حالة من الخوف والهلع تعيشها مدينة السويداء التى يسكنها الغالبية الدرزية، بعد ساعات من وقوع 3 تفجيرات نفذها انتحاريون بأحزمة ناسفة، تبناها تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش). وارتفعت حصيلة التفجيرات التي نفذها داعش إلى 250 قتيلاً معظمهم من المدنيين. وأفاد المرصد السوري اليوم الخميس أن معظم المدنيين تم تصفيتهم داخل منازلهم، بالإضافة إلى آخرين فارقوا الحياة متأثرين بإصابتهم. التفجيرات التي وقعت وسط أحد الأسواق الشعبية في المدينة وأربكت الأوضاع الأمنية فيها، ترافقت مع هجوم عسكري قاده التنظيم المتشدد على القرى المجاورة. ولم تشهد المدينة منذ اندلاع الأزمة في سوريا أحداث عنف كما حصل مثل ما يحدث الآن ، حيث يلقي الناشطون في السويداء اللوم على النظام السوري، الذي نقل في مايو 2018، نحو ألف من مقاتلي تنظيم «الدولة الإسلامية» من مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين بريف دمشق إلى منطقة الأشرفية والعورة التي تبعد أقل من 10 كيلومترات عن السويداء. ووفق روايات الأهالي فإن قتلى عناصر التنظيم يحملون هويات شخصية تُثبت أنهم من مخيم اليرموك ، وأن السكان يعتقدون أن الانسحاب المفاجئ للنظام من البادية، وعدم اتخاذ أي تدابير ووسائل حماية لقرى المنطقة، تسببا في هذه الكوارث. الناشط الإعلامي مالك أبو خير قال على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، إن المدينة شهدت اجتماعاً بين وجهاء المدينة وممثلين عن النظام، مضيفا أنهم أكدوا للمرة الألف، رفض مشاركة شباب السويداء في المعارك ضد أي سوري، والبقاء ضمن الجبل؛ لحمايته فقط. وأضاف: "اليوم آجى الرد على قرار هالرفض من قِبل تنظيم داعش اللى تم نقله بصفقة علنية من مخيم اليرموك نحو بادية السويداء". يذكر أن أهالي مدينة السويداء يرفضون منذ عدة سنوات، إرسال أبنائهم لأداء الخدمة العسكرية في الجيش السوري، وشكلوا قوات من أبناء المدينة، مهمتها حماية المدينة من أي هجوم، وعدم التدخل في المعارك التي يشنها النظام ضد مناطق المعارضة في باقي المناطق. وقد قام أهالي السويداء بتشكيل حركة رجال الكرامة عام 2015 على يد الشيخ أبو فهد وحيد البلعوس، ومهمتها الأساسية حماية السكان الدروز في السويداء من أي هجوم أو جهة، وتقف موقف الحياد في الأزمة السورية، فهي لا تصنف نفسها على أنها معارضة أو موالاة. وتخضع الحركة لقيادتين من المراجع الدينية؛ هما: الشيخ أبو عدنان ركان الأطرش، والشيخ أبو حسن يحيى الحجار، وهما يجمعان ما بين الشؤون الدينية والعسكرية للحركة. من جانبه قال الناشط السوري ماهر شرف الدين إن ما يحدث في السويدا هو أن الروس يريدون للدروز أن يكونوا "شرطة" المنطقة الجنوبية، بعد الانسحاب الإيراني (الذي يتمّ الترتيب له على قدم وساق). وأضاف علي حسابه علي تويتر الاجتماع الأخير للوفد الروسي في السويداء أوضح بكل صراحة بأن جيش الأسد لا يملك الأعداد الكافية لتغطية انسحاب ميليشيات إيران في الجنوب. ولذلك طالب الروس مشايخ السويداء بالتحاق الأربعين ألف متخلّف عن الخدمة العسكرية ، لافتا إلي أن التهديد جاء بتصنيف حركة مشايخ الكرامة ك"حركة إرهابية" لأنها هي التي قدَّمت وتقدّم الغطاء لعدم التحاق الشباب الدروز بالجيش ، وما حصل في السويداء هو الترجمة الدموية لكل ذلك.