انتقل صراع الأزهر والإسلاميين ممثلين في "الإخوان المسلمين" والسلفيين من الغرف المغلقة إلى المواجهة المباشرة بين الطرفين، وجاء الإعلان عن تعيين الدكتور محمد يسري إبراهيم، أحد قيادات الدعوة السلفية فى منصب وزير الأوقاف فى الحكومة التى يجرى تشكيلها الآن برئاسة الدكتور هشام قنديل، ليضفى نوعًا من المواجهة المباشرة بين الطرفين، وهو ما أثار أيضًا جدلاً فى مصر بين جميع القوى السياسية بمن فيهم الإسلاميون. وهذا الاختيار من المنتظر أن يشعل خلافًا آخر بين الطرق الصوفية التى يعلم الجميع العداء بينها وبين السلفيين وهو ما ظهر جليًا برفض اتحاد علماء الصوفية وحركات (وسطية إسلامية) تعيين الأمين العام للهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح، واعتبرت ترشيحه يجدد المخاوف من سيطرة السلفيين على منابر المساجد. وتحدث مصدر مقرب من الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر عن قلق شديد يخيم على مقر مشيخة الأزهر، لكون شيخ الأزهر هو من يختار المرشحين لشغل منصبى مفتى الديار المصرية ووزير الأوقاف من خلال ترشيح 3 أسماء من أساتذة الكليات الشرعية بجامعة الأزهر، وغالبًا ما يكون عميد كلية أصول الدين بالقاهرة. وقال المصدر إن "القلق انتاب مقر مشيخة الأزهر بالدراسة فور الإعلان عن ذلك"، وأوضح أن شيخ الأزهر كان من يختار وزير الأوقاف ومفتى البلاد ممن يطمئن لهما لمعاونته فى توصيل رسالة الأزهر الوسطية إلى العالم الإسلامى، فضلاً عن أن اختيار أى قيادة دينية فى مصر لابد أن يكون بموافقة شيخ الأزهر. ونفى أن يكون رئيس الوزراء قد أخذ رأى الدكتور الطيب فى وزير الأوقاف الجديد، بقوله: "شيخ الأزهر خارج القاهرة فى زيارة لبلدته بمحافظة الأقصر بصعيد مصر ووصل إلى مكتبه (الأحد). وأضاف المصدر نفسه، أن "الدكتور الطيب اختار الدكتور القوصى وزير الأوقاف الحالى، لأنه يشغل منصب نائب رئيس مجلس إدارة الرابطة العالمية لخريجى الأزهر الشريف التى يرأسها الدكتور الطيب"، ومن قبله الدكتور عبد الله الحسينى هلال رئيس جامعة الأزهر خلفًا للطيب، معتبرًا ما حدث تخطيًا واضحًا لمكانة الدكتور الطيب، وبداية لتقليص دوره تمهيدًا لعزله من قبل السلطات، أو التضييق عليه لتقديم استقالته بموافقته، خاصة مع وجود معارضة لشيخ الأزهر داخل المؤسسة الدينية فى مصر، خاصة من علماء الأزهر الذين ينتمون لجماعة الإخوان. وكشف المصدر نفسه عن وجود توجه لتعيين الدكتور عبد الرحمن البر، مفتى جماعة الإخوان المسلمين، والأستاذ بجامعة الأزهر، فى منصب مفتى الديار المصرية، تمهيداً لتوليه منصب شيخ الأزهر. وفى نفس السياق، أصدر اتحاد علماء الصوفية برئاسة الدكتور حسن الشافعى رئيس المكتب الفنى لشيخ الأزهر، ونقابة الأئمة المستقلة بالأوقاف، وعدد من الجمعيات الإسلامية بياناً أمس الأول، أهابوا برئيس الدولة عدم التصديق على تعيين يسري، قائلين: إن "للدكتور يسرى مواقف معروفة تخالف مع ما اتفق عليه علماء المذاهب الأربعة بشأن مسائل خلافية مشهورة". يذكر أن الدكتور محمد يسري إبراهيم، هو أمين عام الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح، التى تضم عددًا كبيرًا من أساتذة جامعة الأزهر ومن قيادات جماعة الإخوان المسلمين، وعلى رأسهم المهندس خيرت الشاطر، وقيادات بالتيارات السلفية، والجماعة الإسلامية، ومجلس شورى علماء السلف. والهيئة الشرعية كانت قد أعلنت دعمها بقوة للمهندس الشاطر فى الانتخابات الرئاسية قبل استبعاده، حيث أنشئت الهيئة لتكون منافسًا لمشيخة الأزهر، وهو ما دعا الدكتور نصر فريد واصل إلى الاستقالة من رئاستها.