فى أول رد رسمى على دعوات برلمانية لإعادة هيكلة مؤسسة الأزهر الشريف، خصص الدكتور على عبدالعال، رئيس مجلس النواب، الجزء الأول من الجلسة العامة، اليوم الاثنين، للدفاع عن مؤسسة الأزهر وشيخها الدكتور أحمد الطيب. وفى وقت سابق أعلن الدكتور عمر حمروش، أمين اللجنة الدينية بمجلس النواب، أنه انتهى من إعداد مشروع قانون تنظيم الأزهر الجديد، والذي يهدف إلى هيكلة المؤسسة من الداخل، قائلاً إن مؤسسة الأزهر تحتاج إلى مراجعة حقيقية في كافة القطاعات والنظر مرة أخرى إلى الدور الذى يقوم به. ورأى "حمروش"، فإن تجديد الدماء مطلوب في كل المؤسسات، ولا يمكن لأشخاص بعينهم أن يكونوا متواجدين في مناصبهم طوال العمر، وخاصة أن هناك قيادات إخوانية لها وجود في المؤسسة من الداخل. بدوره، حذر الدكتور أسامة العبد، رئيس لجنة الشؤون الدينية والأوقاف بمجلس النواب، من كسر مؤسسة الأزهر الشريف، مؤكدًا أنه أحد أعمدة الدولة التي لا يجب مسها بسوء على الإطلاق مهما يكن، فبكسره ستتأثر الدولة كما أن سمعته لا يجب أن تمس وإن كانت هناك كسور تعالج بما يتماشي مع قيمته. وقال "العبد"، خلال الجلسة العامة، اليوم الاثنين، "يؤلمنا الإساءة للأزهر أو إلى شيخه قمة الهرم السني في العالم خاصة وأن بعض البلاد حاولت أن تأخذ الأزهر في بلادها لكنها لم تتمكن لشموخ مصر وتلك المؤسسة فإن الأزهر هو قبلة العلم وملاذ العلماء..ووقفة شيخ الأزهر في عدم مقابلة نائب الرئيس الأمريكي لا يستطيع أحد إنكارها أو إنكار ما يفعله إلا إذا كان جاحد العينين أو أعمى البصر أو البصيرة". ودعا "العبد" إلى الحفاظ على الأزهر وقيمته وشيخه ومساعدته في تأدية المهمة المطلوبة منهم، نافيا أن تكون مقررات الأزهر فيها شيء من الشذوذ الفكري. وأكد النائب مجدي ملك ماكسيموس، أن الأزهر أحد أهم قوام الدولة المصرية المتمثل فى القوات المسلحة والشرطة والأزهر الشريف والكنيسة المصرية، مشيرًا إلى أن هناك محاولات منذ سنوات لإضعاف مؤسسة الأزهر ليكون هناك بدائل له، وهي المخرجات التي أخرجت الجماعات المتطرفة، وتحمل اسم الدين الإسلامي وهي بعيدة كل البعد عنه، ومسؤولية كل المصريين هي الدفاع عن أركان الدولة المصرية والتي منها ركن أساسي وهو الأزهر الشريف. ورد الدكتور علي عبدالعال، رئيس المجلس، على حديث "ماكسيموس" قائلًا: "بمصر مؤسستان يتعين على الجميع احترامهما، وهما الأزهر الشريف والكنيسة القبطية المصرية وحديث النائب مجدي ملك يدل قاطعًا أن مصر بمسلميها ومسيحيها يد واحدة لمواجهة كل المخططات الداعية لهدم أي من المؤسستين العريقتين"، داعيًا النواب للوقوف من أماكنهم تأييدًا للمؤسستين الدينيتين. ووصف النائب عبدالهادي القصبي، رئيس لجنة التضامن الاجتماعي، الدكتور أحمد الطيب بأنه "شيخ الإسلام، وشيخ المسلمين في جميع أنحاء العالم، وهو من يحظي بثقة جماهير المسلمين في مصر والعالم ويحظي بحب وتقدير غير المسلمين، ويجب أن يعي الجميع أن الأزهر هو حصن الأمة وضميرها، فهو القوى الناعمة لمصر في الخارج وهو الملاذ للأمة في الشدائد، ومن الثابت أن مواقف شيخ الأزهر تنطلق من قناعات الأزهر العلمية وثوابته الوطنية، التي ضمن للأزهر الريادة التاريخية والعالمية على مدى أكثر من ألف عام". وعبر "القصبي" عن فخره بمواقف شيخ الأزهر الدولية وقيادته للأمة في قضية القدس الشريف ورفضه لمقابلة نائب الرئيس الأمريكي، ليعبر بذلك عن المسلمين والأقباط في آن واحد، في وقت صمتت فيه الدول والمنظمات وكان صوت الأزهر الشريف. وقال إن "شيخ الأزهر هو رمز للدين ويجب أن يعلم الجميع أن للدين قدسيته، نسجل نحن نواب الشعب أننا رافضين للاستهانة بتراث الأمة، ونسجل أننا رافضين للاستهانة بحضارتها وتاريخها، ودينها أو النيل من رموزها".