وجهت الرئاسة التركية، رسالة شديدة اللهجة للولايات المتحدة بشأن تسليح الفصائل الكردية المسلحة بسوريا، مشيرة إلى أن مهمة الحرب على داعش انتهت، فلم يعد الأكراد بحاجة إلى التسليح الأمريكي. وأعلن إبراهيم قالن، المتحدث باسم الرئاسة التركية، أن أنقرة هي التي تحدد الأمور التي تشكل خطرا على أمن تركيا القومي. ودعا قالن في تصريح صحفي إلى ضرورة سحب جميع الأسلحة والمعدات التي منحتها الولاياتالمتحدة لحزب الاتحاد الديموقراطي ووحدات حماية الشعب الكردية في شمال سوريا، "دون أي تأخير". وأضاف: "بما أن الحرب على "داعش" قد انتهت، فإنه لم يعد الأكراد بحاجة إلى هذه المعدات، ولكن نحن نعلم جيدا كيف أخفت الولاياتالمتحدة سابقا آثار الأسلحة التي وزعتها في العراق بطريقة مشابهة". وشدد المتحدث باسم الرئاسة التركية على ضرورة أن تتخذ السلطات الأمريكية خطوات ملموسة بشأن تعهداتها بسحب الأسلحة المقدمة للمقاتلين الأكراد في المنطقة. وأكد قالن أن عدم سحب تلك الأسلحة من شأنه أن يوسع نطاق الفوضى وإدامتها في المنطقة، وأن تقديم أسلحة جديدة سيفاقم الأزمة وحالة عدم الاستقرار، بحسب تعبيره. وأعرب عن رفض أنقرة القاطع لمثل هذا السيناريو قائلا: "جاء في بيان البنتاجون أنه لن يتم سحب المعدات التي لا تشكل خطرا على تركيا. إن الجمهورية التركية هي التي تحدد مَن، أو أي شيء يشكل خطرا على أمنها القومي، وليس الآخرون". كما شدد على ضرورة أن تقطع الإدارة الأمريكية علاقتها بشكل كامل مع حزب الاتحاد الديموقراطي ووحدات حماية الشعب الكردية. وإلى ذلك كان إريك باهون المتحدث باسم دائرة الشرق الأوسط في البنتاجون قال أمس الخميس للأناضول: "سنجمع الأسلحة التي قد تشكل تهديدا لحليفتنا تركيا. والأتراك لديهم لوائح بهذه الأسلحة". ولفت باهون إلى أن واشنطن لن تسحب المعدات غير القتالية التي زودت بها حزب الاتحاد الديموقراطي ووحدات حماية الشعب الكردية على غرار الجرافات وكاسحات الألغام، وناقلات جنود من طراز "هامفي". وبين باهون أنهم سيسحبون من أيدي الأكراد عربات مدرعة من طراز " MRAP " وبنادق رشاشة وقاذفات قنابل و"الأسلحة الأخرى المضادة للدروع". وكان البيت الأبيض أعلن الأسبوع الماضي، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أبلغ في مكالمة هاتفية مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، أن إدارته ستجري "تغييرات" على المساعدات العسكرية المقدمة ل "شركاء" واشنطن في محاربة "داعش" داخل سوريا. وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو السبت الماضي إن أردوغان بحث خلال المكالمة الهاتفية مع ترامب مسألة تقديم الولاياتالمتحدة دعما بالعتاد والسلاح للأكراد في شمال سوريا، ورفض أنقرة لذلك. وأشار جاويش أوغلو إلى أن ترامب أكد لأردوغان إصداره تعليمات واضحة لمؤسسات بلاده "بعدم إرسال شحنات إضافية من الأسلحة" إلى حزب الاتحاد الديموقراطي. قال البنتاجون يوم الثلاثاء الماضي، إنه سيواصل دعم حزب الاتحاد الديموقراطي في حربه ضد تنظيم "داعش" الإرهابي في سوريا.