حتى الآن يبدو صراع الصفقات الجديدة محصورا بين الزمالك والاهلي وانبي، بينما تقف الأندية الأخرى خارج الصورة ما عدا التعاقد مع اسماء غير لامعة كما حصل في الاسماعيلي، الذي لم يعلن حتى الآن عن صفقة "سوبر" رغم الأحلام التي عاشتها جماهيره الكبيرة بعد تعيين الملياردير يحيي الكومي! فقد دفع الزمالك مبلغا خرافيا في صفقة عمرو زكي، وهي صفقة انتقدتها، لأسباب ذكرتها في مقالي يومي السبت الماضي، كما حذرت من تفريغ جديد للاسماعيلي، وهذه المرة ستسلبه مواهبة الشابة التي ينتظرها مستقبل كبير مثل أحمد خيري، وذلك في اطار صفقات تبادلية بينه وبين الزمالك يجري الحديث عنها حاليا! انني أهاجم عملية التفريغ سواء جاءت من الاهلي أو من الزمالك او من انبي لأنها لا تصب في مصلحة الكرة المصرية وتقتل الأندية الجماهيرية، فما ذنب هذه الأندية الصغيرة في صراع أبدي بين الناديين القاهريين الكبيرين، وما ذنب جماهير الكرة المصرية لكي يفرض عليها تشجيع ناديين فقط يتنافسان على القمة وورءاهما كومبارس يقاتلون للهروب من الهبوط ولا تزيد طموحاتهم عن المركزين الثالث والرابع! بعض الأهلاوية عبروا عن استيائهم لأنهم يعتقدون ان انتقادي لصفقة عمرو زكي لم يكن بنفس الحدة لو كانت هذه الصفقة قد ذهبت للأهلي وبهذا المبلغ الكبير، وهو استياء لا يعبر عن قراءة حقيقية لمقالين متتالين، الأول عن المزاد الذي دخل فيه الناديان الكبيران حول لاعب يتردد أنه يعاني من اصابة مزمنة، والثاني عندما ذهبت الصفقة فعلا للزمالك! ويبدو أن بعض جماهير الأهلي في حالة غضب، فمن تابع تعليقات المشاهدين في بعض القنوات الفضائية مثل دريم وملودي عبر رسائل SMS كان يقرأ تبريكات الأهلاوية بقرب دخول عمرو زكي للعرين الأحمر، وقد صدموا بلا شك بذهابه للزمالك، بل ان الصحف نشرت دفاع عدلي القيعي عن نفسه في وجه اتهامات أنصار الأهلي حينما نسبوا له مسئولية فشل الصفقة وذهابها الى غريمهم، لأنه لم يحسن استقبال مندوب النادي الروسي، ولم يتفاوض معه جيدا! القيعي قال بالطبع إنه استقبل الرجل استقبالا طيبا، ولا يمكن أن يكون قد خرج من قلعة الجزيرة دون أن يشرب الشاي والنسكافيه والمرطبات، لكنه فوجئ في النهاية بأنه يحمل هذا العرض المغري من الزمالك، وقد كان يريد من الأهلي أن يدفع أكثر، وهو ما اعترف القيعي بعجز ناديه عن ذلك! لكني قلت في مقالي يوم السبت إن من يدفع مبلغا يزيد عن عشرين مليون جنيه لشراء لاعب مصري، لن يستطيع أن يشتري صفقات أخرى تدعمه في الدفاع والوسط وهو ما كان يحتاج إليه الزمالك بشدة! لكن هل كان الأهلي عاجزا عن مجاراة الزمالك في هذا المزاد؟!.. شخصيا لا اعتقد، ولكن ربما يجهز الأهلي لصفقة كبرى، قد لا يدفع فيها سوى القليل، فهناك مفاوضات أجراها عدلي القيعي مع كل من احمد فتحي ومعتز اينو، وهناك خبر سرب لبعض وسائل الاعلام عن حصوله على توقيع اينو رغم انه لا يزال متعاقدا مع ناديه، لكن يتردد أن هذا العقد ينتهي الموسم القادم! أحمد فتحي قد يكون هو الجائزة الكبرى، فهو لم يوقع على التجديد للاسماعيلي حتى الآن، ويلاوع بشدة مهددا بكارت الأهلي اذا لم يوافق الاسماعيلي على احترافه في ناد تركي تقدم لشرائه، أو يجدد له الاسماعيلي ويدفع له قيمة الثلاثة مواسم مقدما، مع وضع شرط يجيز له الاحتراف في الخارج في أي وقت دون حصول الاسماعيلي على نسبة من قيمة التعاقد! يحيي الكومي يكرر أخطاء أسلافه فيعلن أنه يوافق على احتراف أحمد فتحي في النادي التركي، لكنه يطلب 3 ملايين يورو وشرطا ينص على عودته للاسماعيلي اذا انتهى رحلة احترافه الخارجي، وتلك اسطوانة مشروخة سمعناها عنما ذهب بركات وعبد ربه والنحاس، بل واوتاكا أيضا، الهدف منها تنويم الناس مغناطيسيا! في ظني أن أحمد فتحي يجهر بما أملي عليه، وهو بهذه الطريقة ذاهب ذاهب في يناير القادم إلى الأهلي دون أن يستفيد الاسماعيلي شيئا، بينما نسمع في الاسماعيلية الآن ما هو أشبه بحوار الطرشان بين بوكير والكومي، الأول يقول إنه يريد لاعبين سوبر أو الرحيل، والثاني يطالبه بقبول تعيين مدير للكرة ومدرب لحراس المرمى أو ان يدفع الشرط الجزائي ويخلع! الاول يقول إنه يفرض عليه لاعبين عاديين لن يستفيد منهم وهو لا يريد أن يضحي باسمه وتاريخه، والثاني يرد عليه بأنه انهى له صفقة لاعب من بلدية المحلة – لا أعرف اسمه – وان هناك لاعبين من اوروبا الشرقية في الطريق! على فكرة استقصيت عن هذين اللاعبين وعرفت انهما من تشيكيا وكل منهما ثمنه 50 ألف دولار.. يعني حاجة ببلاش كده!! إنها دورة (ريما القديمة).. وفي النهاية سنرى الاسماعيلي بلاعبيه الذين شاهدناهم في الموسم الماضي ناقص نجم، كما هي عادة كل موسم، لأنهم للأسف الشديد لا يجيدون الدفاع عن لاعبيهم ولا يجيدون ضم النجوم! أتمنى مليون مرة ان اكون مخطئا وان يكون في عقل الكومي ما لا نعرفه أو لا ندركه!