شهدت مصر العام الماضى سيولاً شديدة فى مختلف محافظات الجمهورية لاسيما المحافظات الساحلية التى تسببت فى قطع الطرق واحتجاز السيارات لكثرة تراكم المياه على الطرق، كما انقطع التيار الكهربائى فى عدة المناطق وغرق وموت العديد من المواطنين والمواشى وتجريف المنازل. وتستعد الحكومة والمحافظين فى الفترة المقبلة لمواجهة شبح السيول المنتظر فى فصل الخريف الذى قد يحل بعد 20 يومًا على مصر وبالتحديد فى 22 سبتمبر الجارى، وهو ما دفع الهيئة العامة للأرصاد الجوية لإصدار بيان تحذيري للمحافظات للتأهب لاستقبال هذا الفصل رغم كونه من أجمل فصول السنة بأنه يشهد العديد من التحولات الجوية التى يأتى فى مقدمتها الأمطار الرعدية التى تصل لحد السيول. وأكد الدكتور أحمد عبد العال رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للأرصاد، أنه من المنتظر أن يبدأ فصل الخريف على مصر 22 سبتمبر الجارى ويستمر لمدة ثلاثة شهور مقبلة. وأضاف رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للأرصاد، فى بيان أن الخريف يعتبر من أجمل فصول السنة على مصر إلا أنه أحيانًا ما يتخلله حالات من عدم الاستقرار فى الأحوال الجوية إذا ما توافرت بعض التوزيعات الضغطية التى تؤدى إلى ذلك وينتج عنها بعض الظواهر الجوية العنيفة وعلى رأسها تكاثر السحب الممطرة والرعدية، والتى يصاحبها عادة سقوط للأمطار الغزيرة على السواحل الشمالية للبلاد خاصة محافظة (الإسكندرية) وتصل لحد السيول أحيانًا على محافظات صعيد مصر وسلاسل جبال البحر الأحمروسيناء نظرًا لطبيعتها الجغرافية. وأهابت الهيئة العامة للأرصاد الجوية بكل المحافظين والمسئولين لهذه المحافظات اتخاذ كل التدابير والاستعدادات اللازمة مبكرًا لمجابهة هذه الظاهرة بهدف تأمين وسلامة أرواح المواطنين والمنشآت وللمحافظة على شبكة الطرق وعلى تأمين حركة السياحة وانتظام حركة المرور داخل جميع المحافظات. وأكدت الهيئة أنها سوف تصدر تحذيراتها وإرسالها للمحافظات المعنية بسوء الأحوال الجوية فيها وعلى رأسها ظاهرة السيول قبل حدوثها على الأقل ب72 ساعة على الأقل. ومن جانبه أكد الدكتور محمد عبد العاطى وزير الموارد المائية والري، أن سيول هذا العام قد بدأت مبكرًا على غير العادة، ويرجع ذلك إلى تغير نمط التغيرات المناخية وما يصاحب ذلك من تغير سلوك الانهمار المطرى والسيول المصاحبة لها، إذ تساقطت أمطار خفيفة إلى متوسطة الشدة على جبال سانت كاترين لمدة لم تستغرق سوى ثلث ساعة متجهة إلى الوديان بمنطقة الإسباعية والنبى صالح، موضحًا أن الأعمال الصناعية التى أنشأتها أجهزة وزارة الرى بمحافظة جنوبسيناء، كان لها الأثر الأكبر فى حماية منطقة الإسباعية والنبى صالح وطريق سانت كاترين الرئيسى والمبانى والمنشآت الحيوية. وأضاف عبد العاطي، فى تصريحات صحفية له أن بحيرة التخزين رقم 2 استقبلت حوالى 10 آلاف متر مكعب من مياه السيول والتى يمكن استخدامها من خلال أهالى سيناء فى أغراض الشرب والزراعة والنشاط الرعوي، وأن سد الإسباعية الذى تم افتتاحه منذ فترة وجيزة وقف كحائط صد منيع أمام تدفقات المياه وحمى التجمعات السكنية بالمنطقة، مؤكدًا أنه يتم التنسيق بين غرفة عمليات محافظة جنوبسيناء وغرف العمليات المركزية بالوزارة، وأجهزة الوزارة بموقع الحدث يسير على قدم وساق، وتم رفع درجات الاستعداد على كل المستويات للتعامل مع السيناريوهات المحتملة لإدارة السيول. من جانبه قال النائب أحمد محمد حسن عن دائرة البحر الأحمر، إن محافظة البحر الأحمر فى السنوات الماضية كانت من أكثر المحافظات والمدن التى تضررت من السيول كما شاهدنا فى العام الماضى كيف تأثرت الطرق من تلك السيول. وفى تصريح ل"المصريون" قال نائب البحر الأحمر إن المحافظة تستعد من الآن بالتعاون مع وزارة الرى لمواجهة خطر السيول عن طريق بناء سداد وآبار ومخرات مائية للتقليل من الخطر وحفاظًا على أرواح المواطنين. وأشار حسن إلى أن المحافظة خصصت مناطق للإغاثة كما أن هناك تعليمات لكل رؤساء مدن البحر الأحمر لمواجهة تلك المياه الجارفة. ونوه عضو البرلمان بأن المناطق التى تم عمل سدود بها هى "طريق قناالبحر الأحمر، حلايب وشلاتين، رأس غارب". وفى تصريح ل"المصريون" قال النائب رائف تمراز عضو، لجنة الزراعة بمجلس النواب، إن الحكومة لابد أن تستفيد من تلك المياه الناتجة عن السيول مثل الدولة المتقدمة وألا تعتبرها كارثة خاصة أننا نواجه فقرًا مائيًا وهناك تصحر لبعض الأراضى الزراعية نتيجة قلة المياه. وأضاف تمراز أنه لابد أن يكون هناك تنبؤ قبل تغير المناخ وإيصال المعلومة للفلاحين والمزارعين من قبل هيئة الأرصاد الجوية حفاظًا على المحاصيل الزراعية بتعريف الفلاح بأن هناك مناخًا سيئًا لزراعة محاصيل تواكب ذالك المناخ. ونوه عضو مجلس النواب بأن هناك عوائق تواجه الحلول التى تقوم بها الحكومة بأماكن بناء السدود والمخرات أمام تلك السيول ببناء فنادق ومنتجعات سياحية عليها. وطالب تمراز الحكومة بأنه لابد أن يكون هناك عبرة من السيول التى كانت فى العام الماضى ومواجهتها بطرق علمية عن طريق بناء سدود وآبار ومخرات مائية حتى لا تكون عائقًا أمام المواطنين وألا تزهق الأرواح نتيجة الغرق الذى يتعرض له المواطنون من خلال تلك السيول قبل أن تحل على البلاد.