الازهر الشريف هو منارة الاسلام الشاهقة.. ومئذنته الباسقة.. وضوؤه الكاشف شاء من شاء وأبى من أبى يثبت يوما بعد يوم انه حصن الدين الحصين والمدافع الأول عن مقدسات الإسلام، يحتضن غدا مؤتمراً عالمياً بعنوان «مؤتمر الأزهر العالمي لنصرة القدس»، برعاية من رأس الدولة الرئيس عبدالفتاح السيسي، وحضور ممثلين رفيعي المستوى يتقدمهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس شخصياً، ورئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم، والعديد من الوزراء والشخصيات العامة، ليوصل للعالم كله رسالة واضحة: أن جسد الأمة الإسلامية مازالت به روح تنبض، وأن عقلها - الأزهر الشريف - مازال قادرا على حشد الدول الإسلامية للدفاع عن أولى القبلتين المسجد الأقصى الشريف ومدينته القدس الشريفة. الدعوة الكريمة التي تلقيتها لحضور المؤتمر أسعدتني أكثر من أي دعوة أخرى تلقيتها طوال مسيرتي الصحفية الطويلة، فهي تعني لي أن الأزهر حريص على الوصول إلى كل صاحب رأي حتى لو لم يكن مصنفا «كاتبا إسلاميا»، أو محسوبا على تيار بذاته. وحتى لا يعتقد العالم أن عروبة القدس شأن إسلامي، حرص الأزهر على مشاركة البابا تواضروس الثاني بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية في الافتتاح لتصل الرسالة للدنيا واضحة جلية أن عروبة القدس لا خلاف عليها بين المسلمين والأقباط، وأن على العالم أن يعي أننا كمسلمين وكعرب متمسكون بهوية القدس العربية الإسلامية، وندعو العالم كله الى القيام بمسؤولياته الدولية تجاه مدينة القدس باعتبارها مدينة «خاضعة للاحتلال»، وضرورة تطبيق القانون الدولي الذي يلزم «قوى الاحتلال» بالحفاظ على الأوضاع القائمة على الأرض وعدم تغييرها. وأعتقد ان الأزهر الشريف سينجح في ذلك من خلال المحاور الثلاثة التي يرتكز عليها المؤتمر وهي المسؤولية الدولية تجاه القدس، واستعادة الوعي بالقضية، والهوية العربية للقدس ورسالتها. شكرا جزيلا للأزهر الشريف منارة الإسلام الوسطى، ولإمامه الأكبر الدكتور أحمد الطيب. وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء. www.hossamfathy.net Twitter: @hossamfathy66 Facebook: hossamfathy66