حذر مراقبون من تحول جولة الإعادة للمرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية ، التي تجري يوم الثلاثاء القادم ، إلى " مواجهة دموية " في حال إصرار الحكومة والحزب الوطني على التدخل لصالح مرشحي الحكومة سواء عن طريق رجال الأمن أو الاستعانة بالبلطجية والمسجلين خطر ، وذلك إثر دعوة جماعة الإخوان المسلمين لكوادرها ومؤيدها إلى الاحتشاد خارج اللجان العامة والاستماتةِ في حضورِ عملية فرز الأصوات ، لتجنب عمليات التزوير التي شهدتها الجولة الأولى من الانتخابات وأدت لإقصاء العديد من مرشحي الجماعة عن المنافسة . ودعا الدكتور محمد حبيب- النائب الأول للمرشد العام للإخوان المسلمين ورئيس اللجنة المشرفة على الانتخابات بالجماعة- الشعبَ المصري إلى الاستماتةِ في حضورِ عملية فرز أصوات الناخبين في جولة الإعادة للمرحلة الأولى والمرحلتين القادمتين حتى لا يسمح للمزورين بالاعتداء على إرادته بحسب قوله. وقال حبيب في المؤتمر الصحفي الذي عُقد بعد ظهر أمس بمقر مكتب الإرشاد بضاحية المنيل بالقاهرة " إننا نُوصي إخواننا باليقظةِ والانتباه والاستماتةِ في دخول اللجان الانتخابية وحضور عمليات فرز الأصوات وممارسة الضغط السلمي حتى إعلان النتيجة ". وطالب حبيب الشعب بالنهوض مهما كثرت الوسائل التي تحول دون وصولهم إلى صناديق الاقتراع وان يحرصوا على مرافقة الصناديق حتى وصولها إلى اللجان العامة ، مشيرا إلى أننا بذلك سننجح في التقليل من فرص التزوير ، مرجعا التزوير الذي تم في المرحلة الأولي إلى وجود عدد كبير من موظفي هيئة قضايا الدولة والنيابة الادارية الذي يتبعون السلطة التنفيذية ومن ثم يحرصون على إرضاء هذه السلطة التي يتبعونها . في السياق ذاته ، طالب الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح القيادي الإخواني البارز كوادر الجماعة ومؤيديها بمحاصرة مقار اللجان العامة التي يجرى بها فرز صناديق الاقتراع لمنع الحزب الحاكم من تزوير إرادة الناخبين والوقوف حائلا دون التلاعب في نتائج الانتخابات والوقوف لأطول فترة ممكنة أمام هذه اللجان للتصدي لهذا التلاعب ، مشيرا إلى أن هناك دوائر عديدة قام الحزب الحاكم بتزوير إرادة الناخبين بها لعدم وجود من يدافع عن خياراته أمام لجان الفرز. وأشار أبو الفتوح إلى ضرورة مشاركة جميع طوائف الشعب في المعركة الانتخابية وحشد جميع المواطنين لهذه المعركة التي تعد ذا أهمية كبيرة في مشوار الإصلاح السياسي في مصر وإفشال محاولات النظام الحاكم الذي سعى لتكريس مبدأ السلبية واليأس بين المواطنين للإنفراد والهيمنة على الساحة السياسية . وأعتبر أبو الفتوح أن سلبية المواطن وعزوفه عن المشاركة السياسية هي أكبر حامي للأنظمة المستبدة والفاسدة وليس الأجهزة الأمنية والجيوش داعيا جموع المواطنين إلى المشاركة بإيجابية في التصويت والاقتراع في المراحل القادمة. من جانب أخر ، حذرت مصادر سياسية من إمكانية حدوث مصادمات دامية بين أنصار جماعة الإخوان وبين الأجهزة الأمنية التي لن تسمح بأي حال من الأحوال بمحاصرة الإخوان للجان العامة لعديد من الأسباب أهمها أن هذا الحصار سيشكل ضغطا على مرشحي الحزب الحاكم الذي يقاتل بكل الوسائل للحفاظ على أغلبيته حتى لو جاء ذلك لتزوير الانتخابات كما فعل في الجولة الأولى. وفيما يتعلق بما تردد حول تفكير الإخوان في الانسحاب من الانتخابات ، أكد الدكتور محمد حبيب نائب المرشد العام للجماعة أن الإخوان لن ينسحبوا من الانتخابات البرلمانية حال أعلنت الجبهة الوطنية للمعارضة انسحابها منها حيث إن قرار الجبهة لا يلزم الإخوان ، لأن الجبهة ، التي ينخرط فيها الإخوان ، تشمل كل ألوان الطيف السياسي ولكل فصيل الحق في أن يحتفظ بخصوصيته ومواقفه لاسيما فيما يخص الانتخابات . وأضاف حبيب " من أراد أن يقاطع فليقاطع بينما نحن كإخوان مسلمين لن نقاطع لان لنا حساباتنا وإرادتنا الحرة في ذلك .. كما انه لا يعقل أن يفوز أربعة من الأخوان ويتقدم 42 للإعادة ثم انسحب من الساحة ونتركها تماما للآخرين. ونفى حبيب ما تردد عن محاربة الإخوان لأعضاء الجبهة في بعض الدوائر ، قائلا : " لقد اتصل علينا الأمين العام لحزب التجمع وطلب منا مجاملته في عدد من الدوائر وقمنا بإفساح دائرة أجا لمرشحهم رأفت سيف، ودائرة كفر شكر أيضا التي ترشح فيها الأستاذ خالد محي الدين إلا أننا فوجئنا به تعرض للإصابة بغيبوبة مرتين مما اضطرنا للدفع بمرشح حرصا على الدائرة، بينما كان من الصعب إخلاء الدائرة في مزغونة، كما أشار إلى أن الإخوان اخلوا 25 دائرة لصالح مرشحي الجبهة مثل حمدين صباحي وضياء داود واحمد ناصر وغيرهم .. مما يؤكد بالنفي عدم محاربتنا لمرشحيها كما أن منتصر الزيات نحن حريصون عليه وعرضنا عليه الترشح في البدرشين إلا انه رفض وأصر على النزول في بولاق وأبلغناه أن فرصة جمال العشري اكبر في الإعادة أو الفوز إلا انه أصر واتفقنا على انه لا يفسد للود قضية . وحول توقعات الإخوان في مرحلة الإعادة ، قال حبيب إن توقعاتنا كبيرة والأمل في الله كبير ويتوقف ذلك على إصرار الإخوان والجماهير على صيانة الانتخابات في كل مراحلها حتى لا تتعرض للتزوير. وشدد حبيب على أن الإخوان يجلون القضاة ويحترمونهم ولكن هناك خروقات حدثت هنا أو هناك وهي شذوذ يؤكد القاعدة ولا ينفيها والإخوان سوف يتقدمون بشكاوى إلى نادي القضاة إضافة إلى الطعون التي سيتم تقديمها في نتائج بعض الدوائر التي حدث فيها تزوير وهي بمثابة بقع سوداء في ثوب القضاة الناصع البياض. وأشار حبيب إلى أن الإخوان كان من المتوقع ان يحصلوا على ثلاثة أضعاف هذا العدد لولا التدخلات السافرة بالتزوير وشراء الأصوات وتغيير الكشوف الانتخابية والقيد الجماعي والتصويت الجماعي والرشاوى الانتخابية وغيرها من الممارسات السلبية . وطالب حبيب اللجنة العليا للانتخابات باتخاذ عدة إجراءات عاجلة بأن يتم فرز الصناديق في اللجان الفرعية بحضور مندوبي المرشحين ومراقبي الانتخابات، وأن يتم إعطاء كل مندوب صورة رسمية من محضر الفرز لإثبات الحقوق القانونية للمرشحين، وأن يتم التحفظ على الصناديق والأوراق في اللجان العامة على أن يقتصر دور اللجان العامة على إعلان النتائج من واقع الأرقام التي حصل عليها المندوبون؛ وذلك لتكريس الثقة في نفوس الشعب المصري ليزداد إقباله على التصويت في الجولات القادمة ولتعبر النتائج المعلنة عن حقائق التصويت ، ولحماية الصورة العامة للقضاء المصري الشريف التي تقتضى الأخذ بتوصيات نادى القضاة الذي يعبر بجمعيته العمومية ومجلس إدارته عن رأى قضاة مصر الشرفاء .