جلست مع صديق نافذ فقال لى كلام عجيب، قال إن يوم إعلان نتيجة السباق الرئاسى وفوز محمد مرسى غادر ضباط الشرطة مقار أقسام البوليس احتجاجًا على أن يكون رئيسهم الأعلى مسجون سابق ومن الإخوان المسلمين، كما بكى ضباط الجيش حزنًا، وقال أيضًا، إن قنابل موقوتة تم وضعها بعناية فى طريق الرجل ولن تمضى شهور وربما أيام حتى يحدث صدام بينه وبين العسكر، وفيما قاله، إن رئيس وزراء تسيير الأعمال كمال الجنزورى أعلن عن خفض فى أسعار السلع التموينية قبل تقديم استقالته ليكون لغمًا متفجرًا فى وجه الرئيس مرسى، ومن ضمن ما قاله أيضا إن الإخوان بمساعدة مرسى يستعدون للسيطرة على مفاصل الدولة بتعيين 34 ألف إخوانى فى وظائف مهمة ومؤثرة، وأن الفائز فى سباق الرئاسة كان شفيق وتم تعديل النتيجة، ولم يترك هذا الصديق لى فرصة للتوضيح أو الاستيضاح عما ذكره فى السطور السابقة وغيرها تفاصيل كثيرة لا أستطيع كتابتها ولكنها تصب فى النهاية إلى أن القادم مظلم، والخيار لن يكون بين ما هو سيئ وأسوأ، ولكن سيكون بين ما هو أسوأ وأكثر سوءًا. أقول لهذا الصديق ولغيره وهم كثر لقد رأينا جميعًا، وقوف مصر على ساق واحدة يوم الأحد الماضى، رأينا جميعا كيف حبس الناس أنفاسهم، ورأينا جميعا كيف خرج الجميع كبارًا وصغارًا يحتفلون ويعربون عن شعورهم بمجرد الإعلان عن فوز مرسى، الناس لم تخرج من أجل مرسى وفوزه بالكرسى، ولكن خرجت من أجل نفسها، لأن لديها أمل فى هذا البلد، لديها أمل فى أن يحتويها الوطن، بعد أن أصبحنا جميعا فيه غرباء، بعد أن أصبح وطن الأقوياء والأغنياء، الناس لديها أمل فى أن يكون المستقبل مشرق، بعد أن عانت 17 شهرًا، ودفعت الثمن دما وأمنا ومالا. بالله عليكم لا تقتلوا الأمل فى نفوس العصافير، بإشاعة الأكاذيب، فمحمد مرسى أولاً وأخيرًا مصرى، ورئيس لكل المصريين، وليس لجماعة الإخوان المسلمين، ولا ينبغى أن يبدأ الرجل عمله بوضع العراقيل أمامه أو نشر الشائعات المغرضة عنه، صحيح أنه فكرًا ينتمى لجماعة الإخوان، ولكنه نجح بأصوات المصريين جميعا، ومصر أكبر من أى جماعة، أمنحوه فرصة، فلطالما منحنا من سبقه الكثير من الفرص، وتغاضينا عن كثير من جرائمه، بالله عليكم كيف يكون شفيق هو الفائز ويتم تعديل النتيجة، حتى فى مباريات كرة القدم لا تحدث !، أقول للرئيس مرسى إن هذا الشعب العظيم يحتاج إلى مصالحة جماعية، يحتاج إلى من يبلسم جروحه، يحتاج إلى من يعيد إليه ثقته فى نفسه، بعد أن ضاع من قدمه الطريق وتخلى عنه الجميع, يحتاج إلى من يكون صادقا معه ولا يكذب عليه، أو يسخر منه، هذا الشعب يحتاج إلى لمسة حنان بعد أن فقد الإحساس بالحب على مدى 30 عامًا، يحتاج إلى أن يشعر بآدميته بعد أن فقدها على يد القريب والغريب . نصيحتى لمرسى أن يكون رئيسًا لكل المصريين، وأن يبتعد عن زعماء ورجال الجماعة الذين يتحدثون باسمه ويتصدرون المشهد الرئاسى، ونصيحتى لمرسى أن يحتوى المصريين جميعًا وأن يبدد خوفهم من كل الشائعات المغرضة وأن يبتعد عن بطانة السوء التى أغرقت من قبله، وأقول لكل المرجفين لا تقلتوا الأمل فى نفوسنا .. منكم لله . [email protected]