أكد وزير الإعلام السوري مهدي دخل الله ، في تصريحات خاصة ل "المصريون" أن ثمة تنسيقا مستمرا ما بين القاهرة ودمشق من أجل مواجهة الضغوط والهجمة المسيسة علي سوريا " مشيرا بأن " مصر دائما ما تقف إلي جانب سوريا وتدعمها وتقدم رأيها في جميع القضايا بشكل يخدم المصالح السورية لتجنب المخاطر التي تهب علينا من بعض العواصمالغربية التي لا توافق علي سياسة سوريا الرافضة والمعادية للحرب والاحتلال بمنطقة الشرق الأوسط , سواء كان ذلك الرفض في العراق أو فلسطين . وطالب دخل الله القادة العرب بتفعيل التضامن مع سوريا ، معتبرا أن سوريا لا تريد شيئا لنفسها كقطر عربي إنما المشكلة تكمن في دفاع سوريا عن القضايا العربية وسوريا تقول لا للاحتلال ونعم لمبادرة بيروت من اجل السلام العادل وتتمسك بثوابت الأمة المبدئية والمرجعيات الدولية " وفيما يتعلق بالأزمة مع واشنطن حول الحدود العراقية ، أشار الوزير السوري إلى أن الحدود السورية مع العراق تتم حراستها بجميع الوسائل التي تحمي امن سوريا وبالتالي فهي مؤمنة تماما وبريئة من الاتهامات الأمريكية ، وأمريكا تعلم بان اتهاماتها لنا بتهريب مقاتلين وأسلحة للعراق غير صحيحة ولا يوجد دليل عليها ولقد اعترف احد قادة البنتاجون مؤخرا أمام الكونجرس بأن المقاتلين الأجانب بالعراق لا يتجاوز عددهم ال6% وهذا يؤكد حقيقة ما نقوله . وحول المطلب الأمريكي بدور سوري في نزع أسلحة المقاومة بلبنان ، شدد دخل الله على أن المقاومة اللبنانية والفلسطينية والعراقية ورائها شعوبها التي تدعم هؤلاء المقاومين وتساندهم وهؤلاء المقاومون بالتالي ليسوا في انتظار أن تتولي سوريا شئونهم أو ترعاهم وتقرر مصيرهم ، وليس لسوريا الحق في نزع أسلحتهم أو التدخل في مصيرهم . وشدد دخل الله علي أن سوريا لم تخرج من لبنان انصياعا لقرارات أمريكية أو فرنسية أو حتى دولية كما قيل ، إنما هي دخلت لبنان بشكل شرعي وبناء علي طلب من قيادته المنتخبة وكانت تنفذ برنامج لحمايته من تكرار الفتنة الداخلية مرة أخري ، وعندما انتهت سوريا من أداء مهمتها وفقا لمراحل البرنامج خرجت من لبنان بالتفاهم مع قياداته كما دخلته " . وحول عن حقيقة عزلة سوريا التي يقول الأمريكيون إنها تتحقق الآن ، أكد وزير الإعلام السوري أن بلاده ليست معزولة وعلاقاتها جيدة مع كل الدول العربية والإسلامية ودول العالم الثالث والغالبية العظمي من البلدان الأوربية والدول الكبرى ، إنما أمريكا هي التي تعزل نفسها عن قضايا المنطقة عندما تدعي أن سوريا معزولة . وأضاف أن التهديدات الأمريكية لا تقلق سوريا فحسب إنما تقلق المنطقة بكاملها لأن الهدف من الضغوط علينا هو تغيير موقفنا من الاحتلال الأمريكي لفلسطين والجولان وكذلك موقفنا من الوجود الأمريكي بالعراق وهذا ما جعل وزير الخارجية الأمريكية تؤكد ضرورة فرض عقوبات علي سوريا سواء ثبت تورطها في حادث الحريري أم لم يثبت وهذا يوضح أن النية الأمريكية مبيتة ضد سوريا . ومضى قائلا " كل شيء أصبح مكشوفاً وعلنيا فالخطط والتوجهات والسياسات كلها أصبحت واضحة وهناك ضغوط علي سوريا وموقف مسبق ضدها منذ تمرير قانون محاسبة سوريا في الكونجرس وذلك قبيل اغتيال الحريري بوقت طويل وهي الجريمة النكراء التي وجدت فيها واشنطن ذريعة جديدة لتصعيد الضغوط ضد سوريا . وفيما يتعلق بخطة سوريا للخروج من مأزق تقرير ميليس ، قال مهدي دخل الله إن سوريا تريد الوصول للحقيقة وقد اتخذت قرارا بتشكيل لجنة تحقيق تتعاون مع لجنة التحقيق الدولية لمعرفة الفاعل الحقيقي وغالبية الأقطار العربية أبدت استعدادها للتعاون مع سوريا لتصحيح مسار تحقيق ميليس لكي يكون محايدا ً ويصل إلي الحقيقة لأن سوريا كانت اكبر المتضررين من اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري وسوريا واثقة من نفسها وستواجه التحديات التي تفرضها علينا الادارة الأمريكية بمنتهي القوة المصحوبة بثقافة التفاوض مع جميع الأطراف الدولية لنؤكد للجميع أننا علي حق ولن تغير سوريا موقفها تجاه القضايا العربية مهما تعرضت لضغوط أمريكية ولن تغير موقفها المعادي للاحتلال الإسرائيلي واختتمت وزير الإعلام السوري تصريحاته ل " المصريون " بالتأكيد على أن تقرير ميليس مزيف ويستند لأقوال شهود معاديين لسوريه وهي أقوال مرسلة ويفتقد للحرفية والمهنية ورفيق الحريري كان صديقا لسوريا ولا يمكن أن تقتله لان سوريا لا تقتل أعدائها فما بالك بأصدقائها .