في وسط الآلام والجراح والمعاناة والتضحية التي يبذلها أبناء فلسطين مسجلين بدمائهم وأرواحهم إسلامية القدس وعروبة فلسطين ،تجد بعض الأفواه التي لا تدري أين تعيش ولا كيف تتكلم تخرج سما وإرجافا وتوهينا وإضعافا ،فبدلا أن يقولوا كلمة تشجيع وتحفيز،أو يستنهضوا همة خائرة،أو عزيمة فاترة تراهم ينكرون على شعب فلسطين تعرضهم بصدورهم العارية للمحتل المغتصب ،وإذا بأسئلتهم الملعونة :ما الجدوى من هذه الدماء؟ وماذا أفادت تلك التضحيات؟ ماذا تريدون منهم ؟ يتركون أرضهم ؟ يجلسون كالنساء يولولون؟هم فعلوا ما يستطيعون وسط خذلان العرب وتآمر العالم. فإما كلمة ترفع الهمم ،وإلا فصمت القبور! إنها حلقة أخرى تُضاف إلى تاريخ فلسطين خاصة، والعالم الإسلامي عامة، قد شاهدناها بعيون حائرة، وتابعناها بقلوب ثائرة، كلنا قد تحول حينها إلى طائر يَودُّ أن يجنح إلى أرض الرباط، أو فارسٍ يسير بفَرسه إلى ساحة الوغى، لكنها أحلام سرعان ما تتلاشى تحت ظل واقع، يبشر بحلقات أخرى مِن معاناة لا تنتهي، إلا أن يشاء الله. سَقَوْا فِلَسْطِينَ أَحْلاَمًا مُلَوَّنَةً وَأَطْعَمُوهَا سَخِيفَ القَوْلِ وَالخُطَبَا عَاشُوا عَلَى هَامِشِ الأَحْدَاثِ مَا انْتَفَضُوا الأَرْضُ مَنْهُوبَةً وَالعِرْضُ مُغْتَصَبَا وَخَلَّفُوا القُدْسَ فَوْقَ الوَحْلِ عَارِيَةً تُبِيحُ عِزَّةَ نَهْدَيْهَا لِمَنْ رَغِبَا يؤلمنا أننا عاجزون،تستغيثون فلا نجيب،تستنصرون فلا نتقدم،تستغيثون فلا نغيث،حتى الدعاء بنصركم على الصهاينة المجرمين أصبح جريمة في إعلام بلادنا،بل أصبح مجرد ذكر جهادكم أمام المنبطحين في بلاط اليهود إرهابا يعاقب عليه قانون المنبطحين والمتخاذلين في العالم العربي. لكم الله يا أهل الشموخ في غزة الباسلة، لا نملك وقد رأينا معاناتِكم في عالم أعمى، وسمعنا صراخكم في دنيا صماء؛ إلا دعاءَ الله الواحد الأحد، ناصر المستضعفين، ومجيب دعاء المضطرين، أنْ ينصركم على عدوِّه وعدوكم، وأنْ يُريَنا مصارع القوم المعتدين تتوالى، كما رأينا صواريخهم تُضرب على الشعب المرابط.