثورة فى مراحلها الأولى، يحاولون الآن إسقاط المؤسسات الدستورية للدولة، بدءًا من مجلس الشعب الذى انتخبه سبعة وعشرون مليونًا، وانتهاء بالرئيس محمد مرسى، الذى نجح ووصل إلى عرش مصر رغما عن أنفهم، وهم يعلمون طبعًا أن مصر غير قادرة على الرد عليهم عسكريًا، وأنها ستصب جام غضبها على الطرف الأضعف، الذى لم يفعل شيئًا، يضاف إلى ذلك أن هذه العملية سيترتب عليها حدوث شرخ بين رجل الشارع والرئيس مرسى، الذى سوف يقع عليه اللوم باعتباره مسئولا عما لحق بالجيش من هزيمة.
** هناك رأى آخر يقول إن من قاموا بهذه العملية كانو يستهدفون إسرائيل؟
لا أظن ذلك فإسرائيل هى التى خططت وأعدت لهذه الجريمة واستعانت فى تنفيذها ببعض العملاء.
** ولماذا إسرائيل تحديدا؟
بالنسبة إلىّ لا يوجد أى مشكلة فى تحديد الجانى، الذى هو بطبيعة الحال المستفيد الأول من هذه العملية، ولا أدرى لماذا يدفن البعض رؤوسهم فى الرمال تجنبًا وربما خوفًا من توجيه أصبع الاتهام إلى إسرائيل.
** لكن البعض يرى أن خروج بعض الجماعات الإسلامية من السجون سبب فى الحادث؟
لا أدرى لماذا نهوى دائمًا إشعال النيران، إن من أفرج عنهم من الجماعات الجهادية هم أحد نوعين، أما من شارك فى أعمال مسلحة، وهؤلاء ظلوا فى السجون للسنوات التى حكم عليهم بها وفوقها بضع سنوات كضريبة مبيعات بأمر وزير الداخلية، أى أنهم دفعوا دينهم كاملا للمجتمع مقابل ما شاركوا فيه من أعمال، أما هم أصحاب عقائد معينة لم يرض عنها النظام الحاكم واعتقلوا لعشرات السنين دون محاكمات، أى أنهم دفعوا ثمن ما لم يرتكبوه، فلا أعتقد أن خروج بعض الجماعات الجهادية من السجون كان سببًا فى الحادث.
** وماذا عن قرار فتح الأنفاق مع غزة؟
لا أعتقد أن حكومة حماس فى غزة من الحمق بحيث ترتكب مثل هذا الفعل الذى يحرمهم من أبواب الرحمة، التى فتحت لهم بعد رفع الحصار الخانق عن القطاع، لا يوجد أى منطق فى هذه الفرضية.
** هل تعتقد أن إسرائيل قامت بتنفيذ هذه العملية لكى تبرر الهجوم العسكرى على مصر؟
ربما كان هذا واردًا على المدى البعيد، ولكنه لن يتم إلاّ بعد إحداث الوقيعة بين النظام الحاكم متمثلا فى الرئيس مرسى، وبين فلول النظام السابق المعوقين دون استقرار الثورة، وبينهما المجلس الأعلى للقوات المسلحة.
** ما الوسائل المتاحة للرد على أحداث سيناء؟
للأسف فإن وسائل الرد المتاحة حاليًا لا تطال المجرم الحقيقى وراء العملية، وهى إسرائيل، لعدم وجود أى دليل يدينها، وعلينا أن نلجأ إلى الأمم المتحدة أو أمريكا لطلب تعديل الاتفاقية، وليس لطلب معاقبة إسرائيل.
** معنى هذا أن القيود التى فرضتها معاهدة السلام على مصر هى السبب فيما حدث؟
طبعًا.. فاتفاقية كامب ديفيد تمثل عقد إذعان أملى فيه أحد الطرفين شروطه على الطرف الآخر، الذى قبل هذه الشروط المجحفة مرحليًا، لكى يتمكن من إخراج القوات الإسرائيلية من أراضينا، على أن يتم التفكير فى تعديلها واستعادة السيادة المنقوصة فيما بعد، لكن لا يجب أن ندين الاتفاقية ولا من وقعوها لأنها كانت الممكن الوحيد فى هذا الوقت.
** بما أنها كانت الممكن الوحيد وقتها، فهل هناك ضرورة حاليًا لتعديل معاهدة كامب ديفيد؟
نعم.. من الضرورى تعديل اتفاقية السلام لأنها تنص على وجود مقيد للقوات والسلاح المصرى فى المناطق المختلفة فى سيناء، مما يعرض أمننا القومى لمخاطر كثيرة.
** لكن هل ستوافق إسرائيل على تعديل المعاهدة؟
إسرائيل ستوافق تدريجيًا على قدر ما تتقدم مصر فى إصلاح الخلل فى التوازن الإستراتيجى، أى أن تصبح قواتنا المسلحة نداً حقيقيًا لها لا تستطيع أن تتجاهله.
** هل تملك إسرائيل أن تسمح أو لا تسمح ألم نستعد سيناء بالحرب؟
تسمح أو لا تسمح هذا موضوع يتوقف على التوازن العسكرى على الأرض بين الدولتين، وما استعدناه بالحرب هو الجزء الذى احتلته قواتنا فى بداية العمليات العسكرية، والذى يصل إلى ما قبل الممرات الجبلية بقليل، أما باقى سيناء فقد كان محل مفاوضات شاقة بين مصر وإسرائيل بمساعدة وإشراف الولايات المتحدة لتوقيع اتفاقية السلام، وطبعًا كان لابد لإسرائيل أن تحصل على بعض المزايا منها ماهو عسكرى ومنها ما هو سياسى مقابل تخليها عن الأرض، التى تحتلها، وهذه طبيعة الأمور.
** الرئيس مرسى قال إنه سيتم نشر القوات المسلحة داخل سيناء، هل يمكن تنفيذ ذلك؟
أحيانًا ما تكون التصريحات السياسية غير دقيقة، فهذا القول يمثل ما يسعى الرئيس مرسى لتحقيقه، وهو ما يتوقف على قبول الطرف الآخر فى المعاهدة لذلك.
** هل تعتقد أن الإسرائيليين سيقبلون بنشر الجيش الثانى الميدانى فى سيناء؟
لا تستطيع مصر أن تنشر قوات الجيش الثانى الميدانى فى سيناء إلاّ بعد تعديل اتفاقية السلام وقبول إسرائيل بذلك وإلاّ فهى الحرب.
وماذا عن قيام الجيش المصرى بشن صورة من حرب شاملة فى سيناء؟
مقاطعًا.. أنا أرى أن هذا الإجراء غير صائب لعدم توافر أى دليل عن مسئولية البدو عن هجوم رفح، وهو ما يخلق توتراً وعداء إضافيًا بين الجيش والبدو، وهو أحد أهداف إسرائيل من العملية، وقد ترتب على ذلك تعرض ثلاثة مواقع حدودية للجيش المصرى للهجوم مجددًا، حيث قام مسلحون مجهولون فى ساعة متأخرة من المساء بالهجوم فى توقيت واحد على ثلاثة كمائن ونقاط أمنية للجيش المصرى رغم التعزيزات الأمنية وانتشار الجيش المصرى فى سيناء عقب هجوم رفح، وكان الأسلم من ذلك تقدم القوات البرية لتمشيط هذه المنطقة مع الاستعانة بالقوات الجوية فى حالة تعرضها لمقاومة مسلحة أو هجوم مضاد، أما القصف المساحى فهو يؤدى إلى إزهاق أرواح كثيرة بالجملة ربما لا يكون لها علاقة بما حدث، وهو يشبه قصف بشار المجنون للمدن السورية، فهو لا يبالى بمن يقتله ويبرر ما يفعله بأنه حرب على الإرهاب، فأهل سيناء مواطنون مصريون فى مجملهم ولهم علينا حق الأمن والأمان، وأنا لا أتخيل أبدًا أن تقوم طائرات الجيش المصرى بقصف حى مصر الجديدة لوجود بعض العناصر الإرهابية فى أحد المبانى.
** أليس غريبًا أن يتهم بدو سيناء بأنهم خونة أو جواسيس أو تجار مخدرات أو سلاح رغم بطولاتهم ضد العدو الصهيونى طوال 15 عامًا؟
هذا هو شعور الشرطة نحوهم، وليس شعور المواطن العادى، لكن من كثرة ما رددته وسائل الإعلام المنافقة والمعادية لمصلحة الوطن أصبحت صفة ملازمة -بدون وجه حق– لبدو سيناء، تمامًا مثلما دأب النظام البائد وبعض العلمانيين بوصف جماعة الإخوان المسلمين بالمحظورة نكاية بها وبأنها تتبنى الإرهاب رغم عدم صدور عمل إرهابى واحد عن الجماعة منذ أكثر من ستين عامًا، لكنهم فى الحقيقة، البدو والإخوان يتمتعون بالمصداقية والأمانة والإخلاص فى العمل، وإذا وجدت بعض الاستثناءات فهى لا تؤثر على القاعدة العريضة.
** معنى هذا أن الشرطة أخطأت فى التعامل مع بدو سيناء وكان هذا سببًا فى فقد الأمن فى سيناء؟
قد يكون هذا صحيحاً.. وهذا أمر بالغ التعقيد ويتطلب تطهرًا واعتذارًا ممن أساءوا إليهم إذا كنا نبتغى وطنًا واحدًا متصالحًا.
** لذلك السيناويون لا يفضلون التعامل مع الشرطة...؟
مقاطعًا.. لقد كان تعامل الشرطة معهم فى حقبة مبارك كما كانت تعاملاتها مع كافة أبناء الشعب حافلة بالتجاوزات وتتصف بالصفاقة والغطرسة خاصة من قوات الأمن المركزى، التى دأبت على الاعتداء المهين على شيوخ القبائل، مما ترك الكثير من المرارة فى نفوس شباب البدو، وربما كان هذا راجعًا إلى اعتياد أفراد الشرطة على التعامل مع البلطجية والخارجين على القانون مما ترك أثره فى طبيعة سلوكهم، أما أفراد القوات المسلحة فهم يقضون جل عمرهم فى الصحراء والخنادق، وهم بعيدون كل البعد عن المجرمين واللصوص، وبالتالى فهم لم يعتادوا ضرب المواطنين أو استخدام الألفاظ البذيئة فى تعاملاتهم، من أجل هذا احترمهم البدو وأحبوا التعامل معهم لوجود الاحترام المتبادل.
** قبل حادث سيناء صرح المشير بأن الوضع فى سيناء 100%، فما أسباب ذلك التدهور؟
المشير ذكر أن الوضع فى سيناء 100%، وحين راجعه أحد الصحفيين وقال "يعنى الوضع مطمئن" نظر إليه المشير وعاود تأكيده قائلا "موش مطمئن فقط.. أنا قلت 100%"، ولا يوجد لدى تعليق.
** هل تعتقد أن الجيش غير قادر على حماية الحدود فى ظل حكومة الرئيس محمد مرسى؟ وأن الدولة المصرية يجب أن يحكمها حاكم عسكرى وليس مدنيًا؟
إن القول بأن الجيش لم يعد قادراً على حماية حدوده فى ظل حكومة الرئيس محمد مرسى، فيه افتراء كبير على الرئيس مرسى، فهذا عمل عسكرى بحت على المستوى التكتيكى البسيط، ولا يحتاج إلى قرار إستراتيجى، وكان يمكن للقوة الموجودة بالموقع أن تتعامل معه دونما حاجة للرئيس إذا أُحسن تدريبها وتم إبلاغها فى وقت مبكر عن طريق وحدات الاستطلاع والمخابرات الحربية، وليس المخابرات العامة بالمعلومات الوافية عن احتمال تعرضها للهجوم والتوقيت المحتمل.
** من خلال رؤيتك الإستراتيجية أى المواقع أكثر عرضة للهجمات الإرهابية؟
أرض سيناء بأكملها تمثل أهدافًا سهلة لمن يريد أن ينفذ عملية عسكرية، ومما يزيد من فرص نجاحه أنه مجهول الهوية والمكان، فى حين أن الموقع معروف الهوية ومحدد المكان، ويمكن للمهاجم أن يختار الوقت المناسب فى فترات ارتخاء الاستعدادات.
** مع انتشار الأسلحة المهربة والأنفاق، هل غلق المعابر يعتبر حلا منطقيًا؟
مع استبعاد فرضية أن تكون العملية قد تمت بتهريب الأسلحة ودخول الجناة عبر الأنفاق، فإن معظم الأسلحة المهربة من ليبيا استقرت فى سيناء ولم تعبر إلى غزة، وبالتالى فإن تدمير الأنفاق وإغلاق المعابر لن يحول دون تكرار عمليات مماثلة، وإنما فقط سيضيق على الإخوة الفلسطينيين المقيمين فى قطاع غزة وسيحول حياتهم إلى جحيم دون مبرر.
** ما الحلول الإستراتيجية حتى لا يتكرر مثل هذا الهجوم مرة أخرى؟
لا يوجد طريقة سهلة لمنع تكرار هذه العملية، لكن بتعديل بنود اتفاقية السلام الخاصة بحدود المناطق أ، ب، ج، بالإضافة إلى تعديل نوعية الأسلحة المسموح بها فى كل منطقة مع السماح لطائرات الاستطلاع بمسح سيناء جوا بصورة منتظمة يوميًا، فإن الوضع يمكن أن يتحسن جزئيًا، لكننا سنظل تحت السيطرة العسكرية الإسرائيلية نتيجة اختلال ميزان القوى الإستراتيجية لصالح إسرائيل، والذى لن يتغير حتى تبدأ مصر فى تنفيذ برنامجها النووى السلمى لتخصيب اليورانيوم.
** عام 2009 طالبت بضرورة البدء فى برنامج نووى مصرى سلمى لتخصيب اليورانيوم، فما علاقة الأمن القومى بالبرنامج النووى؟
القوة النووية هى قوة ساحقة يخشاها الجميع ويعملون لها ألف حساب، وهى ليست وسيلة حرب نقوم بإطلاقها على العدو، بقدر ما هى وسيلة ردع تمنع العدو من العدوان علينا، ولكى نقرب تصور القوة الرهيبة للأسلحة النووية إلى الأذهان فإننا نذكّر أن القنبلة النووية، التى ألقيت على هيروشيما كانت قنبلة عيارية ذات قدرة تدميرية 20 كيلو طن، وهذا يعنى أن القوة التدميرية الناتجة عن انفجارها تعادل القوة التدميرية الناتجة عن تفجير عشرين ألف طن من مادة TNT شديدة الانفجار، بمعنى آخر تعادل القوة التدميرية الناتجة عن تفجير عشرين مليون كجم من مادة TNT شديدة الانفجار، من قنبلة وزنها ثمانية كيلوجرامات من قنبلة نووية تعادل عشرين مليون كيلوجرام من مادة شديدة الانفجار، ناهيك طبعًا عن الإشعاعات القاتلة من بيتا وجاما، والتى تجعل المكان مهجورا وغير قابل للإعمار لأكثر من ثمانين عامًا، والتشويه الخلقى الذى يصيب عدة أجيال متعاقبة من البشر، حديثنا السابق كله عن قنبلة هيورشيما وهى تعتبر قنبلة بدائية جدًا مقارنة بالقنابل النووية الحديثة عالية العيار، التى تتجاوز قدرتها التدميرية الميجا طن.
** وهذا ما فعلته إسرائيل؟
أتفق معك.. إسرائيل بدأت مشروعها النووى فى الخمسينيات بعد قيامها بعدة شهور، وذلك تحت إشراف شيمون بيريز شخصيًا، وهى تمتلك الآن ما يقرب من ثلاثمائة رأس نووى من النوع عالى العيار، بالإضافة إلى دانات مدفعية نووية يمتد تأثيرها إلى عشرات الكيلومترات لاستخدامها فى المعارك البرية، لذلك لا أمن قومى لمصر دون برنامج نووى مصرى.
** ولماذا لا يكون الحل بتعمير سيناء بدلا من تأمينها عسكريًا وهى أرض خصبة وغنية بالموارد؟
تعمير سيناء وحده لايكفى بدون تأمينها عسكريًا، وإلا كنا كمن يستصلحها ليقدمها مستصلحة ومعمرة هدية للعدو، ناهيك عن المنتجعات السياحية القيمة التى تم إقامتها فى شرم الشيخ ونويبع وخليج نعمة وذهب والتى تساوى مليارات الدولارات، يضاف إلى هذا ما سبق أن طالب به أهل سيناء وجميع عقلاء الوطن بضرورة تعمير سيناء وتوفير سبل العيش الكريم والتعليم والصحة وتملك الأراضى وقبل هذا وذاك الاحترام، وليت المسئولين يعلمون كم يساوى ذلك عند البدو.
** ما تعليقك على عدم حضور الرئيس لجنازة الشهداء..؟
أرى أن للرئيس الحرية الكاملة فى أن يحضر أو لا يحضر جنازة الشهداء رغم أنهم أبناؤنا وإخواننا وتاج رؤوسنا ورأس الرئيس، ولكن لماذا لا نترك للرئيس الحق فى اتخاذ ما يراه لصالح الوطن، لقد اخترنا الرئيس لكى يدير الوطن لحساب الشعب، لكن ليس معنى هذا أن نسيطر عليه ونملى عليه رغباتنا فى كل صغيرة وكبيرة، ومع كل فقد زار الرجل بوحى من ضميره موقع الحدث يرافقه المشير طنطاوى، وزير الدفاع والفريق سامى عنان رئيس الأركان وقتها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.