منذ انهيار النظام السابق, وأنا ساكت عما يجرى فى ماسبيرو, وقد توالى على هذا المبنى أربعة قاموا بأعمال الوزير, من أول اللواء طارق المهدى ثم الدكتور سامى الشريف, فالصحفى أسامة هيكل, ثم الوزير أحمد أنيس, لنصل إلى صلاح عبد المقصود. وأما أحمد أنيس فأعتقد أنه رجل محترم, فى طريقة محاولاته لتسكين نزيف الدم داخل المبنى, وهو الآن تقاعد, وأما اللواء طارق المهدى, فهو كان كزائر على السحور, وسط الاستعجال قبل بدء يوم جديد, ثم بدأ اليوم بسامى الشريف,وبعده أسامة هيكل,وكلاهما أعاد لماسبيرو شيخوخة الخواجة مجهول الذكر "ماسبيرو". فالشريف بدا وكأنه أستاذ جامعى فى أى تخصص عدا الإعلام, وسلم حقيبة الاستشارة لأكاديمى كان يعمل مستشارًا إعلاميًا لرئيس تحرير الأهرام أسامة سرايا, وأنا قلت هذا الكلام على الهواء داخل التليفزيون المصرى, وكنت أنفخ فعلا فى الهواء. أما الصحفى أسامة هيكل الذى يهاجم اليوم الوزير الجديد, الذى لا ندرى ماذا سيفعل؟ فهو أكثر من أساء إدارة هذا المبنى, بل فى شهور وزارته, قد عيّن من معارفه ومعارف معارفه, عددًا كبيرًا من المذيعين والموظفين, ولم يقدم سياسة واضحة لما يجب أن يكون عليه الإعلام المصرى, وكان معذورًا فى ذلك لأن الإعلام ليس ملعبه ولا مهنته, وظل يحاول أن يوهم من حوله بأنه مبعوث العناية العسكرية, وغاية إنجازاته التى يفخر بها –حسب وجهة نظره- هو غلق قناة الجزيرة مباشر مصر, مع أن لعشرات الفضائيات خطايا ومخالفات قانونية تجيز غلقها أولى من الجزيرة. وعدنا إلى مربع الكاميرات على النيل, والضرب فى المليان بالتحرير, فلهذا أستغرب جدًا من أن ينطق أسامة هيكل بعد كل هذه الشهور, ليهاجم وزيرًا جديدًا, بحجة أنه يخدم نظامًا إخوانيًا, مع أن غيره – وأسامة يعلم- كان يخدم نظامًا مباركيًا ثم عسكريًا تطوعيًا-, ثم ما غاظنى هو ادعاء هيكل أنه كان"بصدد إعادة هيكلة المؤسسات الإعلامية وتحويلها لشركات قابضة, تتبعها مجموعة من الشركات وإنشاء مجلس أعلى للبث المسموع والمرئى". مع أن ذلك المشروع كان مطروحًا منذ أيام الفقي, يعنى لم يأتِ أحدٌ ما, بجديدٍ ما. وللعلم فهذا الكلام نشرته ب"المصريون" ثم أعادت نشره جريدة التحرير أثناء تولى هيكل الوزارة. ماسبيرو يبدأ الإصلاح بتفكيك المسلمات, بإعادة النظر فى شكل القطاعات داخله, بالبدء فى إنشاء كيانات جديدة مفيدة.. كقناة لتوثيق تاريخ مصر, بإعادة تشكيل مجلس الأمناء من غير ذوى المصلحة, ومن أهل الفن الحقيقيين, بإعادة كتابة همزة الوصل بين الناس وأخبارهم, وبين الحكومة والشعب, بتسليط الضوء على السلبيات بشعار هذا ينبغى إصلاحه, لا بشعارات التخوين والإفشال والهوس الفضائى, ماسبيرو بحاجة لمعجزة إرادة كفاءات مصرية.