انتقلت الثورة فى سوريا إلى الانطلاقة الأهم لإنهاء نظام الأسد الدموى بدخولها دمشق بعد طول سفر، وإعلان الجيش الحر بدء الحرب فيها قبل يوم واحد من الوصول إلى محطة وصول كبيرة بتفجير مبنى الأمن القومى ومصرع وزير الدفاع داود راجحة ونائبه اللواء آصف شوكت صهر بشار، والعماد حسن تركمانى رئيس خلية الأزمة، وحافظ محمود رئيس فرع التحقيق فى المخابرات العامة ومحمد الشعار وزير الداخلية، وعدد آخر من كبار القادة. مداهمة الثورة لمعقل الفرقة الرابعة، أكبر الفرق العسكرية للنظام السورى، يعنى أننا صرنا على مسافة قريبة جدا من التتويج واقتلاع النظام الفاشى، وقد عجل الله بانتقامه بعد أيام قليلة من المجزرة الدموية، التى ذبح فيها أبناء قرية التريمسة فى ريف حمص، حيث تم ذبح الأطفال والنساء والمسنين فى عملية لم يشهد العالم مثيلا فى وحشيتها. إنه انتقام العزيز الجبار، الذى استجاب لدعاء مئات الملايين الذين رأوا صور الشهداء فى التريمسة مذبوحين بالسكاكين أو مطعونين بالخناجر وقد تم تقييدهم ورميهم على ظهورهم. أى ثورة لا تنجح إلا إذا انتقلت إلى العواصم، حيث تقترب من قاعدة النظام وتحصيناته، ولذلك فقد تلقينا خبر نقل الجيش الحر الحرب إلى العاصمة دمشق بيقين أن نهاية النظام وشيكة للغاية، وأن الشعب العربى السورى الشقيق اقترب من تتويج ثورته العظيمة، التى سيكتب التاريخ أنها أقوى ثورات الربيع العربى وأشرسها، فقد قاتل بمفرده جيشا منظما مدججا بالأسلحة والطائرات يسانده شبيحة مجرمون لا يتورعون عن الذبح والتنكيل والتمثيل بالجثث كأنهم دراكولات. حرب خاضها الشعب الشقيق بدون دعم أو مساندة من حلف الأطلسى أو غيره، وهذا ما يحسب لثورته المجيدة. تفجير مبنى الأمن القومى نقطة فارقة فى الحرب، خسر نظام بشار الأسد على أثره كبار قادته.. إلى لحظة كتابة هذا المقال لم تتبين تفاصيل تلك العملية المتقنة التى استهدفت النظام كله بدءا من رأسه بشار الأسد، الذى كان حاضرا الاجتماع حسب بعض المصادر، لكنها على أى حال ستترك أثرا عميقا على مستقبل ما يجرى، وقد تختصر الكثير من الوقت فى طريق النهاية. [email protected]
