قالت مجلة "بيكيا بادريس" الإسبانية، إن من أبرز الأسباب التي تدفع الوالدين لتجنب شراء هاتف ذكي لأطفالهم، أن تلك الهواتف تتمتع بالكثير من المزايا، ولا يمكن أن تشكل خطرًا على الأطفال إذا لم تكن ملكا لهم ودائما في متناولهم. وأضافت المجلة في تقرير لها، أنه يمكن أن نعير أطفالنا جهاز الكمبيوتر اللوحي؛ لإنجاز بعض الواجبات الدراسية، أو البحث عن معلومات على شبكة الإنترنت. ولكن من الأفضل ألّا يكون لدى الطفل جهاز خاص به، مع ضرورة تجنب منحه الحرية المطلقة في استخدامها. وذكرت المجلة أن الأطفال يحتاجوا إلى تربية تكنولوجية جيدة؛ من أجل ضمان الاستخدام المسؤول للأجهزة الإلكترونية، حتى لو منحت أطفالك فرصة استخدام هذه الأجهزة بشكل متقطع، فهناك بعض الأسباب التي تجعلك تتجنب إعطاء هاتفك الذكي لطفلك. وبينت المجلة أن الهواتف الذكية يمكن أن تكون أداة مفيدة، لكن الإفراط في استخدامها قد يؤثر على العلاقات العاطفية بين الأبناء وآبائهم، فخلال مراحل النمو الأولى، يكون الطفل في حاجة إلى إنشاء روابط عاطفية مع والديه وأقاربه وأقرانه. وأوضحت المجلة أن إقبال الطفل المفرط على استخدام الشاشات من شأنه أن يؤثر بشكل سلبي على علاقته بوالديه لذلك، من الضروري وضع معايير وحدود واضحة لوقت وكيفية استخدام هذه الأجهزة، لمنح الأطفال فرصة الحصول على وقت فراغ بعيدا عن الشاشات، وقضاء وقت ممتع مع أفراد العائلة. وأوردت المجلة أن استجابة الهواتف الذكية السريعة لمتطلبات الطفل، خاصة من خلال الألعاب الإلكترونية، قد تساهم في نشاطهم المفرط وبشكل عام، تحد ألعاب الهاتف الذكي والإنترنت من قدرة الطفل على الإبداع وتؤثر على مخيلته، كما تبطئ من التطور الحركي، وتؤثر على النمو الحسي البصري. وأضافت المجلة أن الهواتف الذكية يمكن أن تسبب الإدمان لدى الأطفال وفي الواقع، هناك العديد من البالغين الذين أصبحوا مدمنين على استخدام التقنيات الحديثة في الفترة الأخيرة وفي هذه الحالة، فإن رؤية الأطفال للكبار الذين يمثلون قدوة بالنسبة لهم مشغولين طوال الوقت بهواتفهم الذكية سيجعلهم ينفصلون عن الواقع بشكل خطير. ونوهت المجلة بأن الوالدين يجب أن يكونا مثالا يحتذى بالنسبة لأطفالهم، حتى لا يقعوا في دائرة الإدمان على استخدام الأجهزة الإلكترونية؛ لأن الإقبال الشديد عليها سيأسر عقولهم، ويستحوذ على تفكيرهم، حتى عند بلوغ سن الرشد وبناء على ذلك، يتعين على الوالدين وضع قواعد وحدود واضحة، إلى جانب جدول زمني فعال؛ للحد من استخدام أطفالهم للأجهزة الإلكترونية في المقابل، ينبغي ملء وقت فراغ الطفل بأنشطة أخرى تساهم في تعزيز نموه الجسدي وتطوير قدراته. وفي الختام، أكدت المجلة أن استخدام الهاتف الذكي لأكثر من ساعتين في اليوم يمكن أن يتسبب في مشاكل عاطفية واجتماعية لدى الأطفال إلى جانب ذلك، قد يزيد التعامل الدائم مع الألعاب المتاحة في تطبيقات الهواتف الذكية من مشاكل فرط الانتباه لدى الأطفال. كما تؤثر الألعاب العنيفة على سلوك الأطفال بشكل كبير، ما يدفعهم إلى الاعتقاد بأن العنف هو مجرد وسيلة عادية لحل المشاكل.