كشف المهندس أبو العلا ماضي، رئيس حزب الوسط، عن حقيقة وساطة قام بها أحد القيادات الإخوانية لنزع فتيل الأزمة بين رئيس الوزراء الماليزي "مهاتير محمد" ونائبه دكتور أنور إبراهيم، وذلك قبل التصالح السياسي الأخير. وأضاف ماضي على صفحته الرسمية على "فيس بوك": "عرفتُ أنه حين نشبت الأزمة بين مهاتير محمد، ونائبه أنور إبراهيم عام 1998م سَعَتْ بعضُ الشخصيات الإسلامية المستقلَّة والتي كان بعضها طرفًا في الاتفاق الأول بين الرجلين مثل أحمد كمال أبو المجد، لنزع فتيل الأزمة بين الرجلين والصلح بينهما". وأكد أن "أبو المجد" أرسل رسالة بذلك إلى مهاتير وَصَلَتْه عن طريق القيادي الإخواني المنشق حاليا كمال الهلباوي، الذي كان يعيش في لندن في ذلك الوقت لمحاولة رأب الصدع بين الرجلين (مهاتير وأنور) والواقع أنها لم تؤدِّ إلى نتيجة. يذكر أن أنور إبراهيم تم سجنه بتُّهم ملفَّقة لمدَّة ستِّ سنوات حتى عام 2004 حيث نُقض الحكم وذهب بعد خروجه من السجن للعلاج فترة في ألمانيا، ثم عاد وأسَّسَ حزبًا جديدًا أسماه "عدالة الشعب". وتكرَّر الأمر مرة أخرى في عهد نجيب عبد الرزَّاق رئيس الوزراء السابق بإعادة محاكمة أنور مرة أخرى بنفس التُّهم، ليدخل السجن مرة أخرى عام 2014 بعد محاكمة هزلية وصورية. وفي شهر مايو عام 2016 وعلى هامش جلسة محكمة للطعن في قانون مجلس الأمن القومي حضرها مهاتير محمد كما حضرها أنور إبراهيم بإحضاره من محبسه، وقام مهاتير محمد بمصافحة أنور إبراهيم لأوَّل مرة بعد الصراع المرير الذي كان بينهما، واعتبر المراقبون للشأن الماليزي هذه المصافحة بمثابة "تسونامي" سياسي وإرهاصًا بالتحالف بينهما مرة أخرى. وفي عام 2017 اتفقا مهاتير وإبراهيم على تكوين تحالف جديد يخوض الانتخابات باسم (تحالف الأمل) برئاسة مهاتير ونائبته السيدة عزيزة وان زوجة أنور إبراهيم، بهدف الإطاحة بالتحالف الحاكم الذي يرأسه رئيس الوزراء وقتها نجيب عبد الرزَّاق، بعد فضائح الفساد الذي ظهر بشأن الصندوق السيادي الماليزي (MDB1 ). كما تم بين مهاتير وأنور إبراهيم على أن يشكِّلا الحكومة في حالة فوزهما أولًا برئاسة مهاتير محمد وتكون نائبته السيدة عزيزة وان زوجة أنور إبراهيم، ثم بعد سنتين يترك رئاسة الوزراء لأنور إبراهيم، مع التعهُّد من مهاتير بإصدار عفو شامل من الملك عقب هذا الفوز -إن تحقَّق- عن أنور إبراهيم ما يتيح له تبرئته من كل التُّهم الملفَّقة السابقة، ويُسمح له بممارسة النشاط السياسي من اليوم التالي لهذا العفو. وفي 9 مايو 2018 أُعلن عن فوز "تحالف الأمل" بحوالي 125 مقعدًا من أصل 222 مقعدًا ليتمكَّن من تشكيل الحكومة برئاسة مهاتير محمد ونائبته السيدة عزيزة وان ويصدر عفو ملكي عن أنور إبراهيم ويخرج من سجنه باحتفال كبير، ويطلب الراحة قبل استئناف دوره السياسي كمرحلة لاحقة يستلم فيها رئاسة الوزراء من مهاتير.