الملابس الشتوية أسعارها ضعف سعر ملابس «الموسم الصيفى» محال إمبابة ووسط البلد ووكالة البلح: الركود سيد الموقف والعمال يفرون منها الوكالة ووسط البلد تخرج ببضاعة «الشتوى» لفك نحس توقف حركة البيع التجار: ارتفاع الأسعار سببه تكاليف خامات التصنيع المواطنون: «مفيش أى أوكازيون والأسعار تعذبنا» أحاديث تتردد كل عام فى المحال التجارية عن الأوكازيون مع اقتراب انتهاء الموسم الصيفى، وبداية فصل الشتاء، من خلال لافتات فى كل مكان، فتحرص الأسر المصرية على النزول والاستفادة من العروض المقدمة والتخفيضات. وجميع المحال بلا استثناء تبدأ الأوكازيون من نسبة 30%، لكن السؤال الذى يطرح نفسه على هذه التخفيضات حقيقية، وما رأى المواطنين فيها، وهل ترضيهم وتلبى احتياجاتهم، فى السطور التالية نستعرض ما يحدث بأوكازيون صيف 2018، وكيف وصل الحال بالتجار، إلى جانب آراء المستهلكين، فضلًا عن حلول الموسم الشتوى بأمطار أسعاره الغزيرة والتى سجلت ضعف أسعار الملابس فى ما سبقها بفترة الخصومات، وبين وكالة بولاق أبو العلا وشوارع وسط البلد وإمبابة، نسلط الضوء على كل ما يحدث فى أسواق الملابس. وكالة البلح المعروفة بسوق الملابس المستوردة الجديدة والمستعملة، والأخرى ذات عيوب تصنيع، يأتى لها الغنى والفقير فهى المكان الذى تنصهر فيه الفوارق الاجتماعية، وعندما يحل سوق التخفيضات لا تستطيع أن تطأ قدماك المكان، ولكن الأمر اختلف هذه المرة، حالة من الركود أصابت السوق. يقول سيد عرفة، أحد البائعين بالوكالة: "الأوكازيون الصيفى غير مؤثر تمامًا، الناس فعليًا أصبحت تفضل أولويات أخرى كالمدارس والطعام واحتياجات المنزل ناهيك عن أن كل هذه الالتزامات ارتبطت بارتفاع الأسعار بشكل كبير خاصة فى الشهور الأخيرة، لذلك الركود ملازم لسوق الوكالة منذ عام تقريبًا مع موجات الغلاء المتتالية ولا يشفع لنا أوكازيون ولا حتى معرض خيرى، وعلى الرغم من أن أكثر المترددين على السوق هم من الموظفين والعمال وأصحاب الدخول المحدودة ولكن شكوى جماعية تأتيني ممن يتعاملون معي وهى "لا تتوفر تعريفة واحدة للرواتب لذلك كيفما نشترى الملابس؟"، مشيرين إلى أن الحال أصبح أكثر محدودية ماديًا وأصبحوا يحتفظون بالملابس لأكثر من عام، وأن من كان يشترى قطعتين من الملابس أصبحت واحدة تكفيه نظرًا لقلة السيولة المالية ولغلو أسعار خدمات أخرى". وتابع: "البائعون فى الوكالة السبب الوحيد الذى يجعلهم يدخلون الأوكازيونات، هو التخلص من البضاعة وبيعها، فالبائع مطالب شهريًا بسداد مديونية إلى تاجر الجملة الذى لا يحب التفاهم وكل تعاملاته بالمال، فمن مصلحتنا دائمًا خفض السعر لترحيل البضاعة، أغلبنا لا يخزن بضاعته للعام التالى بسبب الديون، فبأى طريقة نسدد القسط أول بأول حتى وإن زاد التخفيض عن حده وباع أصحاب المحال بخسارة شديدة". وعلى الجانب الآخر، استعرض الحاج مسعود، أحد البائعين، أسعار موسم التخفيضات وبعض الملابس الشتوية، قائلًا: "الوكالة معروفة بأسعارها المنخفضة لذلك التخفيضات لا يشعر بها الزبائن ولكن كلنا نقتطع جزءًا من السعر الأساسى، ورغم ذلك حركة البيع والشراء ساكنة جدًا، البلوزات الحريمى سعرها يتراوح حسب نوعيتها جديدة أم مستعملة، ويبدأ من 35 جنيهًا إلى 80 جنيهًا، البنطلون الجينز سعره يبدأ من 75 جنيهًا إلى 150 جنيهًا، ال"تى شيرت" الرجالى يبدأ من 25 وحتى 75 جنيهًا، البنطلون القماش الحريمى الملون من 10 جنيهات إلى 30 جنيهًا، و"تى شيرت" الحريمى صاحب رسومات الكومنتات النص منه ب30 جنيهًا والكم ب40 جنيهًا، بينما أسعار الملابس الشتوية البلوزة الحريمى تبدأ من 50 جنيهًا وهى مصنوعة من الصوف وصناعتها ثقيلة لتصل إلى 100 جنيه للقطعة، الكوتشى الحريمى والرجالى فى الأوكازيون يبدأ من 170 جنيهًا إلى 260 جنيهًا، الجاكت الحريمى القطيفة يبدأ من 300 إلى 450 جنيهًا والفرو ب310 جنيهات، قمصان جينز حريمى ورجالى تبدأ من 70 إلى 150 جنيهًا، الفيست القطن الحريمى يبدأ من 50 إلى 120 جنيهًا، الجاكيت الرجالى القماش مبطن قطن يبدأ من 150 إلى 300 جنيه". وعلقت إحدى السيدات على الأوكازيون قائلة: "أحرص على مجيء الوكالة بداية من نهاية شهر سبتمبر كل عام، حيث بداية الأوكازيون الصيفى فالأسعار في متناول ما لدينا، ولكن الأسعار الشتوية أعلى من العام الماضى لأنها مرتبطة بالدولار ومصاريف النقل داخل مصر". وتأتى سيدة أخرى قائلةً: "الملابس المستوردة الاستعمال الخفيف خامتها عالية ومتينة لن أندم أنى أشترى من الوكالة فى يوم ما، فمنذ صغرى وتأتى أمى وتحضر لنا حتى ملابس الدراسة من الوكالة ثقيلة وخامة حلوة جدًا وما بيبانش فيها، وبتتخطف خطف لما نجيبها". وسط البلد بهذه المنطقة المزدحمة توجد المئات من المحال التجارية التى تعمل فى تجارة الملابس، ورغم ذلك لا يشفع كبر العدد فى حرب الأسعار المشتعلة. يقول أحد التجار فى شارع 26 يوليو: "الإيجارات فى وسط البلد عالية ورواتب العمالة مرتفعة بالإضافة إلى غلاء المنتج فى التصنيع كل هذه الأمور تؤثر على المشترى، كما أن الموظفين يفرون من العمل بسبب قلة الإقبال لذا تجدين على كل محل مطلوب شباب للعمل فلن يستمر الشاب أو البنت سوى شهر ويترك المكان". وأضاف متحدثًا عن الأسعار فى الأوكازيون: "الملابس الحريمى فى أكثر رواج من الرجالى، لأن عليها خصومات والإقبال كبير نسبيًا، البلوزات يتراوح أسعارها بين 200 جنيه إلى 380 جنيهًا والفيست القط والكم يتراوح أسعارهما بين 250 إلى 350 جنيهًا، يتراوح أسعار البليزارات بين 300 إلى 500 جنيه، والسالوبيت القماش سعره بين 300 جنيه إلى 400 جنيه والجينز ب350 جنيهًا جميع المقاسات، والبنطلون الليجن جميع الألوان أسعاره تتراوح بين سعره بين 250 جنيهًا إلى 390 والفساتين يتراوح سعرها بين 400 و 600 جنيه". وعن ملابس الأطفال، قال: "الفئة التى لا ينفع معهم أوكازيون ولا أي شيء فدائمًا أسعارهم مرتفعة، البنطلون للأولاد من 10 سنوات إلى 15 عامًا ب250 جنيهًا والتى شيرت نص ب280 جنيهًا والكم ب310 جنيهات، أما فئة البنات من أعمار 7 إلى 10 سنين الفستان ب 300 جنيه، ومن سن 11 إلى 15 عامًا يبدأ من 280 جنيهًا إلى 350 و385 جنيهًا، أما بالنسبة للجيب للبنات من 10 إلى 15 سنة تترواح أسعارها بين 280 إلى 315 جنيهًا. وتابع: "بالنسبة للملابس الشتوية كل أسعارها ضعف أسعار الملابس الصيفى، لأن الموسم الشتوى يبدأ من شهر أكتوبر وحتى شهر يناير من العام الجديد والأسعار تظل مرتفعة حتى نهاية شهر ديسمبر". وقال مسعد جابر، صاحب محل للملابس الرجالى فى شارع قصر النيل: "التخفيضات هنا تختلف عن أى مكان آخر فأنا أبيع القطعة وعليها واحدة هدية فلابد أن أتخلص من البضاعة الصيفى قبل أن ينتهى الموسم وبشكل عام الأسعار فى متناول الجميع، القميص النص من 260 إلى 300 جنيه والكم من 240 إلى 320 جنيهًا، أما البنطلون القماش من 300 إلى 370 جنيهًا والجينز من 280 إلى 350 جنيهًا، والكوتشى الرجالى يوجد ب350 جنيهًا إلى أن نصل 500 جنيه، والحريمى من 250 جنيهًا إلى 400 جنيه". وتقول إحدى السيدات المترددات على منطقة وسط البلد: "لا فرق بين الأوكازيون وبداية الموسم، فالأسعار مرتفعة جدًا، وصدمت عندما وجدت الملابس الشتوية للجواكت الفايبر تترواح بين 400 إلى 600 جنيه والبلوزات الصوف تبدأ من 300 إلى 360 جنيهًا أما الجواكت الجينز الحريمى تتراوح بين 310 إلى 420 جنيهًا". وقال أحد المواطنين: "أحرص على النزول فى فترة الأوكازيون لأن الأسعار منخفضة، ولكن لا أرى فرقًا فى هذه الأسعار الغريبة وبداية الموسم الصيفى، أنا لدى 4 بنات فى مراحل دراسية بين الإعدادية وواحدة ستدخل الثانوية العامة العام القادم كل واحدة ليس أقل من 800 جنيه حتى أوفر لها قطعتي ملابس وعن الشتوى سنستخدم الملابس القديمة". إمبابة فى هذه المنطقة الشعبية لا يتنازل أى تاجر أو بائع عن التخلص من بضاعة الصيف، والكل يصر على الأوكازيون وتخفيض الأسعار حتى تباع البضاعة، ولا يوجد على الإطلاق أى متجر به الملابس الشتوية مع بداية الموسم الجديد. يقول فتحى عوض صاحب أحد المحال التجارية: "حركة البيع والشراء هابطة، سكون تام، علينا ديون كثيرة كيف سنسدد قيمتها إلا بحرق البضاعة الصيفى؟ كالمعتاد أفتح المحل من الساعة 11 قبل الظهر وحتى 12 صباحًا ولا يتعامل معى سوى 5 أو 7 من المواطنين وأغلبهم تساؤلات فقط". أما سعاد خالد مالكة أحد المتاجر قالت: "لا يفرق مع الأهالى أوكازيون أو أى عروض فالكل مشغول بالمدارس والدروس الخصوصية والاحتياجات الأخرى، ولكن الوضع للأسف سيئ جدًا فى سوق إمبابة فالهدوء تام لدرجة أن العمال يتركون أعمالهم معنا هربا من هذا الركود". وعن الأسعار المتداولة فى إمبابة داخل عروض التخفيضات الصيفية: "الفستان الحريمى يتراوح سعره بين 300 جنيه إلى 500 جنيه، أما الجيب الجبردين من 280 جنيهًا إلى 300 جنيه والجينز من 250 إلى 300 جنيه والقماش من 150 جنيها إلى 200 جنيه، البلوزات تترواح أسعارها بين 210 إلى 350 و380 جنيهًا، والرجالى البنطلون الجينز يبدأ من 250 إلى 350 جنيهًا والتى شيرت النص من 120 إلى 250 جنيهًا والكم من 150 إلى 265 جنيهًا والقمصان تبدأ من 200 إلى 350 جنيهًا". وللتعليق قال محمود العسقلانى، رئيس جمعية مواطنون ضد الغلاء، إن حالة سوق الملابس بشكل عام فى مصر تعانى من أمرين متزاوجين، وهما الركود والتضخم فحالة ثبات حركة البيع والشراء شديدة بهذا العام، مشيرًا إلى أن أغلب العمال والبائعين فى بعض الأسواق يقضون وقتهم داخل المحال نائمين نصف الوقت والنصف الآخر يشاهدون المباريات مرجعين السبب إلى توقف البيع. وأضاف "العسقلانى"، خلال تصريحات خاصة ل«المصريون»، أن الحل فى هذه الحالة هو تفعيل فترة الأوكازيون بشكل حقيقي ويعمل البائعون على جدية التخلص من البضاعة التى بحوزته حتى ينتعش السوق ولا يضطر إلى تخزين البضاعة للعام القادم ويتطلب الأمر تضحية كبيرة من البائعين حتى وإن باعوا بسعر المصنع أفضل من خسارة البضاعة، وتراكم الديون، كما أيضًا على أصحاب المحال تطبيق العروض والأوضاع السوقية المتعارف عليها فى أسواق العالم من تخصيص ما يعرف بالبلاك فراي داى وفكرة الأوكازيون الأسبوعى". وتابع: "ورغم ما يعانيه التجار من ركود إلا أنهم لا يخفضون الأسعار بشكل جيد، ويتلاعبون، فمعنى أن يحتفظ البائع ويتشبث بالأسعار المرتفعة فى فترة الأوكازيون هؤلاء يعرضون أنفسهم وأسواق البيع إلى حالة الانتحار الاقتصادى، فإذا تخلص البائع من بضاعة الأوكازيون وحصل على أموال يستطيع سد جزء من دينه إلى جانب شراء البضاعة الجديدة الخاصة بالموسم المقبل سواء الشتاء أو الربيع أو غيرهما". واستكمل: "توجد حالة مرضية لدى التجار المصريين وهى حب زيادة المكسب والصعود بالربح من الأسعار إلى أعلى وأكثر من ذلك ومن هنا تأتى صفة الجشع التى تصيب غالبية التجار دون الإحساس بالمواطن الذى يبحث عن الاستقرار والحصول على احتياجاته بكرامة". وعن ارتفاع أسعار الملابس الشتوية، أكد "العسقلانى"، أن السبب وراء ذلك هو الصناعة التى أصبحت مكلفة وكل مدخلاتها، فضلًا عن الزيادات التى أصابت خدمات كثيرة خلال النصف الثانى من العام الجارى على السولار والبنزين الأساسيين في عملية النقل والمواصلات، فهذا ينعكس على أسعار المنتج، أما التباين فى الأسعار بين الأسواق يعود لاختلاف الخامات وجودتها وأسلوب التصنيع من شركة إلى أخرى وتأتى نوعية المنطقة فى المرتبة الثانية التى تؤثر على الأسعار فالمكان الشعبى يختلف عن السوق الراقية.