اعتقدنا لسنوات أن المصريين لن يهزمونا وأننا سنقهرهم ونحتل المزيد من الأراضي مقاتلو الحصن رأوا استعدادات المصريين وابلغوا قيادتهم لكنها لم تستجب 6 من الجنود قتلوا حين حاولوا إنقاذ أنفسهم خارجين من المعقل وأياديهم مرفوعة جندي: عندما تقترب ذكرى الحرب أحاول تجاهلها وأقول: أرجوك لا تعودي مجددًا قال موقع "عيشير تي في" الإخباري العبري، إن عددًا من الجنود الإسرائيليين الذين كانوا يتحصنون بأحد المعاقل على الضفة الشرقية لقناة السويس خلال حرب 1973، كانوا أول من عرف بنوايا الجيش المصري بعبور القناة، في الوقت الذي تركتهم فيه القيادة السياسية بإسرائيل يواجهون مصائرهم بأنفسهم. وأضاف في تقرير بعنوان "قصة الحصن والأسر المصري"، أنه اليوم ومع اقتراب الذكرى ال45 للحرب التي انتصر فيها الجيش المصري يروون شهاداتهم والآلام التي لاقوها نتيجة الهجوم المباغت آنذاك. وقال الرائد احتياط رافي الدن، قائد أحد الحصون الإسرائيلية على ضفة القناة خلال تلك الحرب قوله: "خلال خريف 1973، وصل جيل جديد من المقاتلين إلى منطقة (همفاتسيح) والتي كانت تضم مواقع تحصينية على ضفة قناة السويس، قبلها ب6 سنوات كانوا هؤلاء المحاربون تلاميذ في المدرسة الثانوية ولم يشتركوا في حرب 1967، كانت مرحلة اعتقدنا فيها أن المصريين لن يهزمونا، كانت لدي قناعات أنه إذا اندلعت الحرب، فإن الجيش الإسرائيلي سيقهر العدو ويحتل مزيدًا من الأراضي". وأضاف الموقع: "في ذلك التوقيت، الست سنوات التي سبقت 1973 لم يكن لدى الجماهير الإسرائيلية أي معلومة عن رفض حكومة جولدا مائير مقترحًا أمريكيا للسلام بين إسرائيل ومصر، ورفضها مقترحًا مصريًا آخر تبناه الرئيس الأسبق أنور السادات من أجل التوصل لترتيب مقابل الانسحاب من سيناء". وأشار إلى أنه "في الأيام السابقة لحرب يوم الغفران لم تتوافر معلومات استخباراتية لدى الحصون والمعاقل على الضفة الشرقية للقناة، لكن مقاتلي حصن (همافتسيح) رأوا كل شيء". وأوضح: "المقاتلون رأوا تعزيزات القوات التابعة للجيش المصري والاستعدادات لعبور قناة السويس، وكل الدلائل والمؤشرات الممكنة التي تؤكد قرب نشوب المعركة، عندما ضرب هؤلاء المحاربون الإسرائيليون صافرات الإنذار وأبلغوا المسؤولين عما رأوا بالجانب الآخر المصري، لم تتحرك إسرائيل ووقفت ساكنة ومكتوفة الأيدي". وقال الدكتور داني بيلج، الطبيب الذي كان ضمن قوة الحصن: "تلقينا تعليمات مفصلة بأن نتوقف عن الشعور بالهلع، بعدها بأيام اندلعت حرب الغفران التي فاجأت الجميع، ماعدا نحن، كنا نعلم أنها قريبة وفي يوم ال7 من أكتوبر، اليوم التالي، أدركنا أننا بمفردنا ومحاصرون من قبل الجيش المصري". وأضاف: "عندما تقترب ذكرى حرب 1973 أحاول أن أتجاهلها، سنويًا أفعل هذا الشيء ؛ أحاول أن أمنع تكرار هذه الذكري بيدي وأقول لها: أرجوك لا تعودين من جديد، لا تأتي هذه المرة أيضًا". وذكر الموقع، أنه "في 8أكتوبر، اليوم الثالث للمعارك سقط حصن (همفاتسيح) وقتل 6 من جنوده حينما حاولوا إنقاذ أنفسهم والخروج من المعقل وأياديهم مرفوعة في وضع الاستسلام، باقي المقاتلين سقطوا في الأسر وتم نقلهم لأحد المعتقلات المعروفة بشهرتها في القسوة، وهناك شاهد الأسرى الجحيم بأعينهم وتعرضوا للضرب المستمر". وزعم مناحيم فيلدمان، أحد جنود الحصن أنهم تعرضوا للضرب والتعذيب أثناء احتجازهم، مضيفًا: "في المساء أستيقظ من أقل كلمة وأقل الأصوات ضجيجًا، كان لحرب يوم الغفران تأثيرها النفسي والعصبي علي، إنني أتذكر كل شيء ولم أنس". وقال يارون حيفيتس، كان من بين أفراد الحصن: "الزمن لم يشف أحد منا والجرح لم يندمل، ما يغضبني هو أن كل المنظومات السياسية والأمنية والاستخباراتية والعسكرية بإسرائيل لم تكلف نفسها عناء توقع نشوب الحرب".