كشفت صحيفة "ميرور" البريطانية، معلومات جديدة تنشر لأول مرة عن الفريق السعودي، الذي قام باغتيال الصحفي البارز جمال خاشقجي، في القنصلية السعودية بإسطنبول، منوهة بأن الفريق يعمل تحت إشراف ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، بشكل مباشر، وأنه أرسل أصابع "خاشقجي" ل"بن سلمان". وتابعت الصحيفة، في تقريرها، أن الصحفي السعودي، جمال خاشقجي تعرض للتعذيب والقتل على يد فرقة استخباراتية، معروفة باسم فرقة النمر، تعمل تحت توجيه وإشراف ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، حسب ما زعمته "ميدل إيست آي" البريطانية. وأضافت أن فريق 50 من المخابرات والعسكريين من ذوي المهارات العالية تشكلوا قبل أكثر من عام وهو معروف جيدًا لأجهزة المخابرات الأجنبية". واستطردت الصحيفة أنه عندما عاد القتلة إلى الرياض، أحضروا معهم أصابع "خاشقجي" وقدموها للأمير الشاب "بن سلمان"، حسب ما أوردته "إن بي سي". وقال مصدر للصحيفة البريطانية: "لقد صرح بن سلمان دائمًا بأنه سيقطع أصابع كل كاتب ينتقده". وأضافت نفس المصادر أن الحارس الشخصي للأمير محمد بن سلمان، ضابط المخابرات ماهر عبد العزيز مطرب، يُزعم أنه أخذ جزءًا من جثمان الصحفي من تركيا في حقيبة كبيرة"، ثم غادر على متن طائرة خاصة يوم القتل ولم يتم فحص حقائبه عندما غادرت الطائرة من مطار أتاتورك، حسبما أوردت التقارير الإعلامية. ويزعم أن "مطرب" قد أجرى سبع مكالمات هاتفية إلى مكتب ولي العهد الخاص في يوم الاغتيال. وكان "خاشقجي" قد كتب عددًا من المقالات التي تنتقد المملكة العربية السعودية ل"ميدل إيست أي" تحت عنوان مجهول الهوية لأنه كان يخشى على حياته، حتى قبل وفاته، بدأ يكتب اسمه في واشنطن بوست. وأشارت الصحيفة إلى أن قبل أشهر من القتل، التقى "خاشقجي" مع شقيق ولي العهد الأمير خالد بن سلمان، السفير السعودي في الولاياتالمتحدة، في ما وصف بأنه اجتماع ودي في السفارة السعودية في واشنطن، حسبما ذكرت مصادر لشبكة "إن بي سي نيوز". وكان "خاشقجي" يزور القنصلية لإنهاء أمور روتينية عندما تم استدعاؤه إلى مكتب الأمير خالد في الطابق العلوي، حيث قضى الطرفان حوالي نصف ساعة معًا في أواخر عام 2017 أو أوائل عام 2018، حسبما ورد. وقالت المصادر إن الأمير خالد كان من بين المسئولين السعوديين الذين كانوا يتصلون ب"خاشقجي" لمدة عام على الأقل في محاولة لإقناعه بالعودة للرياض، مدعيًا أنه سيحصل على عودة دافئة ووظيفة رفيعة المستوى. لكن خاشقجي كان يخشى أن يتم إغواؤه في فخ وسيُسجن أو يحدث له أسوأ من ذلك وقرر عدم العودة، كما قال صديقان له لشبكة "إن بي سي نيوز". وفي السياق، صرح ستة مسئولين أمريكيين وغربيين ل"رويترز" إنهم "يعتقدون أن ولي العهد وهو الحاكم الفعلي للمملكة العربية السعودية، وهو المسئول في نهاية المطاف عن اختفاء خاشقجي بسبب دوره في الإشراف على جهاز الأمن السعودي". لكنهم قالوا إنهم يفتقرون إلى الدليل القوي، في حين يقال إن تركيا لديها تسجيلات صوتية للتعذيب والقتل، لكن المسئولين قالوا إن "الولاياتالمتحدة وحلفاءها لم يحصلوا على التسجيلات". وقال وزير الخارجية التركي ميفلوت جاويس أوغلو للصحفيين يوم الثلاثاء "لم نشارك أي دليل مع أي دولة لكن قد تكون هناك محادثات بين وكالات المخابرات المختلفة" ونوه وزير الخارجية التركي بأن "اعتراف المملكة العربية السعودية مهم، وإن كان متأخرًا"، مضيفًا أن السعودية اعترفت فقط بسبب الضغوط الدولية. ومن جهتها، قالت السعودية إن 18 سعوديًا اعتقلوا وأن العديد من كبار مسئولي المخابرات أقالوا بسبب حادثة مقتل "خاشقجي".