"صاحب قراره وهو رئيس لكل المصريين وملتزم بتحقيق إصلاح ديمقراطي في مصر"، هكذا علق وزير الدفاع الأمريكي، ليون بانيتا إلى القاهرة على لقائه الثلاثاء مع الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية، وهو ثاني أرفع مسئول أمريكي يلتقي الرئيس المصري منذ انتخابه الشهر الماضي. ولم يفت بانيتا الذي التقى أيضًا المشير حسين طنطاوي، وزير الدفاع، القائد الأعلى للقوات المسلحة الإشارة إلى أنه و"بناء على ما شاهدته في نقاشاتي، الثلاثاء، فإن مرسي وطنطاوي لديهما علاقات جيدة جدًا ويعملان معا". وقال إنه يعتقد أنه من الواضح أن مصر بعد الثورة "ملتزمة بتشكيل حكومة ديمقراطية ستمثل كل المصالح ولهذا السبب فإنني متأكد أن الديمقراطية هنا ستكون ممثلة بشكل كامل". وأشار إلى أن الولاياتالمتحدة تعد نموذجا لهذه الديمقراطية، مضيفا: "فلدينا آراء مختلفة بشكل كبير حول كيفية التعامل بالنسبة لموضوع معين، لكن في إطار النظام الدستوري، ومتأكد من أن نفس الشيء سيحدث في مصر". وقال السفير المصرى السابق بواشنطن عبد الرءوف الريدى: "القيادات الأمريكية تتوالى على مصر من أجل التعرف على الرئيس الجديد محمد مرسى ورئيس الوزراء الجديد والتعرف على التطورات الداخلية فى مصر، فالأحداث فى مصر وضعت أناسًا جددًا فى موقع السلطة يهتم المسئولون الأمريكيون بالتعرف جيدًا عليهم والتعرف على الأوضاع المصرية بعد تسليم المجلس العسكرى للسلطة". وأكد الريدى أن المسئولين الأمريكيين حريصون على أن تكون عملية السلام مستمرة وقائمة ولا يعوقها أى مشكلات وجاءوا للتأكد من أن مصر ملتزمة باتفاقية السلام وحريصة عليها. ورجح الريدى أن يكون النقاش قد تناول تزويد مصر بصواريخ الكروز وهى من الصواريخ الهائلة والتى تهتم مصر بامتلاكها وأمريكا حريصة على أن تكون العلاقة بين البلدين سلسة والعلاقة بين مصر وإسرائيل مستقرة. واعتبر أن الهاجس الأكبر لدى أمريكا وإسرائيل الآن هو إيران، وأمريكا وإسرائيل تسعيان للحصول على تطمينات من مصر وعلاقة أمريكا بالإخوان علاقة جيدة ومستقرة. وتوقع الريدى أن يحضر نائب الرئيس الأمريكى لمصر لمقابلة محمد مرسى متمنيًا أن يزيد التعاون الإستراتيجى بين مصر وأمريكا. وقال اللواء محمد قدرى سعيد، الخبير الإستراتيجى والعسكرى إن زيارة وزير الدفاع الأمريكى جاءت للتأكيد على العلاقات العسكرية بين مصر والولاياتالمتحدة. وأوضح ل"المصريون" أن اللقاء الذى جمع بانيتا ومرسى بقصر الاتحادية، بحضور المشير حسين طنطاوى، وزير الدفاع، أثبت أن العلاقات العسكرية بين واشنطنوالقاهرة التى انطلقت منذ السبعينيات مستمرة حتى الآن لكن السلاح الأمريكى الموجود فى مصر والتدريبات العسكرية تتطلب تطوير العلاقة بين الدولتين. وأشار إلى أن وزير الدفاع الأمريكى فى الوضع العادى يتعامل مع الرئيس ووزير الدفاع على حد سواء وما يهمه هو المصالح الأمريكية فى مصر، مؤكدًا أن الموضوع الرئيسى بين مصر وبين الولاياتالمتحدة قبل وبعد الثورة والذى دار فى الاجتماع هو أمن إسرائيل ودور أمريكا فى تأمين ذلك. وأضاف أن أمن الحدود هو النقطة الجديدة التى أثيرت فى لقاء مرسى بوزير الدفاع الأمريكى، مشيرًا إلى أنه لم يكن هناك اهتمام بهذا الموضوع قبل ذلك، وأثير الآن لأن هناك تطورات طرأت على الأمر وشعرت أمريكا بتعرض حدود إسرائيل للخطر مؤكدًا أن أمريكا ستساعد مصر فى ضبط الحدود بتقديم تكنولوجيا جديدة لها. وقال إن هناك جانبًا أثير فى اللقاء حول مساعدة مصر للولايات المتحدة فى مكافحة الإرهاب وحول ضبط بعض الجماعات الإرهابية فى سيناء وفى بعض الدول الأخرى والتى تمثل تهديدًا على مصر باستمرار. وقال: "إن تطرق اللقاء لتعزيز التوجه الديمقراطى فى مصر هو أمر مهم، لكن يجب أن يكون ذلك بدون تدخل فى الشئون المصرية"، مضيفًا أن تعامل وزير الدفاع مع الرئيس مرسى باعتبار الرئيس هو سيد قراره والقائد الأعلى للقوات المسلحة وهو الذى يعلن الحرب، مشيرًا إلى أن وزير الدفاع الأمريكى أو غيره سوف يتعامل بعد ذلك مع المشير طنطاوى ومع أى وزير دفاع مصرى بدون التدخل فى التفاصيل السياسية للبلد.