انطلقت اليوم الأحد في مدينة الظهران السعودية، أعمال القمة العربية ال29، والتي أطلق عليها العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز تسمية "قمة القدس". وفي مستهل الجلسة الافتتاحية سلم الملك الأردني عبد الله الثاني، رئاسة القمة للعاهل السعودي. وقال العاهل الأردني عبد الله الثاني: "القدسالشرقية عاصمة الأراضي الفلسطينية، ونؤكد الحق الأبدي للفلسطينيين والعرب المسلمين في القدس، والقضية الفلسطينية قضيتنا الأولى ونؤكد حصول الشعب الفلسطيني على جميع حقوقه". وأضاف: "سخرنا خلال رئاستنا القمة الماضية كل جهودنا لخدمة القضايا العربية وخاصة الفلسطينية، الفلسطينيون دعاة سلام وعلينا الوقوف معهم في صمودهم لتحقيق دولتهم". واختتم حديثه قائلًا: "نبارك للعراقيين انتصارهم على تنظيم "داعش" الإرهابي، قمنا بدعم جميع المبادرات السياسية لتسوية الأزمة السورية للحد من التصعيد في سوريا، أستانا ليست بديلاً عن جنيف في التسوية السورية". وقال العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز: "القضية الفلسطينية قضيتنا الأولى ونؤكد تمسكنا بحصول الشعب الفلسطيني على جميع حقوقه القدسالشرقية جزء لا يتجزأ من الأرض الفلسطينية، ونؤكد على ضرورة حل الأزمة اليمنية ووصول المساعدات الإنسانية". وأضاف سلمان: "ملتزمون بوحدة اليمن وسيادته واستقلاله، ونرحب بالبيان الصادر عن مجلس الأمن الذي أدان بشدة إطلاق ميليشيات الحوثي الإرهابية صواريخ باليستية إيرانية الصنع تجاه المدن السعودية، كما أن دعم مؤسسات الدولة الشرعية والتمسك باتفاق الصخيرات هما الأساس لحل الأزمة الليبية، ونجدد إدانتنا الشديدة للأعمال الإرهابية التي تقوم بها إيران في المنطقة، ونرفض تدخلاتها السافرة في الشئون الداخلية للدول العربية". واختتم حديثه قائلًا: "نرحب بما توافقت عليه الآراء حول القمة العربية آملين أن تسهم في دفع عجلة الثقافة العربية الإسلامية". وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي: "مصير الشعب السوري ومستقبله بات رهنًا للعبة الأمم وتوازنات القوى الإقليمية والدولية، كما أن هناك دولاً عربية تواجه للمرة الأولى منذ تأسيسها تهديدات لوجودها". وأضاف "السيسي": "جيش دولة أجنبية موجود على أراضي دولتين عربيتين، وهناك دول إقليمية تحاول إنشاء مناطق نفوذ لها في الدول العربية، إلا أن الحق العربي في القدس ثابت وأصيل وغير قابل للمساومة". وأشار إلى أن "خطر التنظيمات الإرهابية والكيانات الطائفية يهدد دولاً عربية عدة، آمل أن يعود البعض من الواقفين على الجانب الخاطئ من التاريخ عن دعمهم للإرهاب". وأكد أن: "الحفاظ على وحدة اليمن ووحدة ليبيا مسئوليتنا، ولا يجب السماح باتخاذ الانقسام الفلسطيني ذريعة لتكريس الاحتلال الإسرائيلي، كما أن مصر لن تقبل بقصف عناصر يمنية للأراضي السعودية، ولا مستقبل في اليمن إلا بحل سياسي". وطالب "السيسي" بتحقيق دولي شفاف حول استخدام أسلحة محرمة في سوريا، قائلًا: "سوريا أرض عربية ولا يجوز حلّ الأزمة فيها إلا وفقًا للشعب السوري، لقد آن الأوان لوقف نزيف الدم السوري، فالإرهاب خطر تواجهه كل الدول العربية". وشدد على أن المجتمع الدولي يتحمل المسئولية الكاملة عن مواجهة مخططات مصادرة حقوق الشعب الفلسطيني، وأن القضية الفلسطينية تبقى قضية العرب المركزية، لافتًا إلى أن الأمن القومي العربي يواجه تحديات غير مسبوقة. وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط: "الأزمات المشتعلة في المنطقة تزعج كل عربي.. واستمرارها يضعفنا جميعا، كما أن دعم الرئيس الفلسطيني أمر ضروري". وأضاف أبو الغيط: "النظام السوري يتحمل مسئولية كبيرة في انهيار الوطن العربي وفقدان الكرامة، إيران دعمت ميليشيات وعصابات مارقة في اليمن لتهديد أمن السعودية". وقال أمين منظمة التعاون الإسلامي يوسف العثيمين: "الدول العربية تنبهت منذ وقت مبكر لآفة الإرهاب، كما ندين استهداف السعودية وأراضيها ومواطنيها بصواريخ الحوثي ومن يمده بالسلاح". وقال أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد: "الأمن لا يزال بعيد المنال عن عدد من الدول العربية، العرب مطالبون ببذل جهود مضاعفة لحل أزمات المنطقة، الدول العربية مطالبة بدراسة آليات العمل المشترك وتحديد الخلل". وأكد "الأحمد": "المجتمع الدولي يتعامل بمعايير مزدوجة مع الأزمة السورية، الكويت لم ولن تترد في تقديم المساعدات الإنسانية لسوريا لتخفيف المعاناة على شعبها". وأضاف: "نتمنى للعراق النجاح في تنظيم الانتخابات القادمة، نشيد بدور التحالف العربي في دعم الشرعية اليمنية". وشدد أن: "قرار واشنطن نقل سفارتها إلى القدس مخالف للشرعية الدولية، ونأمل في نجاح الجهود الدولية لإنهاء الأزمة الليبية، نؤكد ضرورة التزام إيران بعدم التدخل في شئون دول المنطقة". وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس: "إن القدس تشهد هجمة استيطانية غير مسبوقة بدعم من الإدارة الأمريكية، وأن إعلان الولاياتالمتحدةالقدس عاصمة لإسرائيل جعلها طرفا في الصراع وليست وسيطا، وأن الحديث عن خطة سلام أمريكية بات أمرا غير ذي مصداقية". وأكد "عباس" أن "القدسالشرقية كانت وستبقى إلى الأبد عاصمة لدولة فلسطين، وأننا لم نرفض المفاوضات يوما واستجبنا لجميع المبادرات التي قدمت لنا". وأضاف قائلًا: "حماس تتحمل مسؤولية محاولة اغتيال رئيس الحكومة ورئيس جهاز المخابرات، كما مساعينا لتحقيق المصالحة وتوحيد أرضنا وشعبنا لم ولن تتوقف، كما لم ولن نتخلى عن شعبنا في غزة وقدمنا نصف موازنتنا الحكومية لشعبنا في غزة". وأشار إلى أنه سيتم عقد المجلس الوطني نهاية الشهر الجاري على أرض فلسطين "لتعزيز صمود شعبنا وتمتين جبهتنا الداخلية، وطرحنا في فبراير الماضي خطة سلام في مجلس الأمن تستند في الأساس إلى المبادرة العربية". وشدد على أن "خطة السلام تدعو لعقد مؤتمر دولي للسلام عام 2018 وتشكيل آلية دولية متعددة الأطراف لرعاية مفاوضات جادة، سنواصل الصمود والبناء دفاعا عن فلسطين وعاصمتها القدس ومقدساتها وحق شعبنا في الحرية والاستقلال، كما أننا نؤكد ضرورة الدعوة لتشجيع زيارة القدس وفق ما أقره مجلس الجامعة العربية". وقال ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة: "الدول العربية بحاجة لمزيد من التكاتف لمواجهة التدخلات الخارجية، كما أننا متمسكون بقيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، وأن رئاسة السعودية للقمة ستعود بالخير على تعزيز الأمن القومي العربي".