كشفت مصادر دبلوماسية ل المصريون أن القاهرة قد أبلغت دمشق بضرورة البحث عن حلول جدية لقضية وجود الفصائل الفلسطينية وقياداتها في الأراضي السورية خصوصاً قادة حماس خالد مشعل وموسي أبو مرزوق وزعيم حركة الجهاد الإسلامي ود. رمضان عبد الله شلح وزعيم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين و القيادة العامة أحمد جبريل بعد أن لمست مصر خلال اللقاء الذي جمع السفير الأمريكي ريتشار دوني ووزير الخارجية أحمد أبو الغيط وأن واشنطن تشترط ترحيلهم كبداية للبحث عن حل وسط مع دمشق. وأوضحت المصادر أن القاهرة ستكثف جهودها للبحث عن سبل لإنقاذ سوريا من ضربة أمريكية متوقعة في المستقبل خصوصاً ما بعد أن أدركت القاهرة أن إدارة بوش لديها النية لاستغلال تقرير ميليس في تحقيق ما هو أكبر من فرض عقوبات اقتصادية علي دمشق ، ولم تستبعد المصادر أن تقدم مصر وبعض الدول العربية بعرض لاستضافة بعض زعماء الفصائل الفلسطينية كسبيل لإنهاء العقبات التي تعرقل حل مشكلة سوريا مع واشنطن وإن كانت مصر قد اشترطت أن يحترم القادة الفلسطينيون صيغة الوضع السياسي في مصر وعلاقاتها مع واشنطن وتل أبيب ولا يسببون أي حرج للحكومة المصرية. وأوضحت المصادر أن القاهرة قد لمست استعداد دمشق خلا ل زيارات المبعوثين المصريين المتواليين للأراضي السورية للقبول بأي مقترحات مصرية لحل الأزمة مع واشنطن أو باريس كما أن القاهرة قد أبدت ارتياحاً لقرار سوريا بتشكيل لجنة تحقيق في عملية اغتيال الحريري وهو ما كان مطلباً أساسياً لكل من باريس وواشنطن . من جانب أخر وجهت مصر الدعوة إلي الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان لزيارتها في إطار مساعي مصر لتجنيب المنطقة ضربة أمريكية لسوريا وان القاهرة ستحث عنان علي لعب دور مهم في منع اندلاع مواجهة عسكرية ستكون أثارها المدمرة علي الاستقرار الهش في المنطقة. من جانبه أوضح السفير عبد الله الأشعل الدبلوماسي والمحلل السياسي أن مصر ستفعل كل ما في وسعها لتجنيب المنطقة ضربة أمريكية لسوريا حيث أن هذه الضربة ستكون لها أضرارها علي دول المنطقة تفوق أثارها ما حدث في العراق وستحول سوريا إلي محطة لكل التيارات المتغطرسة لتكرار السيناريو العراقي وهو ما يمكن أن يهدد الأنظمة العربية القائمة وعلي رأسها القاهرة. ولم يستبعد الأشعل إمكانية أن تتقدم مصر بطلب لاستضافة زعماء الفصائل الفلسطينية فضلا عن أن دول خليجية أبدت استعدادها لاستضافتهم إذا كان هذا هو السبيل الوحيد لإنقاذ دمشق وحفظ ما وجهها.