فرحة غامره عمت أرجاء المحروسه عشية اعلان فوز د.محمد مرسى مرشح الثوره كأول رئيس منتخب لمصر بفضل الله ثم بارادة أبناءها الأبرار ، وقد بدت فرحة الانتصار العارمه فى ميدان التحرير تكراراً لمشهد الميدان ليلة خلع مبارك إذ جمع بين كل أطياف الثوره من اليمين لليسار ومن الليبراليين للاشتراكيين للسلفيين فى مظهر أفتقده الجميع على مدى 16 شهراً ، وهو ما دفع غالبية الشعب المصرى للاحتفال بتلك اللحظة التاريخية التى فرض فيها الشعب ارادته بأن اختار د.محمد مرسى الذى خرج من معتقلات المخلوع فى 29 يناير2011 ليتوجه رئيساً للبلاد فى 24 يونيو 2012 . لا شك أن هذا النصر قد أعطى أملاً جديداً للمصريين فى نجاح ثورتهم بتفكيك دولة الفساد والاستبداد العميقه التى ثاروا لاسقاطها ، كما يمثل خطوه هامة على طريق الانتصار الحقيقى للثوره ، وحول معالم هذا الطريق ما مضى منه وما هو آت يمكن للمراقب ان يستخلص النقاط التاليه: 1-إن الفرز قد أضحى واضحاً على الساحه السياسيه ، فقد قدر الله ان تكون معركة الاعاده بين فريقى الثوره والثوره المضاده المدعوم من العسكر ما أظهر اصطفافاً وطنياً مع مرشح الثوره فى مواجهة ما لاح فى الأفق من تزوير للاراده الشعبية لرغبة بعض الأجنحه فى السلطه فى انجاح شفيق رغماً عن ارادة المصريين وهو ما تجلى بوضوح فى التفاف التيارات الثوريه والوطنيه حول د.مرسى فى البيان الشهير الذى صدر عن الجبهة الوطنيه فى 22يونيو فى مشهد حضر فيه رموز من شباب الثوره ومن معظم التيارات السياسية والفكرية الوطنيه ، وعلى الجانب الآخر تاكد للجميع ان احزاب الكتلة المصرية( الطريق الثالث) ظلت كعهدها موالية للعسكر ولفلول النظام البائد بتدعيم من ممثلى الطائفية (عماد جاد – فريد زهران – مايكل منير - ساويرس) وهو ما يوجب التنبيه لدورها فى تشتيت الصف الوطنى طوال المرحلة النتقاليه وأوضح مثال لهذا مساعيهم المتكرره لافشال الجمعيه التأسيسة للدستور. 2-مخطىء من يظن أن المعركة قد انتهت مع قوى النظام البائد التى مثلها شفيق بل هى تبدأ الآن فالرئيس المنتخب ومن ورائه الجبهه الوطنيه يواجه نظاماً عميقاً له أسلحته الفتاكه وأهمها ( المجلس العسكرى المهيمن على السلطة التنفيذيه بل سلب السلطة التشريعية من البرلمان – أجهزة الأمن والمخابرات بقياداتها سليلة للنظام البائد والمعاديه لقوى الثوره (وعلى رأسها الاسلاميين)- الجهاز الادارى البيروقراطى المهيمنة على معظمه شبكة واسعة من الفساد والمحسوبيه – عدد كبير من قيادات الوطنى المنحل و من رجال الأعمال المنتمين له الذين أثروا بطرق غير مشروعه و سيضر تطبيق القانون بمصالحهم- معظم أجهزة الاعلام الحكوميه والخاصة المعروفه توجهاتها ضد الاسلاميين وضد من يضر بمصالح مالكى هذه القنوات والصحف ولا ننسى مشهد دعمهم لشفيق بالمغالطه والكذب البواح طوال الاسبوع الماضى). 3-ان المعركة الكبرى التى تخوضها الجماعه الوطنيه الآن بقيادة الرئيس محمد مرسى هى معركة مدنية الدولة ضد انقلاب 14 يونيو العسكرى الذى تجلى فى حل مجلس الشعب عنوة بحكم قضائى مُسيس و ملتبس ،وفى الاعلان العسكرى المكبل للرئيس المنتخب وللجنة الدستور ، وفى الضبطيه القضائيه للعسكر وهو ما يُعدُ إجهاضاً للثوره وانهاءاً للمسار الديمقراطى ورغبة فى السيطرة على السلطة عبر التحكم فى الدستور القادم ، وهنا يلزم التنبيه الى حتمية مواصلة الضغط الشعبى عبر الميادين ضد عسكرة الدولة ، ولدعم الرئيس المنتخب فى مواجهة العسكر والدولة العميقه الفاسدة باسلحتها المذكوره آنفاً ، مع امكانية التفاوض فى العلن حول عودة البرلمان بمعنى ألا ينفصل المسار السياسى عن المسار الثورى فذلك الانفصال هو مقتل الثوره و بالمسارين معاً يمكن انتزاع السلطة من براثن الاستبداد. 4-إن التعهدات التى أكدها الرئيس والمتوقع ترجمتها على أرض الواقع حول الحفاظ على مدنية الدوله و تشكيل حكومة ائتلاف وطنى رئيسها من خارج حزب الأغلبيه وفريق رئاسى متنوع الأطياف تبدو كافية لكل القوى الوطنيه كى تواصل الاصطفاف خلف الرئيس المنتخب بعيدا عن الحسابات السياسية والايديولوجيه الضيقه التى جعلت الكثيرون يهاجمون البرلمان بتجنى واضح طوال عمله مما خلق مناخاً شعبياً مهيأ لحل البرلمان ، وهو خطأ لا ينبغى تكراره ، كما يجب على حزب الحريه والعداله و باقى القوى الاسلاميه مواصلة رسائل الطمأنه العمليه للقوى السياسيه الأخرى ولرجل الشارع العادى وللأقباط على وجه الخصوص والتأكيد على الاصطفاف الوطنى الحتمى فى هذه المرحلة ضد محاولة بناء دولة يديرها العسكر على غرار تركيا ما قبل اردوغان. 5- إن ما حدث من تشويه لصورة برلمان الثوره يستدعى ادراك أهمية الاعلام فى خلق الصوره الذهنية لدى عامة الشعب تجاه مؤسسة الرئاسه ما يوجب على كل الاعلاميين الشرفاء توضيح الحقائق للشعب عما ينجزه الرئيس وحكومته وحول ما يدور من صراع متوقع فى اروقة الحكم بين الرئيس المنتخب وبين قوى النظام البائد ، بل يرى البعض أنه على الرئيس إذا لزم الأمر أن يتوجه بنفسه مخاطباً الجماهير حول حقائق الأحداث ومستجدات الأمور كى يضع الشعب أمام الحقائق الواضحه وكى يستقوى بجماهير الشعب ضد القوى التى تقاوم التطهير والاصلاح . ختاماً يحق لكل مصرى أن يسعد بانتصار ارادته الحره باسقاط مرشح الفلول وتنصيب الرئيس محمد مرسى فى معركة شرسه ضد قوى الفساد وضد التزييف المستمر للوعى المصرى على مدار ستة عقود مضت ، لكن علينا أن ندرك انها خطوه على طريق جهاد طويل يستدعى من الجميع أن يبذل غاية جهده حتى نبنى مصر الديمقراطيه الحديثه القائده التى نحلم بها والتى تتعلق بها الآن أنظار العرب والمسلمين فى مشارق الأرض ومغاربها. { وَهُوَ 0لْعَزِيزُ 0لرَّحِيم وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ 0لْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ 0للَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَآءُ }