لم تكن تتصور" توتة"، أن تلك هى اللحظات الأخيرة، لها فى منزل والدها، وأنها ستكون ضحية سائق غير متزن، استطاع فى ثوان معدودة، أن يقضى على روح بريئة لا ذنب لها، إلا أنها خرجت ساعية لرزقها فلاقت حتفها. خرجت "توتة" فاطمة إبراهيم 27 عامًا، من منزلها فى الساعات الأولى من صباح يوم الخميس30 يناير، فى طريقها إلى الجامعة لأداء آخر امتحاناتها فى كلية التجارة "تعليم مفتوح"، وهى تودع والدتها وشقيقتها، تابعتها والدتها بالتليفون حتى تستقل الميكروباص، الذى ستذهب به إلى الجامعة، دقائق معدودة لتصل الأخبار بأن"توتة" فارقت الحياة. اتشحت جدران المنزل ودرجاته بالسواد، حزنًا على فتاة قد شهد لها جميع من بالمنزل من أقرابها أنها كانت بسمة المنزل وضحكاته، لم تبخل بمساعدة من يحتاجها من كبير أو صغير، لا يتحرك أى من أقربائها إلا بها لشراء أى شىء أو أى احتياجات لهم. "أنا كنت لسه بكلمها فى التليفون وأنا لسه فى أوضتى مسافة ما خرجت من الأوضة مافيش 5 دقايق ألاقى الباب بيخبط بنتك ماتت فى حادثة"، كلمات التقطها بصعوبة من بين دموع والدة توتة، وهى تصرخ قائلة: بنت عمرى وأول فرحتى، تتخطف منى فى ثوان كده ليه، اللهم لا اعتراض". وتضيف والدة "فاطمة" ل"المصريون"، قائلة: "حق بنتى لازم يرجع، لو هو مش عارف يسوق بيسوق ليه، بيقولوا عنده ضغط وسكر ما كلنا كده تعبانين، بس مش بنموت ناس بريئة، مين هيرجع لى بنتى تاني؟". "ارجعى يا توتة، ارجعى يا إما تخدينى معاكي، أنا مش عارفة أعيش من غيرك، أنتى اللى كنتى حنينة علينا كلنا، وكنت بتجرى بينا عمرك ما تأخرتى على حد فى حاجة عايزها، أعمل أيه من غيرك يا توتة"، دموع أكثر منها كلمات كانت تنساب من ندى الشقيقة الصغيرة لفاطمة، أو كما تطلق على نفسها أنا توأم"توتة". وتكمل ندى بدموعها، "أنا رحت فى عيد ميلادها وزينت الحوش بالورد، علشان أنتى كنتى بتحبى الورد ياتوتة، حسبى الله ونعم الوكيل، أنا عايزه حق أختى لازم، القاتل يأخد جزاءه، حرام ده مش قتل "توتة" بس، ده قتل العيلة كلها". يسرد الكابتن سعيد عم "فاطمة"، تفاصيل الحادثة قائلاً: "توتة نازلة رايحة الجامعة بقولها استنى أوصلك معايا قالت لى اتأخرت يا عمي، مشيت بعدها بحوالى 10 دقايق خرجت على الطريق لقيت زحمة ماخدتش فى بالى مشيت لقيت تليفون، ناس بتقولى بنت أخيك ماتت فى حادثة، ماصدقتش نفسى رجعت بسرعة لقيت "فاطمة" مرمية على الأرض غرقانة فى دمها، والناس قالت لى اللى حصل، أتوبيس مدارس جاى يجرى ماهداش عند المطب اللى عند كارفور طره، طار على الطريق شال فاطمة وسحل شاب تانى كان واقف على المحطة وفضل رايح جاى على جسمه لما قسمه نصين". والد" فاطمة" يبكى قائلاً: "كنت فى الكويت لقيت ابن اخويا بيكلمنى على الفيس معلش يا عمي" توتة" ماتت فى حادثة، ما صدقتوش بتقول أيه، بنتى ماتت أزاى أنا لسة مكلمها امبارح وهى بتضحك معايا، ماعرفش حجزت ونزلت مصر أزاي، بنتي"حسبى الله ونعم الوكيل فى كل مهمل". ويكمل قائلاً: "عملنا محضر للسواق "محمود حمادة التوني" سواق على أتوبيس مدرسة الأجياد، فى زهراء المعادى برقم 1318 ج\ج ، لكن خرج والمصيبة إن جريمته هتتحول لجنحة، قتل خطأ، وحق بنتى كدة هيضيع".