طالب الكاتب الصحفي محمد الجارحي ، بضرورة اعتذار الدكتور مجدي يعقوب للنائبة "أنيسة حسونة" ، متهمًا إياه بالتسبب في مرضها بالسرطان وقهرها حسب تعبيره . وكتب "الجارحي" تدوينة طويلة عن قصته مع "أنيسة حسونة" فضلًا عن قصتها مع "مجدي يعقوب" ، كاتبًا في نهايتها: "رسالة أخيرة إلى د. مجدي يعقوب الذي له في قلبي وقلب ملايين المصريين مكانة كبيرة : عليك أن تعتذر لأنيسة حسونة.. أعرف أنك لن تسطيع أن تعيد لها ما خسرته ولن تضمد جراحها ولن يعوضعها الاعتذار شيئا عما تسبب فيه مجدي اسحق حنا نائب رئيس مجلس الادارة، لن يعيد الشرخ الذي حدث بسبب عجرفته معها إلى سيرته الأولى لكن الاعتذار أبسط حق لها.. وهي المديرة التنفيذية للمؤسسة لثمانِ سنوات كانت تحفر في الصخر حتى يشتّد عودها ويشار لها بالبنان". وإلى نص التدوينة: عن أنيسة حسونة.. آن الأوان لمجدي يعقوب أن يعتذر ! المشهد الأول : البداية كانت 2010.. بعد أشهر من ولادة طفلي أحمد واكتشاف مرضه بالقلب وضمور المخ.. كنت أبحث عن أي بصيص أمل.. كنت أسكن مع صديقي الصحفي طارق عبدالعزيز في شقة واحدة وهو واحد من أنبه الصحفيين المتخصصين في ملف الصحة، طلبت منه المساعدة في التواصل مع أي شخص في مؤسسة مجدي يعقوب.. كان هذا الشخص هي العظيمة أنيسة حسونة.. ربما لم أحكي لها هذه القصة من قبل.. لكني أكتب عنها الان بعد أن انتهيت من قراءة كتابها البديع "بدون سابق إنذار" الصادر عن دار الشروق عن رحلة معاناتها مع مرض السرطان. طلبت مني تليفونيا حينها ملفا كاملا عن حالة أحمد به كل الفحوصات والأشعة والتحاليل وأن أذهب به إلى مقر المؤسسة بالزمالك.. لا زلت أذكر تفاصيل المكان.. يومها استقبلني مروان ذراعها الأيمن بالمؤسسة وتابعت معه فيما بعد ثم مات أحمد في 2011. المشهد الثاني : في إحدى ليالي 2012 كنت أجلس في شارع النصر بالمعادي، خلال حملة تاكسي الخير لجمع تبرعات لصالح مستشفى 25 يناير.. وجدت اتصالا من العظيمة أنيسة حسونة تخبرني أنها ترغب في التبرع للمستشفى وهي المنوط بها جمع تبرعات لصرح عظيم وهو مركز أسوان للقلب الذي حملت على كتفها منذ اللحظة الأولى كل لبنة وضعت فيه.. وكانت بشكل مباشر وغير مباشر من أعمدة نجاح هذا الكيان الذي صار جزءا لا يتجزأ منها ومن حياتها وعالمها.. تفكر فيه آناء الليل وأطراف النهار.. تلك المعاني وهذا الانصهار بين الروح والحلم وقصص النجاح المولودة بين أيدينا لا يعلمه إلا من كانت المؤسسة طفلها الذي لم تلده وظلها وسندها في الحياة التي لم تتخيل أبدا أن يكون عاقا لها وجاحدا لدورها وناكرا لفضلها. خذلها مجدي يعقوب نفسه واثنان من رجاله وتخلوا عنها.. بل عاملوها بوقاحة.. خذلوا من تستحق أن يصنعوا لها تمثالا أو جدارية في مدخل مركز أسوان للقلب لتفانيها في عملها ونجاح المؤسسة في وقت قياسي.. نجاح يشهد له القاصي والداني. في لحظات الجحود والنكران.. كانت الأسرة هي السند.. زوجها وابنتاها وشقيقاتها وصديقاتها المقربات جدا.. زوجها الدكتور المحترم شريف ناجي هو من التقيته يوم التبرع لمستشفى 25 يناير.. جاء بنفسه أمام كشري التحرير بشارع النصر.. يومها أدركت عظمة هذه الأسرة.. وكم هي معطاءة. تساند مشروعا صحيا وهي أحوج ما تكون إلى من يساند مشروعها.. لكن هذه هي سمة الأشخاص الذين يستعملهم الله ويستخلفهم لقضاء حوائج الناس.. يدلون الناس على الخير ويفعلونه ويأثرون غيرهم على أنفسهم فيكتب الله لهم خيرا وفيرا ويجعل في طريقهم من يفعل معهم أكثر مما يفعلون مع غيرهم. المشهد الثالث : من خلال عملي الصحفي والتليفزيوني ومن خلال السوشيال ميديا صار هناك تواصل بيني وبين النائبة أنيسة حسونة من حين لآخر.. وبعدما تركت مؤسسة مجدي يعقوب لم أكن أعلم السبب، بعد بضعة أشهر هاتفتها طمعا في مساعدتها واستشارتها فيما يخص مستشفى 25 يناير.. لم تخبرني وقتها عن محنة مرضها التي أخفتها عن الجميع، وطلبت مني التواصل مع شخصين من (ولادها) في العمل الخيري وكانوا فعلا خير ناصح. المشهد الرابع: حفل توقيع كتابها الذي جاء بعد حلقة تليفزيونية مع الإعلامية منى الشاذلي.. لم أجد في حياتي هذا الكم من الحب الصادق والعميق في أي حفل توقيع كتاب.. أنيسة عصام حسونة نجلة القاضي والمحافظ والوزير خلال حكم عبدالناصر تبكي من الوجع وتبكي من فرط حب الناس ودعمهم لها. من أدبها لم تذكر خلال سردها لحكايتها مع المرض اسم مؤسسة مجدي يعقوب التي كانت قياداتها سببا في قهرها ومرضها.. تخطت أنيسة حسونة المِحنة ووقفت على قدميها من جديد وحصدت مزيدا من الحب ولااحترام والتقدير من الجميع. رسالة أخيرة إلى د. مجدي يعقوب الذي له في قلبي وقلب ملايين المصريين مكانة كبيرة : عليك أن تعتذر لأنيسة حسونة.. أعرف أنك لن تسطيع أن تعيد لها ما خسرته ولن تضمد جراحها ولن يعوضعها الاعتذار شيئا عما تسبب فيه مجدي اسحق حنا نائب رئيس مجلس الادارة، لن يعيد الشرخ الذي حدث بسبب عجرفته معها إلى سيرته الأولى لكن الاعتذار أبسط حق لها.. وهي المديرة التنفيذية للمؤسسة لثمانِ سنوات كانت تحفر في الصخر حتى يشتّد عودها ويشار لها بالبنان. ختاما إلى الإنسانة قبل النائبة إلى المعطاءة الخيرة إلى العقلية المخططة إلى الصابرة المقاتلة إلى أنيسة عصام حسونة.. فخور بكِ حد السماء.. قدوة ومثلا أعلى لي ولغيري.. أسأل الله أن يحفظك ويحميكي. لست وحدي بل أنا وملايين من المصريين يحق لنا أن نفخر أن في حياتنا أنيسة حسونة، لمن يريد دروسا في الصبر والنجاح والتحدي والأمل.