هذه الجوقة من الإعلاميين متى ستكف عن اختلاق الأخبار الكاذبة، وترويج الإشاعات المغرضة وعن التحاليل السياسية الخاطئة؟ وإلى متى ستظل هذه الجوقة مسيطرة على القنوات الفضائية والصحف على اختلافها، ومستأثرة بالكلام السمج الذى لا يعبر إلا عن حقد دفين يأكل أحشاءهم؟ فأحدهم ينعى على خطاب الرئيس الاستشهاد بالقرآن الكريم فى أكثر من موضع. وهذا آخر ينعى على الرئيس لقاءه بأهالى الشهداء قبل لقائه بالفنانين ورجال الأعمال. وثالث يختلق فرية أن نجل الرئيس شكلت له لجنة خاصة فى امتحان الثانوية العامة، وأن نجلاً آخر كان فى وداع رسمى لأحد الضيوف فى مطار القاهرة وأهداه هدية رسمية! وآخرون يتناولون خطب الرئيس تناولاً لا ينم إلا عن مكنونهم الكاره لمقدمه، وعن حظهم العاثر أن أختير من ليس على أهويتهم الفاسدة. لقد فقد هؤلاء الإعلاميون عقولهم وتاه صوابهم وهم يرون رئيس مصر يتخطى العقبة تلو العقبة. كانوا يتمنون ألا يؤدى اليمين الدستورية أمام المحكمة العليا، وكانوا يتمنون صدامًا مع المجلس العسكرى. وخيب الله أمانيهم ومراميهم. وهناك من يحمّلون الرئيس مسئولية تنظيم الجلوس فى قاعة جامعة القاهرة، ويحملونه مسئولية غضب شيخ الأزهر ومغادرته القاعة، ويحملونه مسئولية تأجيل امتحان طلاب الجامعة، وحتى حينما قرر علاوة للعاملين وأصحاب المعاشات ارتفع صوت نشاذ يستنكرها ويحذر من التضخم وهم من كانوا بالأمس يلحون فى طلبها. إنهم يقترحون ويختارون نوايا للرئيس ورؤساء للوزراء ووزراء، ولا غرض لما يقترحون إلا إشاعة الفرقة والبلبلة وإغراء البعض وغواية البعض. الإعلام بكل ألوانه يحاصر الرئيس، ينكرون عليه أغلبيته، ويحذرونه من الاستعانة بنواب أو وزراء من حزب الحرية والعدالة، بل ويطالبونه بأكثر من هذا... يطالبونه بأن يتخلص من رفاق العمر المخلصين الذين ساندوه وآزروه، وأن يخلع عن نفسه عباءتهم حتى يليق بمصر رئيسًا، يريدونه أن يخون الأهل والعشيرة. سيادة الرئيس.. كنت موفقًا فى كل ما قلت، حين قرأت وحين ارتجلت، وكنت أكثر توفيقًا فى الموقف من المجلس الأعلى للقوات المسلحة، فهو يستحق أن تبادله وفاء بوفاء. وكنت رائعًا وأنت تتحدث أمام الناس فى ميدان الثورة، وكنت أكثر روعة وأنت تتحدث تحت قبة الجامعة. وما التوفيق الذى حباك به الله والروعة التى أسبغها عليك إلا للنية الخالصة والتوكل على الخبير بالنوايا. سيادة الرئيس..لا يزعجك قول المتاجرين بالكلام، فلعلهم يجربون ولأول مرة فى حياتهم حرية نقد رئيس الجمهورية وهم غير مصدقين أنهم يعيشون حرية حقيقية. لا تعبأ بهؤلاء الذين يجعلون أنفسهم أوصياءً، هم قلة لا يملكون إلا حناجر معطوبة، هم لا يحسنون صنع أى شىء، إنهم كعجائز الأفراح لا حيلة لهم إلا مصمصة الشفاة وغمز العيون وثنى الأعطاف ولى الرءوس. إنهم يتعلقون بالتوافه من الأمور كما يتعلق الغريق بقشة طافية، هم بالقطع لا يرجون خيرًا للبلد. سيادة الرئيس.. استعن بالله واتخذ من شئت نائبًا لك، واتخذ من شئت رئيسًا للوزراء، واتخذ من شئت وزراء، وانتق حراسك ومرافقيك ممن تثق فيهم وإن كانوا جميعًا من حزب الحرية والعدالة، لأنك فى النهاية أنت المسئول عن النتائج. لا تسمع لأحد، حافظ على التحامك بالشعب، وأطلع الناس أولا بأول عما يجرى من أمور واحذر أن يبعدك كائن من كان عن الشعب، فلدينا خبراء سوء وخبراء فى إقامة الحواجز والأسوجة التى تحجب الرؤية وتعطل السمع، وخبراء في الدسائس والمؤامرات وفى تخليق المشكلات، وأخطر من هؤلاء جميعًا محترفو التزلف والنفاق. هذا الخليط يصدق فيه قول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم "إن لم تستح فاصنع ما شئت"، فهؤلاء الشرذمة لا حياء لهم ولا أمان لهم ولا عهد، يمكرون ويحسبون أن مكرهم غالب ولا يعلمون أن الله الخالق هو الغالب وهو خير الماكرين. سيادة الرئيس... سر على بركة الله وكن واثقًا من نصره وتأييده.