أكد تقرير أمريكى أن الهجوم الدموى على القوات المصرية فى سيناء، يوم الأحد الماضى، والذى أسفر عن استشهاد 16 جندياً مصرياً كان متوقعاً بالنظر إلى الهجمات المتواصلة التى تعرضت لها الحدود المصرية - الإسرائيلية منذ اندلاع الثورة، ومن بينها تفجير خط الغاز لإسرائيل 15 مرة. وقال التقرير الصادر عن "معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى": "إن التهديد الذى يشكله استمرار حالة عدم الاستقرار فى سيناء على السلام فى المنطقة يحتم على واشنطن التأكيد على نقطتين لقادة مصر العسكريين والإسلاميين: أولاً، أنه ينبغى على واشنطن إبلاغ الرئيس مرسى أن استجابته لهذه الأزمة ستقدم أول دليل حقيقى على صدق تعهداته بالتزامه بالمعاهدات الدولية لمصر، بما فى ذلك الحفاظ على معاهدة السلام مع إسرائيل، مشيرة إلى أنه على عكس أزمة خطاب الرئيس الإسرائيلى شمعون بيريز، فإن أحداث سيناء تحمل تداعيات خطيرة على أمن وسلام المنطقة. وأشار إلى أن مرسى حتى الآن لم يكشف عن رهاناته، فهو من ناحية، أصدر بياناً شديدَ اللهجة يدين فيه الهجوم، ويتعهد بملاحقة ومعاقبة الجناة، كما سافر إلى العريش بصحبة المشير حسين طنطاوى لتقييم الوضع بنفسه. ومن ناحية أخرى، سمح لزملائه فى جماعة الإخوان المسلمين بإصدار بيان يتهم جهاز المخابرات الإسرائيلية، الموساد، بالوقوف وراء الاعتداء، ويحذر المصريين من أولئك الذين يحاولون تخريب الثورة. وأضافت أن اللحظة تحتاج إلى اتصالات خاصة وحازمة للرئيس مرسى، مفادها أن الزعيم المسئول، والذى يحتاج الدعم الدولى لدعم اقتصاده المتداعي، لا ينبغى عليه أن يمارس "ألعاباً صبيانية" لإثارة الرأى العام المصري"، وأن أى جهد جاد لمنع تسلل الإرهابيين إلى سيناء يتطلب التنسيق مع إسرائيل، والتى لا يمكنها أن تمضى قدماً فى بيئة من الانتقاد العام. أما النقطة الثانية، بحسب التقرير، فهى أن صناع السياسة الأمريكية ينبغى عليهم التأكيد على الجيش المصرى بأن واشنطن تعتبر أمن سيناء جانباً أساسياً من السلام بين مصر وإسرائيل، وأن الاستمرار فى تقديم المساعدات العسكرية لمصر مرهون بالجهود والموارد التى يتم استثمارها لأداء هذه المهمة. وعلى الرغم من أنه تم السماح لمصر إدخال سبع كتائب إضافية فى سيناء العام الماضى، إلا أن هذه القوات - وفقاً للتقرير - غير مجهّزة بشكل ملائم، كما تتجنب القيام بدوريات فى المناطق التى تتمركز فيها العناصر الإرهابية، خاصة فى العريش ورفح. ولفت التقرير إلى أن التواجد الأمنى المصرى على الحدود مع إسرائيل يعانى من عجز خطير، لدرجة أن الدوريات الإسرائيلية تضطر أحياناً إلى توفير الغذاء والضروريات الأخرى لنظرائهم المصريين. واختتم التقرير قائلاً: "إنه مع سقوط 16 شهيداً فإن مصر أصبح لديها ما يكفى من الأسباب لتقوم بتعزيز تواجدها الأمنى فى سيناء من تلقاء نفسها، وأن طنطاوى ورفاقه ينبغى عليهم أن يدركوا أنه ستكون هناك آثار واسعة النطاق لكيفية تعامل مصر مع هذا التحدى، وأن الفشل فى توجيه الأشخاص والموارد المناسبة لشبه جزيرة سيناء قد يؤدى إلى إعادة تقييم شاملة للمساعدات العسكرية التى تقدمها الولاياتالمتحدة لمصر".