واصل وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، الحديث عن ملامح سياسة بلاده الخارجية في 2018، ولا سيما المتعلقة منها بالقدس، وأزمة التأشيرات مع الولاياتالمتحدة، ومواقف دولة الإمارات تجاه تركيا، والوضع في إدلب السورية. جاء ذلك خلال لقائه مع ممثلي وسائل الإعلام التركية في العاصمة أنقرة لسرد سياسات بلاده الخارجية في العام الجديد. ففي معرض حديثه عن رفع الولاياتالمتحدة التأشيرات عن المواطنين الأتراك، قال جاويش أوغلو إن "واشنطن افتعلت أزمة التأشيرات، بحجة توقيف موظف قنصليتها العامة في إسطنبول متين طوبوز، إلا أنها أعادت منح التأشيرات لاحقًا". وحول ادعاءات الولاياتالمتحدة، بأن تركيا أعطت ضمانات لها بعدم توقيف الموظفين المحليين في البعثات الدبلوماسية الأمريكية لديها دون إخطارها مسبقًا، قال إنه "قد تكون هناك مشاركة للمعلومات، هذا ليس بتعهد". وأكد جاويش أوغلو أن الولاياتالمتحدة أدركت أنها لن تستطيع الحصول على النتائج التي ترجوها من تركيا، من خلال قيود التأشيرة التي وضعتها أمام مواطني تركيا. وشدد على أن الأدلة التي تم التوصل إليها بأن طوبوز شخص بالغ الأهمية. متسائلًا عن سبب أهمية هذا الشخص بالنسبة للولايات المتحدةالأمريكية، وتعليق واشنطن التأشيرات لأجله. وأكد الوزير التركي على أنه لا توجد هناك تحقيقات بشأن الموظفين في البعثات الدبلوماسية الأمريكية وأن الوصول إلى طوبوز من خلال تحقيقات أخرى. ولفت جاويش أوغلو إلى وجود شخص آخر يعمل في القنصلية الأمريكية لكنه لا توجد معلومات عنه إلى الآن، مشددا على أن طوبوز هو الذي اعترف باسم الشخص المذكور. وردا على سؤال حول وجود شخص آخر مختبئ في القنصلية الأمريكيةبإسطنبول، أوضح جاويش أوغلو أنه "لا توجد لدي معلومات بهذا الشأن، لكن هناك أنباء بهذا الخصوص لكن لا يوجد لدينا أي دليل". ونوه جاويش أوغلو بأن بلاده ردت على الولاياتالمتحدة، وأن أنقرة اقترحت على واشنطن تشكيل مجموعة بين البلدين لبحث مكافحة وتمويل الإرهاب، مؤكدا أنه جرى اجتماع أولي بهذا الخصوص في العاصمة أنقرة. ولفت إلى أنه "سيعقد الاجتماع الأول لمجموعة العمل في 23 يناير/ كانون ثاني الجاري". وحول تذكيره بتهديد الولاياتالمتحدة بقطع الدعم عن دول في الأممالمتحدة قبيل التصويت الشهر الماضي، على قرار ضد تغيير وضعية القدس، وما إذا كانت واشنطن وجهت تحذيرا شبيها لتركيا في هذا الخصوص، قال جاويش أوغلو "لا، هم أنفسهم يعلمون بأن تدخلًا من هذا القبيل لن يجد نفعًا، لأننا نحن من نقود هذا الأمر (رفض الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل)". وتابع: "هم يعلموننا جيدًا، ورأوا أنه لن تكون لذلك فائدة، وقلنا بوضوح وشددنا، في تصريحاتنا التي أدلينا بها من هناك (الأممالمتحدة) بأننا لا نخاف من التهديدات الأمريكية، لم يكن أي تواصل معنا لكنهم اتصلوا ببلدان عديدة". واستطرد أن تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة "كان من أهم التصويتات في التاريخ، ومن أهم تصويتات الأممالمتحدة، لا أقول فقط من حيث فلسطين، لكن مندوبي بعض (الدول) قالوا إنهم ذاهبون إلى العطلة، واختفوا عن الأنظار (خلال عملية التصويت في الجمعية العامة)". وفي قضية أخرى، جدد جاويش أوغلو موقف بلاده تجاه الأحداث شرق نهر الفرات شمالي سوريا. معتبرًا أن التهديدات تجاه بلاده من هناك لا تزال مستمرة، وأن العديد من الأسلحة التي قدمتها الولاياتالمتحدة لتنظيم "ب ي د" الإرهابي تستخدم خلال هجمات ضد المدنيين والقوات الأمنية في تركيا. وبشأن احتمالية شن بلاده عملية عسكرية ضد "ب ي د" الإرهابي في منطقة عفرين التابعة لمحافظة حلب شمالي سوريا، أكد جاويش أوغلو أن "كل شيء له وقته، يتم فيه التخطيط واتخاذ الإجراءات اللازمة، .. ماذا يقول رئيسنا: فجأة (في إشارة إلى تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والتي توعد فيها ب ي د بعملية مفاجئة)". -مظاهرات إيران وعن المظاهرات في إيران، ذكّر جاويش أوغلو بتصريحات المندوبة الأمريكية الدائمة لدى مجلس الأمن الدولي، نيكي هيلي بأن بلادها ستدعو مجلس الأمن إلى اجتماع طارئ بشأن المظاهرات وأعمال العنف في إيران. وقال في هذا الخصوص: "قد تحدث مشاكل داخل دولة ما، وفي النتيجة هناك بعد دولي لهذا الأمر لكن الآن لا يوجد، سبب إعادة طرح الولاياتالمتحدة لذلك هو المعارضة الشديدة للإدارة الأمريكيةلإيران". وتوقع الوزير التركي بألا يصدر قرارا ضد إيران في مجلس الأمن الدولي لأن 5 دول لديها حق النقض (الفيتو). وأوضح أن بلاده "لا تستخف بالأوضاع الحالية في إيران، وتراقبها عن كثب، لكن ينبغي لمجلس الأمن الدولي الانشغال بالمواضيع المهمة التي تخص العالم وخاصة المشاكل بين الدول وإيجاد حلول لها". -تركيا ومكافحة الإرهابمن جهة أخرى، أشار جاويش أوغلو إلى موقف بلاده في مكافحة الإرهاب، وقال إن تركيا حظرت دخول 55 ألف شخص إلى أراضيها للاشتباه بارتباطهم بالإرهاب، وأن أنقرة ألقت القبض على إرهابيين من 125 دولة حول العالم. وشدد على أنه يوجد في الوقت الراهن قرابة ألف و500 إرهابي في السجون التركية، مشددًا على أن الدول الأوروبية كانت لا تلقي بالا للإرهابيين حتى وقوع هجمات إرهابية كبيرة مثل التي وقعت في باريس وبروكسل.ولفت إلى أن أوروبا كانت تسمح لبعض الإرهابيين بالتوجه إلى تركيا رغم ترحيلهم من قبل أنقرة. -العلاقات التركية الإماراتية وعن العلاقات التركية الإماراتية التي عادت إلى الواجهة عقب إعادة نشر وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد تغريدة مسيئة للأتراك والرئيس التركي، قال جاويش أوغلو، إن علاقات البلدين كانت جيدة جدًا، إلا أنها شهدت برودة عقب إظهار تركيا موقفا واضحًا من الانقلاب في مصر (يوليو/تموز 2013). وأشار إلى أنه زار الإمارات في أبريل/ نيسان 2016، وأنه يلتقي من حين لآخر وفي مناسبات مختلفة مع مسؤولين إماراتيين. وقال جاويش أوغلو في هذا الخصوص: "مؤخرا إعادة نشر وزير الخارجية (الإماراتي) تغريدة سخيفة، وتصريحات قرقاش (وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش)، حول إدارة العالم العربي (من قبل أنقرة).. نحن لا يوجد لدينا هوس حول إدارة العرب". وتابع: "نحن نبذل جهودا كبيرة من أجل تحقيق وحدة العالم الإسلامي في 2018 وسنحقق ذلك، ورئيس جمهوريتنا يرأس منظمة التعاون الإسلامي، ينبغي عدم الغيرة من ذلك، فالإمارات العربية ليست منافستنا، نحن نحترمهم وينبغي عليهم احترامنا". ودعا جاويش أوغلو الإمارات إلى التخلي عن موقفها الحالي، قائلًا: "لقد سجّلنا ما قاموا به". -الانتشار في إدلب وعن عملية انتشار الجيش التركي في محافظة إدلب السورية وتشكيل مناطق خفض التوتر هناك، قال جاويش أوغلو إن الانتشار يسري ببطئ نتيجة وجود ألغام ومناطق تتمركز فيها منظمات إرهابية. وشدد على أن بلاده قالت للولايات المتحدة وروسيا وإيران أن المنطقة توجد فيها منظمات إرهابية وينبغي تطهيرها، لكن دون قصف المنطقة بشكل عشوائي. وأوضح جاويش أوغلو أن بلاده تأنت في بادئ الأمر نتيجة حالات النزوح الكبيرة من مناطق شرقي سوريا ومن حلب نحو إدلب. مشددًا أنه سُمح أيضًا لمنظمات إرهابية، الانتقال باتجاه المنطقة. وأفاد في هذا الخصوص: "كنا نعلم بأنهم سيستغلون هذا الأمر (المنظمات الإرهابية) من أجل شن هجمات على هذه المناطق".